المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: الطائرات من دون طيار متوفرة لمن يريدها

الولايات المتحدة مصدر نحو 40 في المائة من الإنفاق العسكري في العالم

TT

أفاد تقرير نشره المعهد الدولي للدارسات الاستراتيجية أمس حول توازن القوى في العالم بأن انخفاض ثمن الطائرات دون طيار بفضل تقنيات التصغير كثف بشكل كبير استخدامها في القطاعين العسكري والمدني. ويجعل سقوط الحواجز التكنولوجية الواحد تلو الآخر هذه الطائرات دون طيار متوفرة لعدد متزايد من البلدان ولم تعد حكرا على القوات المسلحة في الدول الغربية.

ولخص دوغ باري الخبير في الطيران العسكري في المعهد لدى تقديم التقرير من 500 صفحة: «سنرى منها أكثر فأكثر، ستكثر الطائرات دون طيار سواء كانت الطائرة الصغيرة القابلة للتفكيك التي يمكن أن نضعها في حقيبة الظهر أو الطائرة القتالية ذات قوة الضرب القصوى».

وعلى الصعيد العسكري تحاول كل القوى الكبرى تدارك تأخيرها على الجيش الأميركي الذي يهيمن على السوق مع «غلوبال هاوك» وغيرها من طائرات دون طيار معروفة بـ«درون». وتريد عدة دول أوروبية تطوير طائرات دون طيار من طراز «مايل» (ارتفاع متوسط ومقاومة طويلة)، واتفق رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الأسبوع الماضي على مشروع طائرة مقاتلة فرنسية بريطانية من دون طيار.

وتمكنت الصين التي تواصل التسلح على غرار بقية بلدان آسيا من التوصل إلى تحليق أولى طائراتها دون طيار مقاتلة ومحجوبة عن الأنظار.

وأفاد تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية بأنه «لا مجال للشك في أن مستقبل الطائرات دون طيار في ترسانة الجيوش المقبلة الأكثر قوة، مضمون»، لكنه لزم الحذر عندما يتعلق الأمر بمعرفة إلى أي حد ستعوض الطائرات دون طيار التي تعتبر اليوم مكملة للوسائل التقليدية، الطائرات ذات طيار.

وبحسب التقرير، ظلت الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية في العالم، متفوقة بفارق كبير، إذ أنفقت نحو 600 مليار دولار العام الماضي، أي نحو 38 في المائة من مجمل الإنفاق العالمي. وأضاف المعهد أن الإنفاق العسكري العالمي انخفض بشكل طفيف في عام 2013، لكنه زاد بشكل مثير في آسيا والشرق الأوسط. وازداد الإنفاق العسكري الصيني بنحو 40 في المائة منذ عام 2010 ليرتفع إلى ما يقدر بنحو 112 مليار دولار.

وأشار التقرير إلى أن نمو الإنفاق العسكري الصيني ساهم في سباق تسلح على نطاق أوسع في آسيا، حيث زادت اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام ودول أخرى إنفاقها. وأفاد التقرير بأن السعودية تفوقت على بريطانيا لتصبح رابع أكبر دولة في العالم إنفاقا على السلاح في عام 2013، مع تغير ميزان القوى العسكري العالمي نتيجة لخفض الإنفاق الدفاعي في الدول الغربية ونموه في آسيا والشرق الأوسط.

وقال التقرير إنه رغم توجه الولايات المتحدة «بشكل محوري» إلى إعادة تمركز قواتها في آسيا، فإن المحللين يقولون إن بعض الدول - لا سيما اليابان التي يتصاعد نزاعها مع بكين على الحدود البحرية - تشعر بقلق من أن واشنطن قد تتقاعس عن دعمها في أي صراع. وزاد إجمالي الإنفاق العسكري في آسيا بنسبة 11.6 في المائة في عام 2013 مقارنة بعام 2010.