أنباء عن تلقي «داعش» دعما من الأنبار.. وحرب المعارضة ضدها تقترب من الرقة

الائتلاف ينفي قتل مدنيين في ريف حماه ويتهم النظام بالكذب

TT

واصلت كتائب المعارضة تقدمها شرق سوريا ضد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف بـ«داعش»، حيث انتقلت الاشتباكات إلى منجم الملح غرب دير الزور، على تخوم محافظة الرقة، معقل داعش، بموازاة إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى القوات الحكومية في ريف دمشق ارتفع إلى 32 شخصا، إثر مهاجمة مقاتلي «داعش» مقرهم على أطراف حي جوبر أول من أمس.

وتزامن ذلك مع نفي الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية ارتكاب كتائب المعارضة مجزرة بحق المدنيين في قرية معان بريف حماه، مؤكدا أن «الكتائب المشاركة في تحرير القرية كان واجبها الأول ولا يزال حماية المدنيين وضمان سلامتهم وعدم تعريضهم للخطر مهما كانت الظروف، مع بذل كل الجهود من أجل تحرير سوريا من ظلم نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وكان ناشطون سوريون قالوا إن 41 علويا قتلوا في قرية معان على أيدي مقاتلين معارضين، بينهم 20 مقاتلا من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام، و21 قتيلا من المدنيين، عشرة منهم من عائلة واحدة.

ونقل الائتلاف عن الكتائب المقاتلة تأكيدها أن جميع القتلى الذين سقطوا في معركة معان «هم من المقاتلين وميليشيات الشبيحة حصرا»، نافية «ما يروجه النظام من أكاذيب حول قتل المدنيين»، مؤكدة أنه «لم يجر التعرض لأي شخص لا يحمل السلاح، وبات الجميع يعرف أن النظام يكرر هذا الأكاذيب لتشويه صورة الثوار أمام السوريين والعالم».

وجاء بيان الائتلاف بعد نفي النقيب إسلام علوش، المتحدث العسكري باسم الجبهة الإسلامية «ما يزعمه نظام الأسد حول قيام الجبهة بقتل مدنيين في قرية معان بريف حماه»، مؤكدا أن الجبهة الإسلامية «ليس من منهجها استهداف المدنيين بل تقاتل من يستهدفهم»، مشددا على عدم التعرض للمدنيين على الإطلاق.

وتواصلت الاشتباكات أمس بين القوات النظامية مدعومة من قوات الدفاع الوطني من جهة، ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى، في بلدة كوكب التي تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى سيطرة القوات النظامية على البلدة.

وفي دير الزور، حيث تقدم مقاتلو الكتائب المقاتلة إلى مواقع يسيطر عليها مقاتلو «داعش»، نفى القيادي في الجيش السوري الحر بدير الزور مهند الطلاع إمهال مقاتلي «داعش» ثلاثة أيام قبل تسليم أنفسهم. وقال الطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، ويشارك فيها عناصر جبهة النصرة والجيش الحر والجبهة الإسلامية، واستطعنا حتى الآن إبعاد مقاتلي داعش عن مواقع كثيرة في دير الزور وريفها»، مشيرا إلى أن «الاشتباكات تقع في منطقتي صوامع الحبوب والمطاحن، وامتدت إلى منجم الملح غرب دير الزور قرب الرقة».

وكان ناشطون أفادوا بأن جبهة النصرة «وزعت منشورات في ريف دير الزور تضمنت بيانا صادرا عنها، أمهلت فيه عناصر (داعش) في ريف دير الزور ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم وسلاحهم، لتسوية أمرهم»، وذلك إثر المعارك في موحسن. وأوضح الطلاع أن المعارك «امتدت إلى تخوم معقل داعش الرقة، حيث اشتعلت اليوم (أمس) اشتباكات واسعة النطاق في غرب دير الزور، بعد تحرير منطقة البوكمال». وكشف أن عناصر «داعش»: «يتلقون دعما كبيرا بالسلاح والعتاد من مناصريهم في الأنبار العراقية»، لافتا إلى أن «الدعم لم يقتصر على الذخيرة والسلاح الحديث، إذ يتسلل داعمون لهم من خلف الحدود إلى سوريا ليقاتلوا إلى جانبهم».

وتقع دير الزور غرب معقل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في محافظة الأنبار العراقية، ويقع نفوذ هؤلاء في نقاط حدودية عراقية واسعة متاخمة لسوريا، تتعدى الـ100 كيلومتر، فيما تسيطر العشائر والقوات العراقية على المعابر الحدودية الأخرى البالغة 500 كيلومتر.

في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري بارتفاع عدد قتلى القوات النظامية إلى أكثر من 32 قتيلا، قضوا إثر انهيار مبنيين كانوا يتحصنون بهما عند أطراف حي جوبر على المتحلق الجنوبي. وقال المرصد إن العملية نفذها تنظيم «داعش» بالاشتراك مع «ألوية الحبيب المصطفى»، أول من أمس، وذلك عبر تفجير مقاتل من داعش نفسه بسيارة مفخخة في محيط مبنيين تتحصن بهما القوات النظامية، بالتزامن مع تفجير نفق أسفل المبنيين، مما أدى إلى انهيارهما بشكل كامل وسط تكتم من قبل النظام وأجهزته الإعلامية عن العملية والخسائر البشرية الفادحة فيها.

وقال المرصد إن عدة صواريخ، يعتقد أنها من نوع أرض أرض، أطلقتها القوات النظامية باتجاه مناطق في الغوطة الشرقية فيما تعرضت عند منتصف ليل الاثنين الثلاثاء مناطق في مدينة عدرا لقصف من قبل القوات النظامية. وتزامن ذلك مع تجدّد القصف بالبراميل المتفجرة على داريا، جنوب دمشق، بموازاة وقوع اشتباكات متقطعة على الجهة الغربية من المدينة بين قوات النظام وكتائب المعارضة في ظل قصف مدفعي.

وفي سياق متصل، أفاد ناشطون بتعرض قرية الزارة في ريف حمص إلى قصف عنيف باستخدام البراميل المتفجرة، فيما سقطت براميل مشابهة في مدينة درعا البلد وبلدة النعيمة بريف درعا الشرقي، وكذلك طال القصف بالبراميل بلدة أم المياذن مما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى.