باكستان: هجوم على سينما للأفلام الخليعة يسفر عن 12 قتيلا

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير

TT

أسفر اعتداء على سينما تعرض أفلاما خليعة أمس في شمال غربي باكستان عن مقتل 12 شخصا على الأقل، مما يدل على استمرار أعمال العنف رغم بداية مفاوضات السلام بين الحكومة ومتمردي حركة طالبان.

وقع الاعتداء الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى المساء في بيشاور كبرى مدن هذه المنطقة التي ينتشر فيها المتمردون، حيث تعرضت سينما أخرى لهجوم بالطريقة نفسها قبل عشرة أيام، وقتل أربعة أشخاص على الأقل آنذاك وأصيب 31 آخرون.

وقد انفجرت ثلاث قنابل داخل سينما «شاما» الثلاثاء الماضي وسط نحو 80 شخصا كانوا يشاهدون عرض بعد الظهر.

وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال جميل شاه، المسؤول الكبير في الشرطة المحلية، إن «12 شخصا قتلوا وأصيب 16 على الأقل في هذا الهجوم» ومصححا بذلك الحصيلة السابقة التي تحدثت عن 11 قتيلا.

وعلى سريره في المستشفى، يروي أكبر خان أنه سمع فجأة انفجارا مدويا بينما كان يشاهد الفيلم الإباحي. وأضاف: «شعرت كأن قضيب حديد ملتهبا يخرق ساعدي وساقي الأيسرين. تمكنت من الوصول إلى باب الخروج ومنه نقلوني إلى المستشفى». وتناثرت في القاعة التي تتسع لمئتي شخص الأشلاء والأحذية الملطخة بالدم كما ذكر مراسل لوكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ 2007 تتعرض باكستان لاعتداءات دامية يشنها عناصر طالبان الباكستانية. ودمرت المئات من متاجر الأقراص الصلبة لاتهام أصحابها بالتشجيع على الرذيلة ومخالفة تعاليم الإسلام. إلا أن الاعتداءات على دور السينما كانت نادرة. ونفت القيادة المركزية لحركة طالبان الباكستانية التي بدأت في أوائل فبراير (شباط) الحالي مفاوضات سلام مع حكومة إسلام آباد، أي تورط في هذا الاعتداء الجديد، الذي عدّه حزب عمران خان المعارض محاولة «لتعكير» عملية السلام. وقبل عشرة أيام تعرضت سينما أخرى في بيشاور هي «بيكتشر هاوس» لهجوم بالطريقة نفسها.

ونفت حركة طالبان أيضا أي تورط في هذا الهجوم الذي أعلنت مسؤوليتها عنه في وسائل الإعلام مجموعة مسلحة أخرى، مما يوحي بوجود انقسامات في إطار التمرد الإسلامي حول عملية السلام.

وتطالب حركة طالبان بالإفراج عن أسراها وبانسحاب القوات المسلحة من معاقلها في المناطق القبلية لتحقيق تقدم في هذه لمفاوضات. كما تطالب بتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية في هذا البلد المسلم الذي يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة.. ولأن عددا كبيرا من هذه المطالب غير مقبول في نظر الحكومة والجيش، يعد عدد كبير من المراقبين أن عملية السلام لا يمكن أن تسفر عن نتيجة، وأن الطرفين يسعيان إلى المماطلة مع اقتراب انسحاب قوات حلف الأطلسي من أفغانستان المجاورة. وكانت سينما «شاما» التي تبث منذ 30 عاما أفلاما إباحية غربية وباكستانية أحرقت في 2012 خلال مظاهرات احتجاج على فيلم «براءة المسلمين» الأميركي المسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وتمتلك سينما «شاما» عائلة بيلورو، إحدى أقوى العائلات في بيشاور، التي تعد من دعائم حزب «إي إن بي» القومي البشتوني المعروف بنزعته الغربية والليبرالية، ولذلك فهو العدو اللدود للأحزاب الإسلامية وحركة طالبان.

وتخصص هذه السينما ثلاث حفلات يوميا للأفلام الإباحية في القاعة الخلفية البعيدة عن الأنظار، أما القاعة الكبرى فمخصصة للأفلام العادية التي يجري الإعلان عنها عبر ملصقات في الخارج.