لبنان: حلفاء حزب الله يتجاهلون وثيقة بكركي.. و«14 آذار» تشيد بها

تكهنات حول استيائهم من إشارتها إلى «السلاح غير الشرعي»

TT

لاقت الوثيقة الوطنية التي أطلقتها البطريركية المارونية أول من أمس تأييدا كبيرا، خصوصا في صفوف فريق «14 آذار»، بينما بدا لافتا تجاهل فريق «8 آذار»، والفريق المسيحي المتحالف مع حزب الله، أي النائبان ميشال عون وسليمان فرنجية. وهو ما وضعه البعض في خانة عدم رضا هؤلاء على مضمون الوثيقة، خصوصا لجهة تطرقها إلى «السلاح خارج الشرعية» و«الاستراتيجية الدفاعية»، في إشارة إلى سلاح حزب الله.

وفي هذا الإطار، تلقى البطريرك بشارة الراعي اتصالا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان مهنئا إياه على «الوثيقة وما تضمنته من ثوابت وطنية، تصب في خانة الدولة العادلة والعصرية وتركز على وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك المرتكز إلى الميثاقية والمناصفة».

ونوه سليمان خلال الاتصال بـ«إشارة الوثيقة إلى إعلان بعبدا وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية والاستراتيجية الوطنية للدفاع وحصرية القوة العسكرية بيد القوات الشرعية اللبنانية». وإذ شدد على «أهمية التزام لبنان بقرارات الشرعية الدولية»، لفت إلى «ما ورد في الوثيقة عن التمسك بالنظام الديمقراطي القائم على تداول السلطة وعلى مفهوم دولة القانون والمؤسسات، المرتكز إلى مفهوم أساسي هو حسن تطبيق الدساتير والقوانين لجهة القبول بما تفرزه من نتائج، وليس اللجوء إلى مقاطعة مفاعيل هذه القوانين إذا لم تكن وفق مصالح وتوجهات أي طرف».

كذلك، تلقى الراعي اتصالا من رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أثنى خلاله على المذكرة الوطنية، معتبرا أنها «أعلنت في الوقت المناسب، في هذا الوقت المشحون بالأجواء المحمومة، فجاءت مطمئنة للناس بدعوتها إلى السير بالحلول لتجاوز الأزمة التي نعيشها». ورأى أن «الناس بحاجة إلى سماع هذا النوع من الكلام»، آملا أن تكون «فاتحة خير وسلام للوطن».

بدورها نوهت النائبة في كتلة القوات اللبنانية، ستريدا جعجع، في تصريح لها بوثيقة بكركي، واصفة إياها بـ«التاريخية والمفصلية في هذه المرحلة الدقيقة، لما تضمنته من مبادئ أساسية وثوابت وقناعات عاشها المسيحيون في لبنان منذ مئات السنين، حيث كانت بكركي دائما هي القيمة والمعبرة عن هذه المبادئ والقناعات التي شكلت الركائز الأساسية للكيان اللبناني».

كذلك، رأى حزب الكتائب اللبنانية في الوثيقة «موقفا تاريخيا يصب في إطار الثوابت الوطنية التي درجت البطريركية المارونية على المبادرة إليها والالتزام بها وحمايتها».

كما استقبل البطريرك الماروني وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال وائل أبو فاعور في زيارة نقل فيها إشادة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط بالوثيقة الوطنية، معتبرا أنها تمثل ضمير كل اللبنانيين في رغبتهم ببناء الدولة والعيش الواحد والاستقرار والسلم الأهلي وبناء المؤسسات.

وبعد التأييد الذي عبر عنه رئيس تيار المستقبل بالوثيقة في بيان، كان له اتصال مع الراعي أمس، مرحبا بالوثيقة ومعتبرا أنها «تحاكي ضمائر اللبنانيين جميعا»، والإشادة نفسها تلقاها الراعي من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ومن النائب بطرس حرب.

في المقابل، وصف رئيس الكتلة الشعبية، الوزير السابق إلياس سكاف الوثيقة التي أعلنتها بكركي بـ«الإرشاد اللبناني» المعبر عن هواجس المسيحيين عموما واللبنانيين خصوصا، معتبرا إياها بمثابة خريطة طريق لإعادة الوضع إلى نصابه الطبيعي في حال لاقت الإجماع المسيحي أولا والوطني ثانيا».

وكانت البطريركية المارونية قد أطلقت «وثيقة وطنية» أول من أمس، ارتكزت فيها على عناوين أساسية وطنية وإقليمية، معتبرة أن الوضع الراهن في لبنان بلغ مرحلة الأزمة المصيرية.

ورأت الوثيقة أن انتخاب رئيس للجمهورية في الوقت المحدد دستوريا، يظهر أننا بلد يحترم ديمقراطيته وتداول السلطة. وشددت كذلك على ضرورة العودة إلى «اتفاق الطائف» و«إعلان بعبدا» الذي ينص على حياد لبنان الإيجابي، والتوصل إلى الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية، وحصرية القوة العسكرية في يد الشرعية.