وصف روحاني لمعارضي المفاوضات النووية بـ«الأميين» يثير التيار المتشدد في إيران

صحيفة «كيهان»: توزيع السلة الغذائية استكمال لسياسة أحمدي نجاد الشعبوية لترويج التسول

TT

أثارت التصريحات التي أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن المعارضين للاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى حول ملفها النووي ردودا من النواب البرلمانيين المحسوبين على التيار المتشدد. وكان روحاني وصف منتقدي الاتفاق النووي بأنهم «غير متعلمين وأميون يتم تمويلهم من جهات خاصة».

وانتقد النائب المحسوب على المتشددين حميد رسايي وعده خطاب روحاني بأنه «غير ملائم»، ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن رسايي قوله «لقد أثار إبرام هذا الاتفاق النووي انتقادات عدد من العلماء، ونخبة الجامعات، والبرلمانيين».

وكان رسايي قدم «تعازيه» بسبب إبرام الاتفاق النووي وذلك خلال جلسة برلمانية عقدت بعد يوم واحد من موعد تنفيذ الاتفاق. وانتقد النائب عن مدينة بجنورد (شمال شرق) قاسم جعفري التصريحات التي أدلى بها روحاني وزاد قائلا: «لا تبدو خارطة طريق اتفاق جنيف النووي ملائمة وسليمة».

من جهته انتقد البرلماني المحسوب على المتشددين مهرداد بذرباش في تصريح لوكالة فارس للأنباء تصريحات الرئيس الإيراني قائلا: «لقد وصفنا (روحاني) بالأميين، غير أن التدبير الذي اعتمده في كيفية توزيع السلة الغذائية بين المواطنين كان واضحا».

وطالب الرئيس الإيراني خلال تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء أساتذة وطلبة الجامعات بالتفاعل مع أمور المجتمع، مناشدا إياهم بالتعبير عن آرائهم في قضية الاتفاق النووي في جنيف.

وأضاف روحاني «يوجه أساتذة الجامعات عادة رسائل إلى رئيس الجمهورية في حال وقوع أحداث دولية (الاتفاق النووي)»، وتساءل «لماذا لا تصرخون، لماذا لا تخوضون المعركة، ولا تتفاعلون مع الحدث؟ فالمفاوضون الإيرانيون في الملف النووي هم مثلكم من الوسط الجامعي وأساتذة الجامعات».

وانتقد بعض الوزراء في حكومة روحاني خلال الأيام الأخيرة الردود التي أثارها منتقدو الاتفاق النووي.

من جانبه صرح وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تصريح لدبلوماسيين ألمانيين أن «معارضي الاتفاق النووي في إيران هم أقلية تتمتع بالذكاء والغوغائية في آن واحد، في حين نرى أن أصوات الأقليات في الدول الأخرى دوما عالية».

ووجهت جريدة «كيهان» المحسوبة على التيار المتشدد في إيران انتقادات إلى روحاني وذكرت أنه «كان يجدر برئيس يدعي قيادة حكومة تتحلى بـ(التدبير) أن يعتذر عن كيفية توزيع السلة الغذائية بدلا من عد منتقدي الاتفاق النووي بـ(الأقلية والأميين)».

وأقدمت الحكومة خلال الأيام الأخيرة على توزيع السلع الرئيسية على الفئات الأقل دخلا من المواطنين، إذ أدت كيفية توزيع هذه السلع إلى الانتظار في طوابير طويلة تخللتها مشاهد تدافع قامت به هذه الشريحة للحصول على سلة الغذاء، ما أسفر حسب التقارير الواردة عن حالات وفاة بسبب التدافع. وعد معارضو روحاني كيفية توزيع السلة الغذائية بأنها ترويج لثقافة التسول.

وكتب مدير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري في مقال افتتاحي أمس (الأربعاء) أنه «يجدر برئيس الجمهورية المحترم أن يقدم اعتذاره للشعب بسبب سياسة عدم التدبير التي رافقت عملية توزيع السلات الغذائية وألحقت خسائر بالشعب».

وكانت عملية توزيع السلات الغذائية في إيران تؤدي إلى سقوط ضحايا، وأصبحت محل انتقاد من قبل الكثير من الشخصيات السياسية وحتى الإصلاحية.

ويعتقد معارضو حكومة روحاني أن هذا الإجراء يأتي استكمالا لسياسة ترويج «التسول» التي كان يعتمدها محمود أحمدي نجاد، وهي خطوة «شعبوية».

وأشار شريعتمداري إلى تصريحات سابقة لروحاني أكد فيها على ضرورة النقد وتشجيع المنتقدين على التعبير بآرائهم، وزاد قائلا: «إذا كنت تعد الانتقاد ضرورة تمهد للتطور وتمنع ظهور الديكتاتورية، وتشجع النقد فلماذا تتهم الذين ينتقدون الاتفاق النووي ويقدمون وثائق دامغة على ذلك، فلماذا تتهمهم بأنهم غير متعلمين ومرتزقة؟».

وخاطب مدير صحيفة «كيهان» في مقاله الرئيس الإيراني وكتب «لماذا تعد الاعتراف بالخطأ وقبول الانتقاد بأنه شجاعة عظيمة يتمتع بها المسؤولون في حين ترفض أدنى نقد موجه إليك؟».

ويختتم شريعتمداري المقال قائلا: «لقد استغل عدد من مقربي رئيس الجمهورية الثقة التي منحها إياهم روحاني واقترحوا عليه سياسة شن هجمات شائنة وحادة على منتقدي الاتفاق النووي من أجل الهروب من الرد على سياسة توزيع السلة الغذائية الفاقدة للتدبير».