مقتل سياسي بالرصاص في عاصمة أفريقيا الوسطى

استمرار أعمال العنف.. وبانغي تنزلق إلى الفوضى

TT

قال مسؤولون إن مسلحين قتلوا سياسيا أمام منزله في بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى في ضربة لجهود الرئيسة الجديدة لاستعادة النظام في الدولة التي تعاني الانقسام. ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن قتل جان إيمانويل جاراوا بعد يوم من إلقائه خطابا ندد فيه بأعمال العنف الأخيرة، ودعا إلى أن يقتصر وجود الميليشيات المسيحية على ثكناتها.

وانزلقت أفريقيا الوسطى إلى الفوضى بعدما انتزع متمردو السيليكا وأغلبهم من المسلمين السلطة في مارس (آذار) من العام الماضي، وبدأوا حكما استمر عشرة أشهر اتسم بالنهب والتعذيب والقتل. ومنذ ترك زعيم السيليكا الرئيس المؤقت ميشال غوتوديا للسلطة في يناير (كانون الثاني) تحت ضغط دولي، تكثف الميليشيات المسيحية الهجمات الانتقامية على المسلمين. وقتل الآلاف في أعمال العنف، وبات كذلك ربع سكان بانغي بلا مأوى. وأرسلت فرنسا قوات لدعم قوات حفظ السلام الإقليمية وسط مخاوف من إمكانية تجاوز العنف حدود الدولة الفقيرة الواقعة في أفريقيا الوسطى. وقال مسؤولون حكوميون إن المهاجمين تربصوا بجاراوا، وهو ممثل مسيحي لإقليم هوت كوتو بشرق البلاد، وأطلقوا عليه الرصاص عدة مرات قرب منزله في شمال بانغي الليلة الماضية. وقال ايتيني بازواتي، وهو برلماني آخر «كان عائدا إلى منزله من البلدة وقتله مسلحون بثماني رصاصات».

وقالت إيمي مارتين، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بانغي، إن القتل سيزيد الضغط على قوات حفظ السلام مع سعي المسؤولين لمزيد من الحماية. وأضافت «سيستحيل على القوات حماية كل من البرلمانيين والأحياء».

ووردت أنباء عن ثلاث حالات إعدام خارج نطاق القضاء في وضح النهار الأسبوع الماضي. ويحاول آلاف المسلمين الفرار من المنطقة إلى تشاد والكاميرون. وقالت مارتين إن وجود المسلمين في العاصمة يقتصر الآن في الغالب على منطقة «بي كيه 12» في شمال بانغي. وعينت الرئيسة كاثرين سامبا بانز، الرئيسة السابقة لبلدية بانغي، رئيسة انتقالية الشهر الماضي، وتعهدت بإنهاء دائرة العنف الطائفي.

وأعلن الجنرال فرانسيسكو سوريانو، قائد القوة الفرنسية (سانغاريس) أمس، أن الميليشيات المسيحية في أفريقيا الوسطى المتهمة بارتكاب العديد من التجاوزات ضد السكان المسلمين «أصبحت أبرز أعداء السلام» وسيتم «طردها على أساس أنها خارجة عن القانون وتمثل عصابات». وأضاف الجنرال الفرنسي خلال لقاء عام في بانغي مع كبار رجال الدين في البلد «الذين يقولون إنهم ميليشيات مسيحية أصبحوا أبرز أعداء السلام في أفريقيا الوسطى. هم الذين يعتدون على قوة سانغاريس».

وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عن احتواء الميليشيات المسيحية كما يطالب من يقدم نفسه على أنه «المنسق السياسي» لها باتريس إدوارد نغايسونا، أجاب الجنرال «من هي هذه الميليشيات؟ من هو قائدها؟ ما هي رسالتها السياسية؟ ما هي قناة الاتصال لديها؟». وقال «لا أحد يعرف شيئا عن ذلك. إنها غامضة. نحن عاجزون عن رسم وجه حقيقي لها». وأضاف أن «احتواءها يعني منحها شرعية لا تتمتع بها. سيعني منحها إمكانية أن تصبح قوة لا تملكها في خدمة مصير قاتم».

وأوضح الجنرال سوريانو «ينبغي أن نطردها على اعتبار ما عليه، أي خارجة عن القانون، عصابات».

من جهته, أعلن أسقف بانغي ديودوني نزابالاينغا أن «هذه الميليشيات ليست مسيحية. أقولها وأكرر القول بصوت عال وقوي: ليست ميليشيات مسيحية»، مذكرا بأن «هذه الميليشيات القروية كانت تحمي في التسعينات السكان من قطاع الطرق»، ومن هنا يأتي اسمها ومعناه «أعداء السواطير» بلغة السانغو. وطلب الأسقف من وسائل الإعلام أن تطلق عليها اسم «ميليشيات الدفاع الذاتي، الميليشيات القروية، لكن ليس (مسيحية)». وأضاف «ليس المسلمون وحدهم من يعانون منهم.. نحن كلنا ضحايا لهم».