واشنطن تواصل الضغوط على أطراف الصراع في جنوب السودان

جوبا تعلن تقليص ساعات حظر التجول.. والأمم المتحدة توجه نداء لتقديم مساعدات

TT

أعلنت دولة جنوب السودان عن تخفيض ساعات حظر التجول ليلا في جوبا، لتبدأ من 11 مساء وحتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلي للبلاد، فيما وجهت الأمم المتحدة نداء لاحتياجها العاجل لمبلغ 1.27 مليار دولار لتقديم مساعدات إلى 3.2 مليون شخص في الدولة التي تشهد حربا داخلية لأكثر من شهر، وذلك بالتزامن مع استمرار الضغوط الغربية على أطراف الصراع ووصول المراقبين التابعين لدول الإيقاد (شرق أفريقيا) إلى جنوب السودان.

وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان أتينج ويك أتينج في تصريحات من جوبا إن «حظر التجول ليلا ما زال قائما، لكن جرى تقليل ساعاته»، مشيرا إلى أن توجيهات رئيس الدولة سلفا كير ميارديت واضحة لقوات الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية بتنفيذ تلك الأوامر.

وكان كير أعلن حظرا للتجوال يبدأ في السادسة مساء وينتهي في السادسة من صباح اليوم التالي في أعقاب ما تسميه الحكومة محاولة انقلاب عسكري فاشل قام به نائب الرئيس المقال الدكتور رياك مشار في 15 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

من جهتها، حثت الولايات المتحدة زعماء جنوب السودان على تنفيذ وقف إطلاق النار الذي أعلن يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي بين الحكومة والمتمردين، وذلك بالتزامن مع وصول فريق من المراقبين الإقليميين إلى البلاد. وتمارس واشنطن ضغوطا على الحكومة للإفراج عن أربعة معتقلين سياسيين، بينهم الأمين العام لحزب الحركة الشعبية الحاكم باقان أموم، يمثلون آخر دفعة من المحتجزين الذين ألقي القبض عليهم للاشتباه في محاولة الانقلاب الفاشلة. وطالبت الخارجية الأميركية جوبا بتوفير الحماية لبقية المعتقلين وعائلاتهم.

وبدأ فريق المراقبين من دول الإيقاد الوصول إلى جنوب السودان منذ الأحد الماضي لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الهش، المدعوم من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي أكدت أنها تدعم هذه الجهود وتحث الطرفين على تسهيل مهمة عمل المراقبين.

في غضون ذلك، قال جورج، شقيق باقان أموم، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة من جيش الحكومة قامت بمداهمة منزل الأسرة في مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل قبل أيام». وأضاف أن «القوة قامت بالاعتداء بالضرب على الشقيقة الكبرى في الأسرة، وأوثقوا يديها وعصبوا عيناها وهددوها بالقتل شاهرين السلاح، ثم قاموا باغتصاب ابنتها التي وضعت حملها قبل شهر»، وقال إن القوة العسكرية قامت بتدمير كل ممتلكات الأسرة من أثاثات وأطلقت النار بكثافة على جدران المنزل، مما سبب رعبا بين أفراد الأسرة لا سيما الأطفال.

وقال أموم إن «السلطات في جوبا رفضت السماح لمحامي شقيقه بإجراء مقابلة معه، أو زيارة زوجته رغم أن لديها إذنا بزيارته»، مناشدا المجتمع الدولي بالتدخل السريع والضغط لإطلاق سراحه ورفاقه فورا.

من جهته، أشار منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) توبي لانزر إلى احتياجات عاجلة بمبلغ 1.27 مليار دولار «لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحا» لنحو 3.2 مليون شخص في جنوب السودان، حتى شهر يونيو (حزيران) المقبل. مناشدا الجهات المانحة والمجتمع الدولي للمساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة والمساعدة ذات الفائدة لشعب جنوب السودان.