الحوثيون يتقدمون نحو صنعاء.. ومقتل جنود في كمين بشبوة

الرئيس اليمني: تلافينا الانفجار الكبير بالولوج في الحوار السياسي

فلسطيني ينتحب بعد أن هدمت جرافات إسرائيلية أمس منزله في القدس الشرقية (أ.ف.ب)
TT

يواصل الحوثيون تمددهم في شمال اليمن في ظل الأنباء التي تتحدث عن تقدمهم نحو العاصمة صنعاء في محاولة لإيجاد وجود عسكري لهم كما هي الحال في محافظات أخرى، في حين حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من أنه لن يسمح بالمساس بالوحدة الوطنية للبلاد. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات الحوثيين متواصلة في التمدد وفرض السيطرة على مناطق شمال اليمن رغم التوصل إلى اتفاق الهدنة مع قبائل حاشد، وهو الاتفاق الذي أنهى القتال بين الطرفين. وتشير المصادر إلى توجه مسلحي الحوثي نحو مدينة ريدة بمحافظة عمران، التي تبعد نحو 60 كيلومترا من العاصمة، ولا يزال يقطنها بضع عشرات من اليهود اليمنيين، إضافة إلى المواجهات التي يخوضونها مع قبائل أرحب المجاورة للعاصمة صنعاء. وذكرت المصادر أن معظم هذه الحروب التي يخوضها الحوثيون في شمال اليمن تحمل أبعادا مذهبية في الغالب، حيث إن الطرف الآخر فيها هم جماعة الإخوان المسلمون التي تدعم القبائل. وأعربت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقادها أن المحطة التالية للحوثيين هي العاصمة صنعاء، بهدف إيجاد نفوذ عسكري فيها وذلك بعد استكمال السيطرة على المناطق المجاورة للعاصمة. وجاءت هذه الخطوة بعد الاتفاق الذي توصل إليه الحوثيون مع قبائل حاشد، أول من أمس، الذي شكل ممرا آمنا للحوثيين للتقدم بأسلحتهم تجاه العاصمة صنعاء دون أي مخاوف من القبائل. على صعيد آخر، لقي ستة جنود يمنيين مصرعهم في كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في منطقة النشيمة بمحافظة شبوة جنوب شرقي البلاد. وذكرت مصادر «الشرق الأوسط» أن اشتباكات أعقبت مقتل الجنود بين زملائهم والمجموعة المهاجمة التي لاذت بالفرار. وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد على مقتل ثلاثة عسكريين في تفجير حافلة عسكرية بالعاصمة صنعاء. في غضون ذلك، قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إنه لن يسمح بالمساس بالوحدة الوطنية. وتحدث هادي بإسهاب أمام خطباء ومرشدين في صنعاء حول نظام الأقاليم، وقال إن «مخرجات الحوار الوطني الشامل تعالج كل مشاكل وأزمات الماضي وترتكز على إدارة حديثة أساسها المشاركة الفاعلة بالمسؤولية والثروة والسلطة وليس كما يدعي البعض.. فنظام الدولة الاتحادية بالأقاليم نظام حديث تعتمد عليه غالبية الدول القريبة والبعيدة، وهو تقسيم إداري فقط يسهل فيه الإشراف على الجوانب التنموية والصحية والتعليمية وكافة البنى التحتية». وأضاف هادي: «نحن تلافينا الانفجار الكبير بالولوج إلى الحوار السياسي على قاعدة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وكان الانقسام على أشده بين الجيش والأمن والمجتمع، وكادت الكارثة تنفجر لولا لطف الله سبحانه وتعالى واستجابة المجتمع الدولي على المستويين الإقليمي والدولي على ألا يذهب اليمن إلى الحرب.. وتبنى مجلس الأمن والمجتمع الدولي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقراري مجلس الأمن الدولي (رقمي) 2014 و2051». وأكد الرئيس اليمني أن «عجلة التغيير السلمي مضت باتخاذ العديد من القرارات والخطوات والإجراءات.. وانخرطت القوى الحزبية والسياسية والمجتمعية والثقافية في الحوار الوطني الكبير، وجرت حوارات ونقاشات تاريخية لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن المعاصر وعلى أساس انبثاق منظومة حكم جديدة ترتكز على الحكم الرشيد والمشاركة في الثروة والمسؤولية والسلطة». من جهة ثانية، كشفت وزارة الداخلية اليمنية عن معلومات وبيانات سيارة استخدمها مسلحون مجهولون لاختطاف مدير شركة «نتركس» النفطية البريطاني روبرت دوبلاكس ستورت ويمنيين اثنين يوم الاثنين الماضي من قلب العاصمة صنعاء. ونقل مركز الإعلام الأمني التابع للوزارة عن الأجهزة الأمنية بأمانة العاصمة قولها إن مسلحين مجهولين كانوا يستقلون سيارة «سنتافي» رصاصية اللون (حددت رقم سجلها)، قاموا باختطاف البريطاني روبرت ومواطنين يمنيين كانا برفقته أحدهما مهندس ويدعى علي أحمد علي العبسي (32 عاما)، والآخر حارس في الـ18 من عمره اسمه محمد صالح ناصر الشاطر، وذلك في شارع حدة واتجهوا إلى جهة غير معروفة. وحسب موقع «26 سبتمبر» الإلكتروني، قال المركز إن قيادة وزارة الداخلية وجهت الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء بعمل كل ما يلزم لاستعادة البريطاني المختطف وكذا سرعة البحث والتحري عن السيارة الـ«سنتافي» التي استخدمها الجناة في ارتكاب جريمة الاختطاف وضبطها بمن يوجد على متنها.

يأتي هذا الاختطاف بعد أيام قليلة من اختطاف مواطن ألماني وسط العاصمة صنعاء، وكذا اختطاف عدد من الدبلوماسيين، والرعايا في اليمن، في ظل عدم استقرار أمني ملحوظ.