رئيس الحكومة المغربية يشن هجوما لاذعا على المعارضة ويحذرها من أنها لم تر منه شيئا بعد

التقى نواب حزبه وقال لهم «لا يمكن أن يهزمنا البلطجية ومستعملو المال الحرام»

عبد الإله ابن كيران
TT

لجأ عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إلى لغة أكثر عدوانية تجاه معارضيه، بعدما حاول جاهدا ضبط نفسه خلال سنتين من توليه رئاسة الحكومة، فيما يرى المتتبعون بأن ابن كيران يتجه نحو نهج استراتيجية «أحسن خطة للدفاع هي الهجوم».

وشن ابن كيران، خلال اللقاءات الثلاثة، التي أشرف على رئاستها أيام السبت والأحد والاثنين، هجوما غير مسبوق على أحزاب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والأصالة والمعاصرة، وقال إن كل محاولاتهم لزعزعة التجربة الحكومية في نسختها الأولى والثانية مآلها الفشل.

وأكد ابن كيران، خلال اجتماع عقده مساء أول من أمس مع الفريق النيابي لحزبه في المقر المركزي للحزب في الرباط، أنه لن يهادن المعارضة بعد اليوم، متوعدا إياها بمزيد من التصعيد. وقال: «المعارضة لم تر مني شيئا بعد»، مضيفا أنه «لن يتسامح ولن يتساهل مع الأصوات المناوئة له، وأن الإصلاحات الضرورية لا يمكن أن يطالها أي تراجع حتى لو كلف ذلك شعبية الحزب. وشدد ابن كيران على القول إن «نجاح الحكومة في تنزيل الإصلاحات يخيف معارضيه».

ووصف ابن كيران غريمه السياسي حميد، الأمين العام لحزب الاستقلال المعارض بـ«المفسد الكبير الذي يريد مغالبة (العدالة والتنمية) في الانتخابات بالعصابات والبلطجية»، مضيفا أنه «حتى العقلاء في حزبه انفضوا من حوله»، في إشارة ضمنية لتيار بلا هوادة، الذي يقوده عبد الواحد الفاسي، نجل الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال، علال الفاسي.

واتهم ابن كيران بإخراج الناس للشارع في مظاهرات مناوئة للحكومة مقابل دفع مبلغ ستة دولارات للمتظاهر الواحد، مضيفا بلغة لا تخلو من استهزاء أن الحمير وحدها خرجت مجانا.

وكان حزب الاستقلال قد نظم في أكتوبر (تشرين الأول) في الرباط، مسيرة احتجاج ضد سياسات الحكومة، واستعان المتظاهرون بالحمير وإلباسها أقمصة وربطة عنق ملونة وضعت على رؤوسها تيجان من ورق مكتوب عليها «فهمتيني ولا لا» (فمهتني أم لا)، وهي عبارة اعتاد رئيس الحكومة ترديدها.

وعد ابن كيران تحالف الاتحاد الاشتراكي والاستقلال بـ«التحالف الضعيف الذي لا يمكن أن يزعزع (العدالة والتنمية)»، مؤكدا أن تاريخ الحزبين لا يبشر بالانسجام قائلا: «الاتحاد والاستقلال كانا بالأمس في المحاكم، قبل أن يتحالفا ضدنا»، في إشارة للدعوى التي سبق للاتحاد الاشتراكي أن أقامها ضد بعد اتهام الأخير للمهدي بن بركة الزعيم التاريخي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بأنه المسؤول عن سفك دماء خصومه السياسيين، ومذابح جرت بعد استقلال البلاد.

في غضون ذلك، عاد ابن كيران لمهاجمة عدوه اللدود حزب الأصالة والمعاصرة، وقال إنه «حزب ولد بعيوب خلقية»، وإنه كان «يعد المنخرطين فيه بالاستيزار والحصول على مناصب سامية وبرلمانية» قبل أن يدفعه الربيع المغربي للتراجع.

وتوقع رئيس الحكومة المغربية أن يحقق حزبه فوزا كاسحا خلال الانتخابات المحلية والتشريعية المزمع إجراؤها على التوالي خلال عامي 2015 و2016، وقال مخاطبا فريقه النيابي: «المستقبل سيكون لحزب العدالة والتنمية»، مضيفا أنه «لا بديل عن هذا الحزب اليوم في الساحة السياسة المغربية، لأن ما قدمتم فيه الشيء الكثير، لذلك كونوا مستعدين».

ودعا ابن كيران نواب حزبه إلى الشروع في التحضير للانتخابات المقبلة، وقال: «هيئوا أنفسكم للاستحقاقات المقبلة، لأنكم ستفوزون في الانتخابات»، معلنا أنه «لا يمكن أن يهزمنا البلطجية ومستعملو المال الحرام»، مؤكدا «أن المغاربة إن وجدوا من هو أفضل منا، فنقول لهم اللهم يسر»، قبل أن يشير إلى أن «حزبه مؤسسة جاءت لخدمة الوطن، لكن إذا تحول لخدمة الأشخاص فإنه سينتهي ولو طال عمره».