البرلمان الإيراني يوافق على خطط لخفض الدعم عن الغذاء والوقود

آية الله مصباح يزدي يتهم روحاني بالكذب وقسوة القلب

TT

وافق البرلمان الإيراني أمس على خطط حساسة سياسيا لخفض دعم الوقود والغذاء، لكنه أرجأ تنفيذها بضعة أشهر، في حين تسعى السلطات لتخفيف حدة التأثير الواقع على المستهلكين بتوزيع حصص غذائية. ويحتوي مشروع ميزانية السنة المالية المقبلة التي تبدأ في أواخر مارس (آذار) المقبل على بند يدعو إلى تطبيق زيادات كبيرة في الأسعار لتوفير إعانات مالية سنوية قيمتها 630 تريليون ريال إيراني، ما يعادل 25.3 مليار دولار بسعر الصرف الرسمي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن أعضاء البرلمان وافقوا على هذا البند، وهو ما يحقق نصرا سياسيا للرئيس حسن روحاني الذي تولى السلطة في أغسطس (آب) الماضي بعد فوزه في الانتخابات، وتعهد بإصلاح الوضع المالي المضطرب في بلاده.

وأعطت موافقة البرلمان على البند مهلة للحكومة حتى نهاية يونيو (حزيران) للمضي قدما في إصلاحاتها الخاصة بالدعم. وسيأتي نحو 83 في المائة من الأموال التي سيتم توفيرها من زيادة أسعار الوقود. ومن المتوقع أن تؤدي إصلاحات الدعم في السنة المالية القادمة إلى اقتراب سعر الوقود الإيراني من المستويات العالمية. وفي تصريح نادر، أعرب الرئيس الإيراني عن «أسفه» لمعاناة الفقراء بسبب المشاكل في توزيع المساعدات للفقراء في وقت يشهد فيه البلد موجة برد قاسية، بعد أن أعلن عن وفاة ثلاثة إيرانيين ينتظرون مساعدات غذائية وسط الثلوج. وفي مقابلة تلفزيونية، قال روحاني «كرئيس، أعبر عن أسفي إذا كان الناس يواجهون مشاكل في الحصول على الحصة التموينية». وجاء ذلك في مقابلة مع روحاني الليلة قبل الماضي في حوار بثه التلفزيون الرسمي تأخر موعد بثه. ويقال إن التأخير في بث الحوار كان بسبب معارضة رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عزت الله ضرغامي مع المذيع الذي يتولى إدارة الحوار والذي تم اختياره من قبل مكتب رئاسة الجمهورية. وقام التلفزيون الحكومي ببث الحوار بمشاركة المذيعة التي تم اختيارها من قبل مكتب الرئاسة الإيراني وبتأخير عن موعده المحدد. ووجه ضرغامي رسالة إلى المجلس الذي يتولى الإشراف على أداء هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ليلة الأربعاء طالب فيها بتحديد مسؤولياته والصلاحيات التي يتمتع بها.

من جانبه، اتهم مدير مؤسسة «الإمام الخميني» التعليمية محمد تقي مصباح يزدي، الرئيس الإيراني روحاني، دون أن يذكر اسمه، بإطلاق «الأكاذيب»، و«قسوة القلب»، و«النقمة» على الشعب. وجاءت التصريحات الصادرة عن مصباح يزدي خلال جلسة أول من أمس (الأربعاء) ردا على كلمة أدلى بها روحاني اتهم فيها منتقدي الاتفاق النووي بـ«الأمية». وقد اعتبر روحاني خلال كلمة أمام حشد من الطلبة الجامعيين أن «منتقدي الاتفاق النووي هم قلة من الأميين يتم تمويلهم من جهات خاصة».

وقد أثارت تصريحات الرئيس الإيراني ردودا من المحافظين المتشددين، ومنهم أعضاء «جبهة الصمود والاستقامة» (جبهة بادار) التي يشرف عليها مصباح يزدي. وقال مصباح يزدي «يتحدث هؤلاء (روحاني والحكومة) عن ضرورة تقبل النقد، لكنهم يكذبون. إنهم لا يطيقون جملة نقد واحدة توجه إليهم». واتهم مصباح يزدي الرئيس الإيراني بـ«قسوة القلب»، وزاد قائلا «إن هؤلاء (روحاني والحكومة) يقولون لنا ما دخلكم أنتم للتدخل في هذه الأمور السياسية والاقتصادية؟ فأنتم أميون».

وتابع عضو مجلس خبراء القيادة في إيران «لقد حذر (علماء الدين) الشعب بأن وعود الحكومة بتوفير الرفاهية كلها أكاذيب لن تتحقق». وخاطب مصباح يزدي المسؤولين في حكومة روحاني قائلا «تبيعون عزة الشعب، وتهدرون دماء الشهداء بهدف استرجاع حفنة من الدولارات التي هي في الحقيقة من أموالكم.. لا.. هذا لن يتحقق فأنتم تحلمون». وأضاف «كانت جماعات على مدى التاريخ تتهم علماء الدين بالأمية، وعدم الفهم، وسوء الفهم.. كذلك كان الشاه يقول بلهجة ساخرة بأن علماء الدين يرتدون شراشف بيضاء على رؤوسهم».

من جهته، انتقد النائب السابق المحسوب على منتقدي التيار المتشدد عماد أفروغ ما وصفه بحملة «التخريب» التي تعرض لها منتقدو الاتفاق النووي من قبل حسن روحاني، وقال «يجب على الوسط الجامعي التعبير عن آرائه بشأن الاتفاق النووي بشرط اطلاعه على النص الكامل للاتفاق». ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن أفروغ قوله «هل تمكن الطلبة الجامعيون والوسط الجامعي من الاطلاع على نص الاتفاق النووي ليستطيعوا التعبير عن رأيهم؟ كيف يمكن للنواب الذين لم يطلعوا على تفاصيل الاتفاق أن يعبروا عن وجهة نظرهم بشأن مفاوضات جنيف؟».