أعضاء في الكونغرس يطالبون المالكي «بنقل العراق الى ما بعد الطائفية»

مسؤول الملف العراقي في الخارجية الأميركية: العنف هناك جنون مطبق

طفل عراقي يقف بين مخلفات تفجير سيارة مفخخة في منطقة العبيدي غرب بغداد حيث انفجرت ست سيارات مفخخة بالعاصمة العراقية أمس (أ.ف.ب)
TT

انتقد برلمانيون أميركيون بعنف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب البطء في المصالحة السياسية وعلاقاته مع إيران، عادين أن ذلك يغذي موجة التفجيرات الانتحارية في البلاد.

وعقد أعضاء في مجلس النواب اجتماعا خصص لمناقشة تهديد تنظيم القاعدة في العراق، بعد سلسلة تفجيرات أدت إلى مقتل 33 شخصا، أول من أمس، وما يقرب من 30 شخصا أمس.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إيد رويس إن مسلحي الدولة الإسلامية في العراق والشام يشنون حاليا أربعين هجوما في المعدل شهريا في أسوأ موجة عنف يشهدها العراق منذ انسحاب القوات الأميركية في 2011. وأكد رويس أنه «بصفته رئيس دولة، يجب أن يتحرك المالكي لنقل العراق إلى مرحلة ما بعد الطائفية، مع أنه قد لا يكون قادرا على القيام بذلك»، بينما يستعد العراق للانتخابات في أبريل (نيسان) المقبل، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف أن الناشطين يستفيدون من «استبعاد» السنة من الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة والتي تقيم علاقات وثيقة مع قادة إيران الشيعة. وتابع أن «تنظيم القاعدة أصبح بارعا جدا في استغلال الانقسام الطائفي، وتمسك المالكي بالسلطة عزز موقفهم».

وفي خطاب حماسي ينم عن غضب، تساءلت النائبة الجمهورية دانا روراباشر عن سبب استمرار تورط الولايات المتحدة التي تمد العراق بالمروحيات والطائرات من دون طيار للمساعدة في مكافحة هؤلاء الناشطين، في هذا البلد. وقالت روراباشر «لماذا نشعر بأننا مضطرون للانغماس في معركة بين أناس يقتلون بعضهم بعضا؟»، بعد عامين من الانسحاب العسكري الأميركي الكامل من العراق. وأضافت أن «آلاف الأشخاص يموتون في هذا الجنون. لماذا تفكر الولايات المتحدة أنها ملزمة بأن تكون جزءا من هذا الوضع الجنوني؟». وتابعت النائبة الجمهورية: «لماذا لا نتركهم يقتلون بعضهم بعضا؟.. لقد قدمنا لهم ما يكفي».

ووافق نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق بريت ماكغورك على هذا الرأي. وقال إن «ظاهرة التفجير الانتحاري هي جنون مطبق». لكنه شدد على أن كل الانتحاريين تقريبا هم «مقاتلون أجانب يدخلون العراق عبر سوريا». وأضاف أن «رسالتنا إلى كل القادة العراقيين واضحة: على الرغم من خلافاتكم بشأن عدد كبير من القضايا، عليكم إيجاد طريق للعمل معا عندما يتعلق الأمر بالدولة الإسلامية في العراق والشام، التنظيم الذي يهدد كل العراقيين». ودعا المالكي إلى «اتخاذ إجراءات إضافية للتواصل مع القادة السنة وجذب عدد كبير من العراقيين للقتال»، ضد «القاعدة».

وأكد ماكغورك أنه «في العراق، شئتم أم أبيتم، النفط و(القاعدة) وإيران والمصالح الحيوية للولايات المتحدة على المحك». وللولايات المتحدة التي غزت العراق في 2003 للإطاحة بنظام صدام حسين، مصالح استراتيجية في حماية العراق. وقدمت واشنطن النصح للقادة العسكريين العراقيين وخصوصا من أجل استعادة مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام.

وقال ماكغورك إن «الخطة تقضي بأن تكون العشائر على الجبهة مع الجيش لتدعمه لأن الدولة الإسلامية في العراق والشام هي جيش. إنهم يملكون أسلحة ثقيلة ولديهم رشاشات من عيار 50 ملم وهم مدربون بشكل جيد جدا ومحصنون بشكل جيد جدا». وتابع أن الولايات المتحدة سرعت تسليم أسلحة إلى العراق بإرسالها 75 صاروخا «هيلفاير» في ديسمبر (كانون الأول) وإبلاغ الكونغرس بإرسال 500 صاروخ آخر. وسيجري تسليم آليات سكان إيغل في الربيع و48 آلية أخرى ريفن يو إيه في وقت لاحق هذا العام.

وأكد ماكغورك الخبير في السياسة الأميركية في العراق، أن المالكي «أحدث تغييرات كبيرة ومهمة»، خصوصا في محاولة مصالحة السنة والشيعة منذ أن تلقى «رسالة مباشرة جدا» خلال لقائه الذي استغرق ساعتين مع الرئيس باراك أوباما في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وانتقد البرلمانيون المالكي أيضا خلال جلسة استماع في ما يتعلق بهجمات وقعت أخيرا على معسكر لمعارضين إيرانيين قتل فيها عشرات. وقالت روراباشر «إنها جريمة ضد الإنسانية. هؤلاء هم لاجئون عزل تقوم قوات المالكي بقتلهم».

وقتل عشرات من «مجاهدين خلق» في نحو 12 هجوما على معسكرهم منذ رحيل القوات الأميركية من العراق في نهاية 2011.

من جهة أخرى، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تنوي إرسال خبراء إلى العراق لمساعدة هذا البلد في حفظ أمن منشآته النفطية التي تشكل عائداتها 95 في المائة من إيرادات الخزينة.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى زيادة صادراتها النفطية لتمويل إعادة إعمار بلد يغرق يوما تلو الآخر في دوامة العنف وتستهدف منشآته وأنابيبه النفطية بهجمات، ولا سيما تلك الواقعة في الشمال.

وفي آخر هذه الاعتداءات تعرض أول من أمس أنبوب ينقل النفط المكرر من بيجي إلى بغداد للقصف مما أدى إلى توقف ضخ النفط فيه. وقالت «اللجنة التنسيقية المشتركة للطاقة بين العراق والولايات المتحدة» في بيان في ختام اجتماع الأربعاء في بغداد، إن «العراق والولايات المتحدة شرعا في التعاون في مجال جديد مهم من خلال استخدام خبراء من وزارتي الطاقة والخارجية الأميركيتين للعمل مع العراق لرسم خطة لحماية البنى التحتية للطاقة في العراق من الهجمات الإرهابية والكوارث الطبيعية».