الجربا: نمسك الحل السياسي بيد والبندقية بأخرى

زار إدلب وتعهد بتدفق السلاح النوعي

أحمد الجربا زعيم الائتلاف السوري المعارض خلال زيارته إلى إدلب («الشرق الأوسط»)
TT

تعهد أحمد الجربا، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بتأمين «السلاح النوعي» في وقت قريب إلى مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب، وذلك خلال زيارة ميدانية مفاجئة أجراها يوم الجمعة الماضي إلى بلدات عدة في إدلب يرافقه قائد جبهة ثوار سوريا جمال معروف، في خطوة يعتقد بأنها ترمز لدعم مباشر للأخير على حساب باقي المكونات العسكرية.

وزار الجربا، وفق شريط فيديو بثه الائتلاف على موقعه على شبكة الإنترنت، محافظة إدلب حيث جال بين بلدات سراقب ومعرة النعمان وجبل الزاوية، وتفقد إحدى جبهات القتال، حيث توجه إلى المقاتلين بحضور معروف، بالقول: «السلاح النوعي سيتدفق عليكم في القريب العاجل إلى أن نحرر كامل أراضي سوريا من نير هذا النظام الفاسد المجرم».

وعد الجربا أن مفاوضات جنيف «مسار سياسي سنمضي به حتى النهاية، وأثبتنا للعالم أننا أصحاب حق وهم أصحاب باطل». وأضاف: «الآن نحن هنا على الجبهات لنثبت أيضا أننا نحمل البندقية بيد والحل السياسي بيد أخرى، فإذا أخذنا بالحل السياسي وانتهينا من حكم هذه العائلة المجرمة (الأسد) وفق ثوابتنا الأصيلة فأهلا وسهلا بالحل السياسي وإلا فالحل هو هذا المكان الذي أقف فيه»، أي جبهات القتال.

وأورد الائتلاف على موقعه الرسمي أن زيارة الجربا تأتي «من أجل تنسيق متطلبات الشعب السوري مع متطلبات الوفد المفاوض في مؤتمر (جنيف 2)». وقالت مصادر المعارضة السورية إن «الجربا زار إدلب ومنها إلى تركيا، فيما توجه بعض أعضاء الوفد المفاوض المعارض إلى برلين». وأفادت المصادر بأن الجربا سوف يزور مصر قبل انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية العرب التي تعقد يومي التاسع والعاشر من مارس (آذار) المقبل.

وقال الجربا، أثناء وجوده في إحدى جبهات القتال: «نراهم بالعين المجردة. الآن أنا أرى أن هناك قناصا. أنا الآن أرى بالعين المجردة قوى النظام المجرم. إن شاء الله في هذه الفترة المقبلة سنحرر جميع هذه المناطق بمعية إخواننا المجاهدين والثوار من هذه الزمرة الفاسدة التي عاثت بسوريا فسادا على مدى 40 عاما». وأضاف بعد وجوده داخل أحد خنادق القتال: «أحس الآن أننا مع الثوار، نعيش ما يعيشون. الآن يرون أن القيادة السياسية ورئيس الائتلاف موجود معهم وبينهم. وهذا أفضل شعور وهذا الأمر الطبيعي».

وطمأن الجربا أنه «لا يمكن أن نرضى بأي حل سياسي يكون (الرئيس السوري بشار) الأسد جزءا منه فلا مكان للمجرمين في سوريا الحرية التي نسعى إلى بنائها»، منوها بأن «أي قرارات لا تكون نابعة من قرار الشعب السوري فهي قرارات جوفاء ولن تستطيع أن تحل المشكلة التي يعاني منها الشعب السوري». وأعرب عن اعتقاده بأن «النظام الذي قتل ما لا يقل عن 200 ألف شهيد وهجر الملايين في داخل وخارج سوريا واعتقل عشرات الآلاف من الشباب لا يسعى للوصول إلى حل سياسي، وهدفه الأساسي استنزاف الوقت المتلطخ بدماء السوريين».