ملك البحرين: شركاء في الوطن مهما تعددت الآراء أو اختلفت

استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في المنامة

الملك حمد بن عيسى آل خليفة
TT

أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، أمس، في خطاب وجهه للمواطنين بمناسبة الذكرى الـ13 لميثاق العمل الوطني، أن جميع البحرينيين شركاء في الوطن مهما تعددت آراؤهم أو اختلفت، كما قدم شكره للقوات المسلحة وأجهزة الأمن التي حمت مكتسبات الوطن.

واحتفلت مملكة البحرين أمس بذكرى للاستفتاء على ميثاق العمل الوطني، الذي مثل الخطوة الأولى للمشروع الإصلاحي لعاهل البحرين. وفي الكلمة أشار الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى التطور في الحياة السياسية والاقتصادية والقضائية وفي السلطة التنفيذية التي جنتها مملكة البحرين منذ التصويت على الميثاق.

وفي الوقت ذاته، أكد ملك البحرين أن البحرين ستظل دائما وأبدا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وداعمة للقضايا العادلة للدول الشقيقة، كسياسة ثابتة لن تحيد عنها. ومساء أول من أمس، استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال السفارة البحرينية في المنامة، للاحتجاج على تصريحات أدلى بها آية الله علي خامنئي، مرشد الجمهورية الإيرانية، باعتبارها تدخلا سافرا في الشأن الداخلي البحريني، كما وصفت الخارجية البحرينية تصريحات مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية بـ«غير لائقة وغير المسؤولة».

ميدانيا، شهدت البحرين أمس حادثين أمنيين هما الأبرز، حيث تعرضت سيارتان للشرطة للحرق بقنابل المولوتوف، وكانت إحدى السيارتين (حافلة) كانت تقل أفراد الشرطة في قرية الدية إلى الغرب من العاصمة البحرينية المنامة، حيث تعرضت للحرق في حين لم تسجل إصابات. من جانبها ربطت الحكومة البحرينية على لسان سميرة بن رجب، المتحدثة باسم الحكومة، في حديث مع «الشرق الأوسط»، حادثي حرق سيارتي الشرطة بدعوات خامنئي للبحرينيين بالصمود التي أطلقها قبل أيام، وقالت إنها آخر الدعوات التي أطلقها مرشد الجمهورية الإيرانية خلال لقائه وفدا من تنظيم «14 فبراير» الذي وصفته بالتنظيم الإرهابي.

من جانب آخر، دعا آية الله عيسى قاسم وقوى المعارضة السياسية إلى مسيرة حاشدة اليوم (السبت) وذلك لإحياء الذكرى الثالثة للأحداث الأمنية التي شهدتها البحرين في 14 فبراير (شباط) من عام 2011.

وقال الملك حمد بن عيسى آل خليفة في كلمته التي وجهها إلى البحرينيين في ذكرى ميثاق العمل الوطني: «تحتفل البحرين اليوم بالذكرى الثالثة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني، إنها ذكرى عزيزة على قلوبنا جميعا لأنها تذكرنا دائما بتوافقنا على الثوابت الوطنية والعمل في إطارها، وتوافقنا على المصلحة الوطنية التي هي هدفنا جميعا، وتوافقنا على الانتماء لهذه الأرض العزيزة التي نعمل جميعا على حمايتها».

كما جاء في كلمة الملك: «إنه يوم ميثاقنا الوطني المجيد، يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير، ونتج عن ذلك تحديث الدستور الذي تعاقد عليه أهل البحرين لتعود الحقوق السياسية للمرأة، ويؤخذ بنظام المجلسين في السلطة التشريعية، مجلسان يتشاركان في التشريع في إطار مجلس تشريعي واحد، كما جاء في الفصل الخامس من الميثاق». وزاد: «لقد أقر هذا الدستور بالإضافة إلى ذلك إنشاء المحكمة الدستورية وتعزيز استقلال القضاء وجميع الهيئات القضائية، وسيادة القانون والعدالة والمساواة والحريات وتكافؤ الفرص».

وشملت الكلمة أن المبادئ تمثل «أهم الثوابت الوطنية التي أقرها التوافق الشعبي، الذي استند على مجموعة من المقومات الأساسية التي تنسجم مع القيم العربية والإسلامية وتكفل حرية العقيدة، وفي مقدمتها دين الدولة وشكلها ونظام الحكم، هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل، مع الالتزام بمسارات الإصلاح الشامل بما يتناسب مع ظروفنا ومصلحتنا الوطنية وهويتنا وقيمنا، واحترام حقوق جميع المواطنين، ونبذ العنف والإرهاب والتطرف بشتى صوره، والتأكيد أن البحرين ستظل دائما وأبدا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وداعمة للقضايا العادلة للدول الشقيقة، فذلك من ثوابت سياستنا».

كما أكد العاهل البحريني في كلمته، أن «جميع هذه الإنجازات ليست طموحنا الأقصى، وهناك الكثير منها لم يذكر، والكثير قادم بعون الله، ونحن مؤمنون بقدرتنا على إنجاز أكثر خلال الفترة المقبلة بفضل تضافر الجهود والحرص على العمل الوطني مع المساعي التي تبذلها حكومتنا الموقرة».

وقدم الملك الشكر لكل من صوت على ميثاق العمل الوطني، حيث قال: «إننا نشكر كل بحريني وبحرينية صوت على ميثاق العمل الوطني، فجميعنا شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت، وندعو الجميع للمشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية، كما نقدر جهود قواتنا المسلحة ورجال الأمن والحرس الوطني لحمايتهم مكتسباتنا».

ويتواصل التجاذب الدبلوماسي بين البحرين وإيران على خلفية تصريحات لمرشد الجمهورية الإيرانية آية الله على خامنئي دعا فيها البحرينيين لمواصلة الصمود ووصفهم بأنهم أقوياء خلال لقائه مع وفد من المعارضة البحرينية، في حين رد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بأن البحرينيين صامدون وأقوياء في وجه خامنئي، لتقوم وزارتا الخارجية في البلدين باستدعاء القائمين بأعمال السفراء لتسليمهم مذكرات احتجاج شديدة على التصريحات التي أطلقها الطرف الآخر.

واستدعى السفير حمد أحمد العامر، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون مساء أول من أمس محمد رضا بابائي، القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى البحرين، والذي طلب منه نقل احتجاج مملكة البحرين الشديد على ما تقوم به قيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية من تصريحات معادية لا تخدم تحسين العلاقات وتزيد من شدة التوتر بين البلدين، رغم كل المواقف الإيجابية التي اتخذتها مملكة البحرين تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف الأوقات وعلى كل المستويات.

كما أكد وكيل الوزارة الخارجية، أن مملكة البحرين عملت دائما على تحسين العلاقات وتنميتها بين البلدين، إلا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تبد أي تجاوب يساعد على تطوير هذه العلاقات في الاتجاه الصحيح، وتدعوها للكف عن مثل هذه التصريحات التي تنعكس سلبا على العلاقات الثنائية بينهما.