النظام يستعيد أجزاء من سجن حلب المركزي وتضارب حول مصير السجناء

197 برميلا متفجرا على داريا في 10 أيام و«داعش» تختار مخيمات النازحين لإسكان عوائل مقاتليها

TT

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية السورية، «استعادت السيطرة على غالبية مباني سجن حلب المركزي» الذي سيطر مقاتلون معارضون الخميس على أجزاء واسعة منه، مع تواصل الاشتباكات داخل أسواره وفي محيطه. وغداة سقوط 157 قتيلا، جلهم من المدنيين، تزايد القصف بالبراميل المتفجرة في حلب وداريا التي ارتفع عدد غارات البراميل عليها إلى 197 برميلا خلال عشرة أيام.

وقال المرصد السوري إن القوات النظامية «تمكنت من استعادة السيطرة على المباني القديمة لسجن حلب المركزي (...) في حين تسيطر جبهة النصرة (الذراع الرسمية للقاعدة في سوريا) على المبنى الجديد داخل أسوار السجن»، وهو مبنى قيد الإنشاء يقع على أطراف السجن، مشيرا إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة داخل أسوار السجن وفي محيطه، بين القوات النظامية من جهة، وجبهة النصرة وحركة أحرار الشام (المنتمية إلى «الجبهة الإسلامية») من جهة أخرى، موضحا أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 20 عنصرا من القوات النظامية، إضافة إلى 17 مقاتلا، وخمسة سجناء أصيبوا جراء المعارك.

وكان مقاتلون معارضون سيطروا على نحو 80 في المائة من السجن وحرروا مئات السجناء، إثر هجوم بدأ بتفجير انتحاري نفسه على المدخل الرئيس، تبعته عملية اقتحام نفذها عدد كبير من المقاتلين.

وذكر الموقع الإلكتروني البريطاني «ستاندرد إيفنينغ» أن الانتحاري الذي فجر بوابة سجن حلب المركزي، هو بريطاني يدعى أبو سليمان المهاجر، وهاجم السجن بشاحنة تحمل علم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، ومفخخة بنحو 20 طنا من المتفجرات، مشيرا إلى أن هذا الانتحاري «هو واحد من نحو 20 بريطانيا قتلوا في سوريا إثر مشاركتهم في القتال إلى جانب المعارضة».

وتضاربت الأنباء حول مصير مئات السجناء الذين خرجوا من مهاجعهم أمس. وأشار المرصد إلى أن العديد منهم «لم يغادروا السجن نتيجة القصف الشديد الذي كان يتعرض له محيطه»، واستخدم خلاله النظام السوري الطيران الحربي.

وفي سياق متصل بالاشتباكات في حلب، أفاد ناشطون بسقوط قذائف عدة على مناطق في حيي المشارقة والجميلية، مما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين على الأقل، وسقوط أكثر من 14 جريحا. وكانت جبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة، قد أصدرت بيانا، أول من أمس، أعطت المواطنين في مناطق سيطرة النظام مهلة 24 ساعة للابتعاد عن الحواجز والمقرات العسكرية، لأنها ستكون هدفا لهم. وسقطت عدة قذائف على مناطق في حي الحمدانية، بالتزامن مع سقوط قذيفة في الحديقة المجاورة لمسجد سيف الدولة، مما أدى لأضرار في ممتلكات المواطنين من دون إصابات. وفي ريف حلب، قصفت القوات النظامية مناطق في بلدة بيانون، كما ألقى الطيران المروحي عدة براميل متفجرة على مناطق في البلدة، إلى جانب وقوع اشتباكات في قرية عسان ومحيطها بالريف الجنوبي.

واتسعت دائرة القصف بالبراميل المتفجرة إلى داريا بريف دمشق، حيث رصد مقاتلون معارضون سقوط 197 برميلا متفجرا خلال عشرة أيام. وقال مصدر عسكري معارض لـ«الشرق الأوسط» إن 13 برميلا استهدفوا أمس مواقع سكنية مدنية في المدينة، أحدها لم ينفجر، مشيرا إلى أن هذا البرميل «بلغ وزنه 500 كلغ من المواد المتفجرة والشظايا الحديدية والقطع المعدنية التي يملأ البرميل بها».

في غضون ذلك، شن الطيران الحربي النظامي غارتين جويتين على مزارع بلدة رنكوس في القلمون بريف دمشق تلاهما قصف مدفعي عنيف من الفوج 67 خلّف أضرارا مادية جسمية في البلدة. كما قتل شخص على الأقل وسقط عدد آخر من الجرحى في مدينة يبرود الواقعة في منطقة القلمون بريف دمشق إثر القصف الذي تعرضت له المدينة بالمدفعية الثقيلة، وقد تركز القصف على سوق المدينة والشوارع القريبة منها. وأفاد ناشطون بتعرض مناطق في حي التضامن لقصف من القوات النظامية بقذائف الهاون والدبابات.

وفي حماه، ارتفع عدد قتلى ضحايا البراميل المتفجرة على مدينة كفرزيتا إلى 11 مواطنا بينهم خمسة أطفال.

في غضون ذلك، قال ناشطون إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المعروف بـ«داعش»، أفرغ خلال اليومين الماضيين معسكرات سد البعث في ريف الرقة وحولها إلى مساكن لعوائل عناصره من الجنسيات غير السورية أو من يعرفون بالمهاجرين، علما أن هذه المعسكرات كانت تضم نازحين من مناطق متفرقة. وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن عناصر التنظيم استولوا على منازل تعود لمقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية التابعة للجبهة الإسلامية المعارضة، وذلك بعد انسحابهم من الرقة في أعقاب المعارك التي دارت بينهم وبين عناصر التنظيم مطلع العام الحالي، وأسكنوا فيها عوائل عناصر التنظيم (المهاجرين) أيضا.