روسيا تقدم مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا

في خطوة تمثل تحديا للدول الغربية بمجلس الأمن

TT

انعكس خلاف في وجهات النظر بين روسيا والقوى الغربية على الطرفين السوريين في محادثات السلام الجارية في جنيف أمس، مما أدى إلى تعثرها في الوقت الذي استمر فيه القتال وظل عشرات الآلاف تحت الحصار على أمل وصول إمدادات إغاثة من الخارج.

وأعلنت روسيا أمس أنها قدمت مشروع قرار في الأمم المتحدة بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا وخطة لتحسين توصيل المساعدات، وذلك في خطوة تمثل تحديا للدول الغربية في مجلس الأمن التي اقترحت صياغة أخرى رأت موسكو أنها ستفتح الباب أمام التدخل العسكري الغربي.

وفي جنيف حيث استمرت الجولة الثانية من محادثات السلام دون إحراز أي تقدم يذكر، شكا دبلوماسيون غربيون وأعضاء في وفد المعارضة السورية من أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد ترفض بحث المقترحات الدولية لهيئة حكم انتقالية وظلوا يأملون أن تضغط موسكو على دمشق لتحقيق هذا الهدف، حسب وكالة «رويترز».

وإلى جانب لقاءات المبعوث الدولي العربي الأخضر الإبراهيمي أمس، في جنيف مع دبلوماسيين من روسيا والولايات المتحدة الدولتين الراعيتين للمحادثات، التقت ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأميركية وجينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي مع المفاوضين السوريين خلال وجودهما في جنيف.

ومن جهته, قال أنس العبدة أحد قيادات وفد المعارضة: «ما شهدناه حتى الآن أن النظام ليس جادا. من الأفضل أن يسارع الروس لفرض ضغوط كافية على جانب النظام السوري. وهم في وضع يؤهلهم لذلك».

ويقول نشطاء المعارضة إن معدل سقوط القتلى ازداد في الأسابيع الثلاثة التي مرت منذ بدء مفاوضات السلام ليبلغ أكثر من 230 قتيلا يوميا في المتوسط، وهو مستوى قياسي مع سعي الجانبين لتعزيز مواقفهما في المفاوضات بالسيطرة على مساحات إضافية على الأرض.

وتتفق مساعي موسكو الجديدة لإصدار قرار من الأمم المتحدة يدين أعمال الإرهاب مع التصريحات الصادرة من دمشق والتي تصف كل من يقاتل للإطاحة بالأسد بالإرهاب في الحرب التي سقط فيها أكثر من 130 ألف قتيل.

وقاوم وفد الحكومة السورية كل الجهود الرامية لبحث نقل السلطة في جنيف هذا الأسبوع، مصرّا على ضرورة بحث قضية مكافحة الإرهاب أولا.

ومن جهته, قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس في مؤتمر صحافي بعد محادثات مع نظيره المصري نبيل فهمي: «الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة أقل حدة» من الأزمة الإنسانية. وأضاف أن «الجماعات الإرهابية» التي تقاتل في سوريا تمثل خطرا متزايدا.

واتهم لافروف القوى الغربية التي أيدت المعارضة والجماعات ببذل محاولات لتبرير الإرهاب بالمجادلة أنه لا يمكنها القضاء على الإرهاب ما دام الأسد في السلطة. ويتهم الائتلاف الوطني للمعارضة الذي يدعمه الغرب الأسد بدعم الإرهابيين في سوريا.