إيران تشكل لجنة تحقيق في تأثير التشوش على القنوات الفضائية على الصحة

TT

أعلنت الحكومة الإيرانية عن اعتزامها تشكيل لجنة تضم خبراء من وزارة الاتصالات والصحة ومنظمة الطاقة الذرية وعدد من الأجهزة الحكومية، تهدف للتحقيق في الآثار التي تتركها عملية التشويش على القنوات الفضائية على صحة المواطنين.

وصرح وزير الصحة الإيراني حسن قاضي زاده، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية «إيرنا»: «هذه اللجنة بدأت عملها بحرية تامة بالتحقيق عما إذا كانت عملية التشويش على القنوات الفضائية تضر بصحة المواطنين أم لا. وستعلن عما وصلت إليه من نتائج، وعما إذا كانت هذه النتائج غير إيجابية». وأضاف «التقارير الأولية تفيد بأن أجزاء من عملية التشويش على القنوات الفضائية التي تطلق في أنحاء إيران لا تتسبب في مشاكل صحية على الجسم، غير أن اللجنة لم تنه تحقيقها بعد ويجب الانتظار لاستكماله».

وأشار الوزير الإيراني إلى الإشاعات الكثيرة التي يتم تداولها حول التأثير السلبي الذي تتركه عملية التشويش على الأقمار الصناعية على صحة المواطنين، وزاد قائلا «إن الكثير من الإشاعات يفتقر إلى أسس علمية، منها أن عملية التشويش هذه تؤدي إلى العديد من الأمراض، والعوارض الصحية مثل الإجهاض».

وقال الطبيب العمومي الإيراني علي عسل، لـ«الشرق الأوسط»، حول المخاطر الصحية التي تتسبب فيها عملية التشويش على الأقمار الصناعية «لا نستطيع القول إن الإشعاع الكهرومغناطيسي لا يترك آثارا جانبية على الإطلاق، غير أنه لا يوجد ما يدل على التأثير السلبي الذي يتركه التشويش على الأقمار الصناعية على صحة المواطنين». وأضاف أن الأبحاث العلمية لا تشير إلى أي دليل على دور عملية التشويش في ارتفاع نسبة الأمراض، وزاد «ليست التحقيقات والدراسات حول هذا الموضوع كافية، لأن هذه القضية تخص إيران ولم تثر اهتمام الباحثين في العالم. لذلك يجب القيام بدراسات أكثر شفافية ودقة حول هذه القضية».

وليست ظاهرة التشويش على الأقمار الصناعية في إيران وليدة اللحظة، إذ أثار تأثير عملية التشويش على صحة المواطنين نقاشات وجدلا واسعا في المجتمع الإيراني الذي ينظر الكثيرون فيه بقلق وترقب إلى هذه القضية، فهناك فرضيات وآراء مختلفة يتم تداولها بشأن مدى تأثير هذه الظاهرة على صحة الناس.

ولم تؤيد وزارة الصحة الإيرانية التأثيرات السلبية التي تتركها عملية التشويش على صحة البشر. وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون خلال جلسة شارك فيها مندوبون عن وزارة الصحة، والقوات المسلحة، ووزارة الاتصالات، وبرلمانيون، لمراجعة مدى تأثير هذه العملية على صحة المواطنين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أن طول موجات التردد التي يتم إطلاقها على الأقمار الصناعية هو وفق المعايير العالمية، وبالتالي لم تتسبب في أي مخاطر صحية. ويشير البعض إلى التأثيرات السلبية والمخاطر الصحية التي تسببها عملية التشويش في حين يعتقد آخرون أنه لا توجد وثائق تدل على صحة هذا الادعاء. ويمكن ملاحظة الاختلاف في الآراء حول هذه القضية بين الخبراء والمتخصصين في هذا القطاع.

واعتبرت رئيسة منظمة حماية البيئة في إيران معصومة ابتكار أن السبب في العديد من العوارض الصحية والأمراض هو الموجات القوية الصادرة في عملية التشويش على الأقمار الصناعية. وقد أعربت ابتكار العام الماضي عن قلقها العميق حول هذه القضية في وسائل الإعلام، وطالبت المسؤولين بالاهتمام الأكثر لهذه القضية. وأشارت ابتكار في أغسطس (أب) 2012 إلى «انتشار وارتفاع نسبة الأمراض مجهولة المصدر في البلاد»، وزادت قائلة «كلي ثقة في أن الإشعاعات الصادرة عن عملية التشويش تؤدي إلى خلل في جهاز المناعة، وهذا أمر مؤكد».

من جهة أخرى نفت وزيرة الصحة في حكومة محمود أحمدي نجاد مرارا وجود تأثيرات سلبية لعملية التشويش على القنوات الفضائية على صحة الإنسان. ويأتي النقاش الدائر حول تأثير عملية التشويش على الأقمار الصناعية على صحة المواطنين في الوقت الذي تفيد الإحصاءات المختلفة عن ارتفاع معدل أمراض السرطان، وعمليات الإجهاض، والعقم في إيران. وتشير إحصاءات غير رسمية مختلفة إلى ارتفاع نسبة الإجهاض، وعدد من أمراض السرطان في طهران، ويعزو البعض هذه الظاهرة إلى عوامل مختلفة منها عملية التشويش على القنوات الفضائية.

ورغم إيقاف عملية التحقيق بشأن التأثير السلبي الذي تتركه عملية التشويش هذه على صحة المواطنين في الحكومة السابقة بقيادة محمود أحمدي نجاد والتزام الحكومة الصمت بهذا الشأن، غير أن الآمال قد تنتعش مرة أخرى بشأن حلحلة هذا الملف في ظل الحكومة الجديدة برئاسة حسن روحاني.