ظريف: نتوقع مفاوضات صعبة.. ويمكن التوصل لاتفاق نووي شامل خلال ستة أشهر

انضمام عضو جديد لفريق المفاوضين الإيرانيين عشية اجتماع فيينا

TT

ستبدأ إيران ومجموعة «5+1»، غدا (الثلاثاء) في العاصمة النمساوية فيينا، محادثات دقيقة بهدف التوصل إلى تسوية نهائية لنزاعهما حول البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.

وذكرت تقارير إخبارية أن كل طرف يتقدم بخطى حذرة جدا من هذه المفاوضات، التي قد تفضي إلى إنهاء معركة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، بين إيران والمجتمع الدولي.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تصريح صحافي، إنه يتوقع إجراء مفاوضات «صعبة»، بينما عد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن فرص التوصل إلى اتفاق نهائي نسبتها 50 في المائة.

يشار إلى أن اجتماع فيينا المرتقب سيستمر ثلاثة أيام، وسيكون الأول من نوعه ضمن سلسلة لقاءات لم يحدد بعد جدول أعمالها وإطارها.

وقال ظريف إنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني خلال المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى إذا أظهر الجانب الآخر حسن النية.

وأضاف الوزير الإيراني خلال حوار مع التلفزيون الإيراني أول من أمس أن «المفاوضات ستكون صعبة ومكثفة، لكننا نسعى خلال العمل المشترك في المفاوضات لتحقيق هدف مشترك، إذ ستكون مواصلة البرنامج النووي الإيراني مرهونة ببناء الثقة وإعطاء التطمينات اللازمة للجانب الآخر حول الطابع السلمي للبرنامج».

وزاد ظريف قائلا: «لا أعتقد أن ذلك سيكون أمرا صعبا، لأنه يشكل هدف الجمهورية الإسلامية من المفاوضات النووية». وتابع ظريف: «ستنطلق المفاوضات صباح الثلاثاء في مدينة فيينا، حيث من المقرر أن تنتهي بوضع خطط للوصول إلى الاتفاق الشامل الذي يستغرق ستة أشهر في المرحلة الأولى وفقا لاتفاق جنيف النووي». وأوضح ظريف: «ستتناول المفاوضات مواضيع أخرى مثل التدابير غير الملائمة والتصريحات عديمة الجدوى التي صدرت حتى اللحظة».

وتتضمن تصريحات ظريف إشارات إلى التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأميركيين خلال الأسابيع الأخيرة، ومنها أن كل الخيارات ضد إيران ما زالت مطروحة على الطاولة، والتأكيد الأميركي على فرض عقوبات أكثر على إيران.

وصرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ أسابيع أن الولايات المتحدة ستلجأ فورا إلى الخيار العسكري ضد إيران إذا لم تلتزم طهران بتعهداتها التي نص عليها الاتفاق النووي في جنيف.

وقال الرئيس أوباما يوم الأربعاء الماضي خلال لقاء مع نظيره الفرنسي في البيت الأبيض إنه يصر على تنفيذ العقوبات الحالية ضد إيران. وزاد قائلا: «يجب أن نرسل إشارة إلى الإيرانيين مفادها أننا سنفرض عقوبات أكثر على طهران ما دام لم يجر حلحلة البرنامج النووي».

ورد ظريف على التصريحات الأميركية، وقال «لا أرى جديدا في هذه التصريحات، لأن الولايات المتحدة تدلي دوما بهذه الأقوال عديمة الجدوى».

وقال أستاذ القانون الدولي في جامعة «شهيد بهشتي» في طهران الدكتور علي بيكدلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» حول المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى «لقد أصدر بعض أعضاء مجموعة (5+1) تصريحات مثرة للإحباط خلال الأيام الماضية، وحتى في الأيام التي تلت الاتفاق النووي السابق في جنيف»، مشيرا إلى أن «هذه التصريحات قد تترك تأثيرا سلبيا على مسار المفاوضات». وأضاف بيكدلي «نظرا لمسار المفاوضات النووية فلا رجعة عن الاتفاق النووي الذي جرى إبرامه في جنيف».

وتابع قائلا: «إن الظروف القائمة لا تسمح لدول مجموعة (5+1) بأخذ تدابير لا ينص عليها الاتفاق النووي في جنيف. وأستبعد أن تقوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية، نظرا للأزمة المالية التي تمر بها هذه البلدان، بالوقوف كحجر عثرة في طريق الوصول إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي».

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي منذ ثلاثة أسابيع «ستصبح الأمور واضحة خلال الجولة المقبلة من المفاوضات النووية، وسيجري تحديد الفترة التي يجب على إيران الالتزام بها بشأن الاتفاق النووي».

وصرح المدير العام للشؤون السياسية والدولية في وزارة الخارجية الإيرانية عضو الفريق الإيراني في المفاوضات النووية حميد بعيدي نجاد أمس في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية (إرنا) قائلا إن «أهم العناصر التي يجب مناقشتها في الاتفاق الشامل حول الملف النووي الإيراني هو استخدام إيران للأنواع الجديدة والمتطورة من أجهزة الطرد المركزي. ونحن لن نقبل بعدم السماح لإيران بإمكانية تحويل أجهزة الطرد المركزي الحالية إلى أنواع أكثر تطورا».

تجدر الإشارة إلى أن ظريف سيلتقي مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون مساء الثلاثاء خلال عشاء عمل في مقر إقامة الوفد الإيراني.

وقال عراقجي بشأن تركيبة فريق المفاوضين الإيرانيين حول الملف النووي إنها تركيبة لا تتغير، غير أنها ستضم عضوا جديدا وهو رحيميان أحد مديري منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

ولم تصدر أي تصريحات عن إمكانية إجراء تعديلات على تركيبة الفريق الإيراني المفاوض مع مجموعة «5+1».