«الجبهة الإسلامية» تعتقل 500 سجين نظامي بريف حلب و«داعش» تسعى لتصفيتهم

احتجزوا داخل مبنى حكومي في بلدة الراعي قبل أن يقتحمها «تنظيم الدولة»

TT

تحتجز كتائب «الجبهة الإسلامية» المعارضة في بلدة الراعي بريف حلب نحو 500 جندي نظامي جرى أسرهم خلال المعارك مع القوات النظامية، لكن اقتحام البلدة من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» دفع مقاتلي «الجبهة» إلى نقل السجناء إلى بلدة مجاورة لم يعلنوا عنها لأسباب أمنية، لا سيما أن مقاتلي «داعش» يسعون إلى تصفية الأسرى، في حين تريد «الجبهة الإسلامية» الاحتفاظ بهم بهدف مبادلتهم مع سجناء لها في معتقلات النظام السوري.

ويؤكد الناشط المعارض في ريف حلب، منذر صلال، لـ«الشرق الأوسط»، أن «صفقات تبادل عدة جرت خلال الفترة الماضية تم خلالها إطلاق سراح بعضهم مقابل الإفراج عن معارضين كانوا محتجزين في السجون النظامية»، موضحا أنه «من بين هؤلاء السجناء ضباط كبار كان يقودون المعارك ضد المعارضة في حلب وجرى اعتقالهم بعد اقتحام مقراتهم».

وبحسب صلال فإن «الأسرى النظاميين كانوا محتجزين في مقر حكومي سابق يتألف من ثلاثة طوابق ويعاملون معاملة جيدة، وقد زارهم ممثلون من عدد من المنظمات الحقوقية وأشادوا بأسلوب معاملتهم، وذلك قبل أن تقوم (داعش) باقتحام البلدة والسيطرة عليها، مما دفع (الجبهة الإسلامية) إلى إخراج السجناء من مكانهم ونقلهم إلى منطقة آمنة قرب بلدة الراعي».

ويرجح الصلال أن «يكون من الأسباب الرئيسة التي دفعت تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى اقتحام البلدة هو هؤلاء السجناء، فالتنظيم يسعى للوصول إليهم وتصفيتهم كما فعل مع عدد كبير من الأسرى سواء من التابعين للنظام أو المناصرين للمعارضة».

وتتبع بلدة الراعي لمنطقة الباب في محافظة حلب في سوريا، حيث تبعد عن مركز المدينة مسافة ستين كيلومترا شمال شرقي مدينة حلب. ويبلغ عدد سكان البلدة نحو 15 ألف نسمة، وتشتهر بزراعة الشعير. وتحاذي الراعي الحدود التركية وأكثر سكانها من التركمان ويجيدون اللغتين العربية والتركية.

وكانت بعض كتائب المعارضة قد أسست سجونا خاصة بها إثر سيطرتها على عدد من المناطق والبلدات شمال سوريا. وغالبا ما يجري إنشاء هذه السجون ضمن مدارس أو مراكز حكومية جرت السيطرة عليها من قبل كتائب المعارضة، بسبب كثرة الغرف التي تحويها مما يسهل تحويلها إلى سجون، إضافة إلى إمكانية تخصيص غرف فيها للحراس الإداريين.

ويعد سجن مارع بريف حلب من أشهر سجون المعارضة السورية، ويضم نحو مائتي سجين، معظمهم من الموالين للنظام وأسروا خلال الاشتباكات في مدينة حلب. ويدير هذا السجن لواء التوحيد، أكبر الفصائل المعارضة في حلب. ورغم أن الكتائب التي تسيطر على هذه السجون تؤكد حسن معاملة نزلائها، فإن منظمات حقوقية تتهمها بانتهاك حقوق الإنسان وممارسة التعذيب.