خامنئي: المفاوضات النووية لن تؤدي إلى نتيجة

المرشد الإيراني ينتقد الجهود الدولية عشية بدء اجتماعات فيينا

TT

ألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أمس ظلالا من الشك على المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى التي ستستأنف اليوم في فيينا بقوله: إنها «لن تؤدي إلى أي نتيجة». ويأتي تصريح خامنئي الذي تعود له الكلمة الفصل في الملفات الاستراتيجية في البلاد لا سيما الملف النووي، بعيد وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والوفد المفاوض إلى فيينا لاستئناف المفاوضات مع مجموعة الدول الست المعروفة بمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وتستأنف هذه المفاوضات اليوم سعيا للتوصل إلى اتفاق نهائي في الملف النووي يضع حدا لأزمة مستمرة منذ عقد من الزمن بين طهران والغرب.

وقد أبرمت طهران اتفاقا مرحليا لستة أشهر بدأ تطبيقه منذ 20 يناير (كانون الثاني) الماضي، وافقت بموجبه على تجميد بعض أنشطتها النووية مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية. ولكن المسؤولين الإيرانيين حذروا مؤخرا من أن المفاوضات المقبلة «ستكون صعبة».

وقال آية الله علي خامنئي أمام الآلاف من الحشود في طهران بحسب موقعه الإلكتروني بأن «بعض المسؤولين من الحكومة السابقة والحالية يعتقدون أنهم إذا تفاوضوا حول المسألة النووية فإنه يمكن حل القضية، لكن كما قلت سابقا في خطابي في مطلع السنة (مارس 2013) أنا لست متفائلا إزاء المفاوضات وهي لن تؤدي إلى نتيجة لكنني لا أعارضها».

وأضاف خامنئي على صفحته على موقع «تويتر» أن المفاوضات التي «بدأتها وزارة الخارجية ستتواصل وإيران لن تخل بتعهداتها لكنني أقول من الآن إنها لن تؤدي إلى نتيجة».

ودعا في الوقت نفسه المسؤولين إلى «مواصلة جهودهم» لتحقيق نتائج في المفاوضات، لافتا إلى أن الحل الوحيد «هو تعزيز القوة الوطنية والأسس (الاقتصادية) للبلاد».

إلا أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بأن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة» لوقف البرنامج النووي الإيراني في حال فشل المفاوضات، أغضبت المسؤولين الإيرانيين.

ومن جهته، عد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يناهض رفع العقوبات عن إيران، أن الإيرانيين هم الطرف الوحيد الذي استفاد من المفاوضات النووية مؤكدا أن هؤلاء «لم يعطوا شيئا ولكنهم حصلوا على الكثير».

ورأى معلق إيراني قريب من الأوساط المحافظة أن «آية الله خامنئي أراد توجيه إشارة ليقول للغربيين بأن إيران لن تواصل المفاوضات إلا ضمن منطق يربح فيه جميع الأطراف». وأضاف هذا الخبير أمير محبيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن المفاوضات «يمكن أن تتوقف إذا لم يتم احترام هذا المنطق والأميركيون سيتحملون المسؤولية».

وبرأيه فإن تصريحات أوباما وكيري وكذلك التحذيرات إلى الشركات الأجنبية لا سيما الفرنسية بعدم الهرولة إلى إيران «غير مقبولة بالنسبة لإيران حتى وإن كانت بغرض طمأنة المتشددين في الجانب الأميركي».

وندد آية الله خامنئي أمس أيضا بـ«ضغوط الولايات المتحدة وابتزازها». وأكد أن «الأمة الإيرانية لن تقبل أبدا ضغوط الولايات المتحدة» في إشارة إلى الشعارات المناهضة لأميركا خلال المظاهرات في مناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين للثورة الإسلامية في 11 فبراير (شباط).

وأضاف أن «المسألة النووية تشكل ذريعة للولايات المتحدة في عدائها لإيران. وإن تم يوما تسوية الملف النووي فإنهم سيتحدثون عن مواضيع أخرى مثلما يفعلون الآن عن حقوق الإنسان والصواريخ الباليستية».

وقالت مساعدة وزير الخارجية ويندي شيرمان التي تقود الوفد الأميركي إلى المفاوضات النووية، في الآونة الأخيرة بأنه يجب التطرق إلى مسألة البرنامج الباليستي الإيراني خلال المفاوضات النهائية حول الملف النووي. وقال المسؤولون الأميركيون أيضا بأن الولايات المتحدة يجب أن تواصل فرض عقوبات على إيران بسبب وضع حقوق الإنسان فيها والدعم المفترض للمجموعات الإرهابية.

لكن بالنسبة لظريف «فإن هذه المسائل لا صلة لها بالمفاوضات» النووية.

وفي حديث لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» أكد ظريف أن إيران لن تقبل بأن «يملى عليها ما يجب فعله» بشأن إبقاء أو عدم إبقاء المواقع النووية خصوصا مفاعل المياه الثقيلة في أراك. فهذا المفاعل الذي ما زال قيد الإنشاء مخصص كما تؤكد إيران للأبحاث ولصنع نظائر مشعة. لكنه يثير قلق الغربيين لأنه سينتج أيضا البلوتونيوم المادة التي يمكن استخدامها نظريا في صنع القنبلة الذرية.