كيري يدعو روسيا للضغط على النظام السوري لوضع حد لـ«تعنته»

المعلم يرى أن «جنيف 2» حقق «تقدما هاما»

TT

اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ«العرقلة» بعد فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات في جنيف بين ممثلين للنظام والمعارضة، ودعا روسيا إلى ممارسة الضغوط على النظام لوضع حد لـ«تعنته». غير أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أشاد بـ«جنيف2»، ورأى أن الجولة الثانية «لم تفشل وأنجزت تقدما هاما».

وقال كيري في بيان: «لم يفاجأ أحد بأن المحادثات كانت صعبة.. إلا أنه لا بد أن يكون واضحا لدى الجميع أن العرقلة من قبل نظام الأسد جعلت التقدم أكثر صعوبة». وفي المقابل، أشاد كيري بـ«شجاعة وجدية» المعارضة خلال هذه المفاوضات التي لم تتح إحراز أي تقدم.

وفي إشارة إلى روسيا، من دون أن يسميها، دعا كيري «داعمي النظام إلى الضغط» عليه ليضع حدا «لتعنته في المفاوضات ولأساليبه الوحشية على الأرض»، على غرار البراميل المتفجرة التي تلقى على بعض أحياء حلب. ولم يحدد المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أي موعد جديد لاستئناف مفاوضات جنيف، إلا أن جون كيري تكلم عن «تعليق» للمفاوضات يجب أن يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي «تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل لكي يفتح استئناف المفاوضات الباب أمام التوصل إلى حل سياسي لهذه الحرب الأهلية الفظيعة».

وكان الإبراهيمي عبّر السبت من جنيف عن أسفه واعتذاره من الشعب السوري لأن المحادثات الصعبة لم تؤد إلى نتيجة.

وفي السياق نفسه، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن النظام السوري أكد «عدم اهتمامه جديا بالمفاوضات». وقال في بيان مقتضب إن السلطات السورية لا تسعى «سوى إلى تعزيز سلطاتها»، موضحا أن «عذابات السوريين ومستقبل البلاد لا تلقى أي اهتمام». وشدد الوزير الألماني على أنه بات «من الضروري جدا» أن يتحرك مجلس الأمن ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سوريا.

في غضون ذلك، رأى المعلم أن الجولة الثانية من مفاوضات «جنيف2» أحرزت «تقدما هاما»، وقال، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (سانا) في الطائرة التي أقلت الوفد الحكومي المفاوض في جنيف خلال عودته إلى دمشق، إن «الجولة الثانية لم تفشل، على عكس بعض التحليلات الإعلامية التي ظهرت أو ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا». وأضاف أن «الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جدا بفضل وعي المفاوض السوري عندما أعلن موافقة سوريا على جدول الأعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي، الذي يبدأ في بنده الأول ببند العنف ومحاربة الإرهاب». وتابع: «المحادثات لم تفشل بل أنجزت ما كنا نطالب به باستمرار وهو جدول أعمال للحوار في اجتماعات جنيف القادمة».

ولم تفلح المفاوضات عمليا بين الطرفين في كلتا الجولتين الأوليين، لأن الفريقين يختلفان على أولويات البحث.. ففي حين تتمسك المعارضة بأن البند الأهم هو «هيئة الحكم الانتقالي» التي تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند «مكافحة الإرهاب» الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به.

واقترح الإبراهيمي بحث الموضوعين «بالتوازي».

وعن توقعاته بالنسبة لمضمون تقرير الإبراهيمي لمجلس الأمن حول المفاوضات، قال المعلم: «على الإبراهيمي كوسيط أن يكون محايدا (...)، وأعطى مؤشرا في مؤتمره الأخير أنه سيكون كذلك»، مضيفا: «كوسيط، يجب أن يكون حريصا على استمرار هذه العملية سواء في جولة ثالثة أو رابعة أو غيرها». وقال: «من يعتقد أنه يمكن في جلسة أن نصل إلى حل لمشكلة معقدة كالوضع في سوريا، التي تزداد تعقيدا كل يوم بسبب التدخل الخارجي، فهو واهم».

وانتقد المعلم مواقف واشنطن وباريس ولندن من المفاوضات، وقال إن «وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا قفزا ضمن أوركسترا معدة مسبقا لتحميل وفد الجمهورية العربية السورية مسؤولية الفشل في المحادثات»، وقال: «هذا ليس مستغربا؛ فبريطانيا وفرنسا كانتا باستمرار جزءا من المؤامرة على سوريا». وقال إن الولايات المتحدة «حاولت إيجاد أجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف»، ورأى أن «الاتفاق على جدول الأعمال الذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الإرهاب جعلها تسارع إلى إفشال الجولة الثانية». ورأى المعلم أن «الحديث عن عدوان أميركي على سوريا حرب إعلامية نفسية هدفها الضغط على المفاوض السوري»، في إشارة إلى تصريح الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال استقباله العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الجمعة الماضي، بأنه يريد تعزيز الضغط على النظام السوري.