أوباما يلتمس خيارات جديدة من كبار مساعديه بشأن سوريا بعد تعثر محادثات السلام

متحدث باسم البنتاغون طلب منها المشاركة بأفكار جديدة

TT

طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من كبار مساعديه طرح خيارات دبلوماسية جديدة، بعد تعثر محادثات السلام حول سوريا التي رعتها واشنطن، في وقت تحاول فيه الإدارة ضمان وصول المعونات الإنسانية الضرورية.

وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا والمأزق الدبلوماسي في جنيف أعطيا إحساسا جديدا بالحاجة الملحة لإجراء مشاورات سياسة روتينية بشأن الخطوات التي يمكن للمسؤولين الأميركيين اتخاذها لنزع فتيل الحرب الأهلية في البلاد.

وقال كيري خلال مؤتمر صحافي في بكين إن: «الرئيس طلب منا أن التفكير في خيارات مختلفة قد تكون موجودة أو غير موجودة».

أشار كيري إلى أن مستشاري أوباما «لم يطرحوا بعد خيارات جديدة محددة للنظر فيها، ولكن هذا التقييم بحكم الضرورة، نظرا للظروف، يجري الآن، وعندما تكون هذه الخيارات صحيحة وعندما يطلبها الرئيس ستجري مناقشتها دون ريب».

وفي البنتاغون قال السكرتير الصحافي جون كيربي للمراسلين الجمعة إن وزارة الدفاع، التي وضعت سلسلة من الخيارات العسكرية، طلب منها المشاركة بأفكار جديدة.

وقال كيربي: «بشكل عام هناك رغبة في طرح خيارات بشأن سوريا إلى جانب الخيارات الأخرى»، لكنه رفض الإدلاء بأية تفاصيل بشأن الأفكار الجديدة التي تجري مناقشتها، لكنه أشار إلى أن الخيارات العسكرية ستظل متاحة أمام الرئيس.

فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن كيري لم يشر إلى مراجعة جديدة واسعة النطاق للسياسة الأميركية، مشيرة إلى أن الدبلوماسية لا تزال الخيار الأول بالنسبة للولايات المتحدة.

وأوضحت هارف: «من الواضح، أن الدبلوماسية لم تصل بنا إلى الحل المنشود حتى الآن، لكنها لا تزال الخيار الأصوب».

وصرح مندوبو الحكومة والمعارضة السورية بأن الجولة الثانية من محادثات السلام في جنيف توقفت. وذكر متحدث باسم المعارضة أن المفاوضات التي استمرت على مدار خمسة أيام انتهت إلى «طريق مسدود»، حسبما ذكرت وكالة أسوشييتدبرس، فيما قال نائب وزير الخارجية السوري إن المعارضة حضرت الاجتماع حاملة «أجندة غير واقعية».

هذا، وتحاول الولايات المتحدة تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يدعو الحكومة السورية للسماح بتدفق الغذاء والدواء دون عائق إلى المحتاجين. لكن القرار لن يفرض أي عقوبات على الحكومة السورية في حال عدم امتثالها للقرار.

ويتهم مسؤولون أميركيون روسيا بعرقلة المناقشات الجادة بشأن فرض عقوبات على حكومة الرئيس بشار الأسد ومحاولة تأجيل النظر في الموضوع. ويعتقد بعض المسؤولين أن روسيا تريد تجنب احتمالية مواجهة أي انتقادات دولية خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي.

وقال كيري يوم الجمعة: «الشعب السوري بحاجة إلى وقوف المجتمع الدولي إلى جانبه والصراع من أجله، نظرا لأن غالبيتهم لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم. ومن ثم ينبغي على مجلس الأمن التعامل مع هذا الأمر، وقد أكدت اليوم أنه لا ينبغي أن تقف أي دولة في سبيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين وسنواصل الضغط من أجل ذلك».

وكانت سامنثا باور، مبعوثة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة وصفت سوريا، التي تشهد حربا أهلية منذ ثلاث سنوات، بأنها «أسوأ كارثة إنسانية نشهدها منذ أجيال»، مشيرة إلى أن حكومة الأسد لجأت بشكل كبير إلى عمليات القتل واستخدام أسلوب التجويع كأداة للحرب.

وقالت: «إزاء هذه التطورات ينبغي على مجلس الأمن التفكير في وسائل إضافية لتحسين الموقف الإنساني»، لكنها اعترفت أن قوة المجلس محدودة.

وأضافت باور: «القرار الجيد أفضل من قرار سيء. نحن لا نرغب في استصدار قرار كي نكون قد توصلنا إلى قرار فقط. ففي الوقت الذي نكثف فيه محادثاتنا ينبغي علينا البحث عن نص نعتقد أن سيزيد من احتمالية تحقيق نتائج ملموسة على الأرض».

وزاد إحباط المسؤولين الأميركيين بشأن مساعي السياسة السورية الأحادية التي يبدو من المرجح أنها قد تحقق بعض الفوائد مثل اتفاق بدء تدمير مخزون الأسلحة النووية السورية على متن سفينة أميركية. ووصلت سفينة «إم في كيب راي» إلى إسبانيا يوم الخميس لبدء العملية لكن المسؤولين قالوا إن دمشق تتحرك ببطء في تسليم المخزون القاتل. وقد ألقت سوريا باللائمة في التأخير على تدهور الوضع الأمني.

وقال كيربي: «هناك كثير من الأفراد هنا الذين ينتظرون من سوريا فعل الأمر الصائب».

* خدمة «واشنطن بوست»