مسلحو «داعش» يسيطرون على أجزاء من منطقة استراتيجية شمال العراق

اشتباكات في الرمادي والقصف العسكري يتسبب بنزوح مئات الآلاف من محافظة الأنبار

دبابات تابعة للجيش العراقي تأخذ مواقعها لمحاصرة مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار أول من أمس (رويترز)
TT

سيطر عشرات المسلحين المناهضين للحكومة العراقية، منذ فجر أمس، على أجزاء من ناحية سليمان بك التابعة لقضاء طوزخرماتو التي تتبع أيضا محافظة صلاح الدين الواقعة على بعد نحو 150 كم إلى الشمال من بغداد، حيث انتشروا في الكثير من الأحياء وثبتوا أنفسهم فيها.

وقال شلال عبدول قائمقام قضاء طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «بأن عددا كبيرا من المسلحين سيطروا على بعض المناطق والأحياء والأزقة التابعة لناحية سليمان بك» نافيا «سقوط قتلى في صفوف الجيش العراقي».

وأضاف قائمقام طوزخرماتو قائلا: «نحن على اتصال مستمر مع مدير ناحية (سليمان بك) للوقوف على آخر الأخبار والتطورات التي تصاحب سيطرة المسلحين على بعض الأماكن من ناحية سليمان بك»، مشيرا إلى أن هناك بعض الجرحى في صفوف الجيش والشرطة العراقية «نتيجة لإطلاق قذيفة هاون على المناطق التي تتمركز فيها قوات الجيش والشرطة العراقية».

وأوضح عبدول قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية قائلا: «انتشر عشرات المسلحين من تنظيم داعش في ثلاث قرى واقعة غرب الناحية وأحياء أخرى بجانبها الغربي». وذكر أن «قوات الجيش والشرطة تتمركز في الأبنية الحكومية الواقعة في شرق الناحية حيث تدور اشتباكات متقطعة من دون أن يكون هناك حسم للموقف»، لافتا إلى إصابة عنصرين من الشرطة بجروح.

وقال مدير ناحية (سليمان بك) طالب البياتي بأن «مسلحين من (القاعدة) وداعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) سيطروا فجر اليوم (أمس) على مركز الناحية» بعد مهاجمة نقاط سيطرة للقوات الأمنية العراقية. وأضاف أن بعض المسلحين الذين يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة «توجهوا إلى المساجد حيث بدأوا بالتكبير ودعوة الأهالي لترك منازلهم»، مشيرا إلى أن الجيش «يطوق الناحية والمروحيات تحوم فوقها».

وكانت ناحية سليمان بك الواقعة على الطريق الرئيسي الذي يربط بغداد بشمال البلاد، قد سقطت في أيدي مجموعات من المسلحين المناهضين للحكومة في أبريل (نيسان) الماضي لعدة أيام، قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها. وفي 25 يوليو (تموز) الماضي، أعدمت مجموعة مسلحة 14 سائق آلية نقل من الشيعة قرب سليمان بك على خلفية طائفية.

وأوضح مسؤولون أمنيون ومحليون حينها لوكالة الصحافة الفرنسية أن المجموعة المسلحة المكونة من 40 شخصا أقامت حاجز تفتيش وهميا، حيث عمدت إلى القبض على سائقي الشاحنات التي كانت تعبر الطريق السريع بين بغداد وإقليم كردستان: «فأطلقت سراح السنة منهم وأعدمت الشيعة».

وتأتي سيطرة المسلحين مجددا على ناحية سليمان بك التي تحظى بموقع جغرافي استراتيجي في وقت لا تزال مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وبعض مناطق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضا.

وقال شهود عيان في الفلوجة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس بأن مسلحين هاجموا رتلا للجيش العراقي شمال المدينة كان يمر على الطريق السريع، فيما تواصل القصف العسكري على بعض الأحياء، بعد يوم تخلله قصف مماثل أسفر عن إصابة 19 شخصا بجروح بحسب مصادر طبية.

وتتسبب الاشتباكات في الرمادي والفلوجة والقصف العسكري بنزوح مئات الآلاف من محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية سنية وتضم هاتين المدينتين.

وقد أعلنت الأمم المتحدة أمس أن 63 ألف عائلة نزحت حتى الآن نحو محافظات أخرى بسبب أعمال العنف هذه، ما يعني بأن العدد الإجمالي لهؤلاء النازحين بات أكثر من 370 ألف شخص، وسط حصار أمني مفروض على الفلوجة.

في موازاة ذلك، نشرت مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية بينها «حنين» خبر مقتل أبو عبد الرحمن الكويتي في معارك في الرمادي، مشيرة إلى أنه أمير أعزاز في سوريا وإلى أنه انتقل إلى العراق منذ شهر.

وأضافت أنه كان في ضيافة «القائد العسكري لعمليات الرمادي» في تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» شاكر وهيب.

وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد)، أفاد مصدر أمني في قيادة الفرقة الثانية عشرة عن مقتل آمر فوج وأحد الضباط وإصابة ستة عسكريين آخرين بينهم ضباط ومنتسبون في انفجار عبوة ناسفة. كما قتل جندي وأصيب آخر باشتباكات مسلحة وعمليات أمنية غرب كركوك، وقتل أيضا جندي وأحد أفراد الصحوة في هجوم مسلح آخر في المحافظة.

وهاجم مسلحون سيارة في الموصل (350 كلم شمال بغداد) تقل شرطيا ومدنيا ما أدى إلى مقتلهما، بينما قتل مدني في هجوم مسلح في شرق المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.