متظاهرون في موريتانيا يحرقون منتجات شركتين أن مقربين من محامي المتهم يملكونها

بهدف الضغط عليه للتراجع عن الدفاع عن متهم بالإساءة للرسول

TT

تتواصل في موريتانيا الاحتجاجات الشعبية ضد مقال مسيء للرسول عليه الصلاة والسلام، كتبه شاب موريتاني لا يزال معتقلا لدى الأمن، ويواجه تهمة «الردة والإساءة للمقدسات». وأحرقت مجموعة من المتظاهرين أمس في نواكشوط منتجات شركتين يعتقد أنهما مملوكتان لمقربين من محام ينوي الدفاع عن كاتب المقال.

وارتفعت حدة الاحتجاجات بعد تصريحات لمحام موريتاني أكد فيها أن كاتب المقال أعلن توبته مما ورد فيه، وهو ما عده المحتجون دفاعا عمن أساء للرسول عليه الصلاة والسلام؛ لكن المحامي نفى نيته الدفاع عن كاتب المقال المسيء، مشيرا إلى أن أسرة المتهم طلبت منه النظر في الملف فقط دون الترافع عنه.

في غضون ذلك، قالت مجموعة تطلق على نفسها اسم «أحباب الرسول»، إن لديها «أدلة قطعية» تؤكد شروع المحامي محمدن ولد الشدو في الدفاع عن كاتب المقال المسيء؛ مشيرة إلى أنه تلقى أتعابه من أسرة المتهم للنظر في الملف؛ وقال زعيم «أحباب الرسول» يحظيه ولد داهي، لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حصلنا على وثيقة تؤكد حصول ولد الشدو على أتعابه من أسرة كاتب المقال المسيء، وانه وزع مبلغ مليوني أوقية (6500 دولار) على العاملين معه في المكتب ورفض أحدهم أخذ حصته لأنها مأخوذة ممن يسيء إلى أفضل البشر»، بحسب تعبيره.

وأقدمت جماعة «أحباب الرسول» خلال مظاهرات شعبية شهدتها نواكشوط أمس، على إحراق مئات الهواتف النقالة من نوع «سامسونغ»، وهي الشركة التي يعتقدون أن نجل المحامي هو من يمثلها في موريتانيا، كما أحرقوا منتجات شركة محلية للألبان تدعى «تِفسْكِي» تملكها زوجة ابن المحامي ولد الشدو؛ وهو ما عدته الجماعة نوعا من «الضغط الاقتصادي على من يفكر في الدفاع عن المسيئين للرسول صلى الله عليه وسلم)».

وأشارت الجماعة المذكورة إلى أن المحامي الموريتاني «سبق أن عقد مؤتمرا صحافيا في يناير (كانون الثاني) الماضي دافع فيه عن كاتب المقال»؛ قبل أن يتساءل أحد الناشطين في الجماعة «ما الذي يمنع ولد الشدو من عقد مؤتمر صحافي آخر ينفي فيه الدفاع عن كاتب المقال المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم؟».

وأعلنت «أحباب الرسول» نيتها التظاهر كل يوم جمعة في العاصمة نواكشوط، ومواصلة ما سمته «الضغط الشعبي والاقتصادي» على السلطات الموريتانية والمحامي؛ حتى يجري تنفيذ حكم «الإعدام» في كاتب المقال المسيء، ومعاقبة من يدافع عنه أمام القضاء الموريتاني.

وأثار إقدام جماعة «أحباب الرسول» على إحراق هواتف «سامسونغ» ومنتجات شركة الألبان المحلية انتقادات واسعة في أوساط الموريتانيين، حيث قال الشاعر والمهندس الموريتاني الشيخ ولد بلعمش إن «(أحباب الرسول) اسم جميل، على من يجعله عنوانا أن يتبع خطاه صلى الله عليه وسلم في الحكم بالعدل والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وتقديم الإسلام بحقيقته الناصعة؛ وأنا أشك في أن بعض من خرجوا اليوم (أمس) جديرون بهذا اللقب».

أما الوزير السابق عبد القادر ولد محمد، فكتب في صفحته على «فيس بوك»: «يحزنني أن تتعرض منتجات هذا المشروع الوطني (شركة الألبان المحلية) لبطش مجموعة من الظالمين لأنفسهم انتحلوا عنوان محبة الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام من أجل ارتكاب الحماقات.. لا.. لا.. نبينا بريء من الظالمين ومن ظلمات الجاهلين ومن حماقة المعتدين؛ ومن أحب الرسول لن ينتهك حرمته، ولن يرتكب الظلم من خلال الاعتداء على شركة (تفسكي) أو غيرها».