قيادي صدري: ضغوط خارجية وداخلية لقبول ولاية ثالثة للمالكي وراء اعتزال الصدر

استقالات نواب التيار تتوالى.. وعلاوي يدعو الزعيم الديني الشاب للعدول عن قراره

عراقيون ينظرون إلى صورة ضخمة لمقتدى الصدر في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

ينتظر أن تتخذ كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري ووزراء الكتلة موقفا موحدا من القرار الذي اتخذه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أول من أمس، باعتزال الحياة السياسية والتبرؤ من نواب كتلته في البرلمان (41 نائبا) ووزرائه في الحكومة (ستة وزراء).

من جهته، واصل الصدر أمس حل المكاتب التابعة له مع إعلان أسماء من يتولى إدارة من يتبقى من تلك المكاتب، على أن لا يكون لها علاقة بالشأن السياسي.

وكان عضو البرلمان عن كتلة الأحرار الصدرية، أمير الكناني، أعلن أمس في مؤتمر صحافي ببغداد عقب إعلان استقالته ليصبح العضو الـ19 من أعضاء التيار ممن يعلنون استقالاتهم، عن عقد اجتماع للكتلتين الوزارية والنيابية للتيار الصدري لاتخاذ قرارات وصفها بـ«الحاسمة». وقال الكناني: «إنني أعلن استقالتي من مجلس النواب تضامنا مع موقف زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر باعتزال الحياة السياسية».

وطبقا لما أفاد به لـ«الشرق الأوسط» قيادي بارز في التيار طلب عدم الكشف عن اسمه فإنه «باستثناء إعلان الاستقالات في مؤتمرات صحافية فإن الجميع قرر الامتناع الآن عن الإدلاء بأي تصريح صحافي». وردا على سؤال عما إذا كان قانون التقاعد وخصوصا فقرة الامتيازات التي أقرت من قبل نواب في التحالف الوطني، ومن بينهم نواب في الكتلة الصدرية، السبب وراء اعتزال الصدر الحياة السياسية، قال المصدر إن «السبب الحقيقي لا يتعلق بذلك، بل هناك ما هو أهم، وطبقا للمعلومات الأولية المتوفرة فإن هناك ضغوطا خارجية وداخلية بدأت تمارس على السيد الصدر وغيره من أجل القبول بالولاية الثالثة للمالكي، وهو ما يرفضه الصدر بقوة». وأضاف أن «هناك ملفات بالمنطقة جرى حلها، منها الملف اللبناني، وهناك أيضا قضية الأكراد سيجري حلها، وقد يجري التوافق بشأن المسألة السورية، وقضية الأنبار، وكلها مقابل الولاية الثالثة، وهو ما لم يوافق عليه الصدر».

وفي إطار استكمال مهمات تصفية ممتلكات تياره، أعلن الصدر في بيان أمس أسماء من يتولى الأمور الإدارية والتنظيمية لمفاصل التيار الصدري الداخلية. كما وجه الصدر بتخصيص خطب الجمعة للجانب الديني والأخلاقي وحاجات المجتمع. وقال الصدر: «إن خطب صلاة الجمعة يجب أن تكون موحدة تكاملية أخلاقية دينية لأجل الصالح العام وحاجات المجتمع»، داعيا الخطباء إلى «الابتعاد عن كل ما فيه مضرة وأن يتخذوا في جميع ذلك الاحتياط وأن يرجعوا إليه في كل ذلك».

من جهته، حث إياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق، زعيم التيار الصدري على العدول عن قراره. وقال علاوي في بيان: «تمر بلادنا منذ سنوات بأزمات متشابكة تتعقد يوما بعد يوم، وهو ما يضاعف مسؤولية الرموز والقوى الوطنية والإسلامية في التصدي لهذا الانحدار الخطير مهما غلت التضحيات، وقد صدمنا بقرار مقتدى الصدر اعتزال العمل السياسي احتجاجا على الانحرافات الجسيمة التي سلكتها العملية السياسية وانعكاساتها السيئة على حياة وكرامة العراقيين وإخلالها بمصداقية العمل السياسي». وأضاف أن «خروج مقتدى الصدر وتياره، تيار الأحرار، الذي يتكون جله من مناضلين حقيقيين، سيترك فراغا كبيرا وخطيرا في العملية السياسية ويعزز نهج الانحراف بها وتقويضها مما سيؤدي إلى أن تترك شخصيات وقوى أخرى هذه العملية البائسة التي أخلت بالتوازن وعصفت بالبلاد». وتابع: «إننا إذ نتفهم أسباب ودوافع الصدر ورفضه للعملية السياسية البائسة ونتشارك معه جل قناعاته وتوجهاته وخيبة أمله، إلا أن الصدر لم يعد ملكا لنفسه، بل هو لكل العراقيين وجزء أساسي من حركة الشعب العراقي إلى الأمام، مطالبين إياه بالعدول عن موقفه والاستمرار فاعلا بالحياة السياسية، وإن كان بشخصه الكريم استجابة لقناعات الطيف الأوسع من الجماهير».