تضارب حول لقاءات سرية مزعومة بين كابل وطالبان

أوباما يناقش مع قادة البنتاغون ملف أفغانستان وأزمة الاتفاق الأمني

أفغاني يعلق صورة دعائية للمرشح الرئاسي عبد رب الرسول سياف بمدينة جلال آباد أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلنت صحيفة أميركية أمس أن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي باشر محادثات سرية مع طالبان خلال الشهرين الماضيين أملا في إقناعهم بإبرام اتفاق سلام مع حكومته، الأمر الذي نفته الحركة على الفور.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن متحدث باسم الرئيس الأفغاني تأكيده إجراء هذه الاتصالات خلال الشهرين الماضيين ووصفه للمحادثات بأنها كانت إيجابية. وذكرت الصحيفة الأميركية أيضا، نقلا عن مسؤولين أفغان وغربيين لم تسمهم، أن المحادثات التي لم تسفر عن نتائج حتى الآن، قد تساعد في تفسير تصاعد عداء كرزاي المعلن لواشنطن.

وكان كرزاي أعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي في الوقت نفسه لبدء هذه المحادثات السرية المفترضة تقريبا، عزمه عدم توقيع اتفاق أمني ثنائي مع الولايات المتحدة إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل (نيسان) 2014، وهي الانتخابات التي لن يخوضها مجددا كرزاي الذي تولى الرئاسة لفترتين متتاليتين.

بدورها، نفت حركة طالبان هذه المحادثات. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد قوله إننا «نرفض بقوة أي شائعات وتقارير عن اجتماع زعمائنا مع إدارة كابل». وأضاف: «لم يعقد أي شخص من الحركة أي اجتماعات رسمية أو غير رسمية علنية أو سرية مع إدارة كابل».

يذكر أن حركة طالبان فتحت مكتبا لها في قطر لإجراء مفاوضات، إلا أنها أغلقته بعدما اشتكى كرزاي وآخرون من رفع مكتب الحركة لافتة تحمل اسم «إمارة أفغانستان الإسلامية»، وهو الاسم نفسه الذي استخدمته طالبان إبان حكمها في الفترة من 1996 إلى 2001.

وجاء التضارب حول اللقاءات السرية المزعومة بين كابل وطالبان بعد أيام على انطلاق حملة انتخابات الرئاسة الأفغانية المقررة في 5 أبريل المقبل، التي تعهدت طالبان بعرقلتها.

وفي ظل امتناع كرزاي عن توقيع الاتفاق الأمني، كان مقررا أن يعقد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس اجتماعا مع قادة في وزارة الدفاع (البنتاغون) لمناقشة الملف الأفغاني، وربما يشارك فيه قائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال جوزيف دانفورد، حسبما نقلت وكالة «رويترز» أمس.

وتضغط إدارة أوباما على كرزاي منذ شهور لتوقيع اتفاقية أمنية تسمح ببقاء عدد قليل من الجنود الأميركيين في أفغانستان للمساعدة في تدريب القوات المحلية وممارسة نشاطات مكافحة الإرهاب. ويرغب مسؤولو الدفاع الأميركيون في حسم هذا الأمر قبل اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل في أوائل مارس (آذار) المقبل.

ويعد اجتماع أمس ثاني لقاء موسع يعقده أوباما بشأن أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية بعد أن التقى بمجلس الأمن القومي التابع له في منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحافيين أول من أمس إنه يجب توقيع المعاهدة «في غضون أسابيع وليس شهور»، وأضاف: «لا يمكن أن ينتظر هذا الأمر لفترة طويلة للغاية لأن من المستحيل مطالبة حلفائنا في حلف شمال الأطلسي أو قادة الجيش الأميركي بالتخطيط على أساس الطوارئ».