فصائل فلسطينية تهاجم تصريحات عباس.. وعريقات يتهم حماس بـ«خدمة» نتنياهو

وزير إسرائيلي: لماذا نتخلى عن الأرض والدول العربية حولنا تنهار؟

TT

شن نفتالي بينت، زعيم حزب «البيت اليهودي» ووزير الاقتصاد في الحكومة الإسرائيلية، هجوما على مفاوضات السلام الحالية، متسائلا في كلمة بمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في القدس أمس، بقوله: «حينما نشاهد دولا عربية من حولنا تنهار، لماذا التخلي عن المزيد من الأراضي؟! لسنا بحاجة لذلك لنعرف ماذا سيجري حين تقام دولة فلسطينية على بعد عشر دقائق من القدس».

وأضاف بينت أن «إسرائيل ليست محتلة ليهودا والسامرة (الضفة الغربية)، فإنه من غير الممكن أن تحتل بيتك. كل شخص يستطيع أن يفتح التوراة ليرى أن بيت إيل (قرب رام الله)، ونابلس كانتا قبل آلاف السنين، هي بيتنا، اليهود في يهودا والسامرة لن يغادروا إلى أي مكان، وكذلك العرب».

وقال بينت، الذي يعد زعيم اليمين في الحكومة الإسرائيلية، إن انسحابا من الضفة الغربية سيفضي إلى نتائج مشابهة لنتائج الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، مضيفا أن «الأطفال الإسرائيليين هم الذين سيدفعون الثمن».

وجاءت أقوال بينت بينما يحضر وزير الخارجية الأميركي جون كيري وثيقة جديدة لطرحها كـ«اتفاق إطار» يؤسس لمفاوضات تستمر عاما على الأقل، وتركز على القضايا الأساسية.

وتفجرت خلافات فلسطينية بالأمس حول الموقف من القضايا النهائية، إذ هاجمت فصائل إسلامية، وأخرى منضوية في إطار منظمة التحرير، الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعدوا مواقفه من قضيتي اللاجئين والقدس «خطيرة».

ووصفت حركة حماس تصريحات عباس حول اللاجئين الفلسطينيين بـ«الأمر الخطير». وقال القيادي في الحركة إسماعيل الأشقر، إن تصريحات عباس تعطي انطباعا بأن «فلسطين ملك لليهود». كما أكد الأشقر رفض حركته وجود طرف ثالث في الأراضي الفلسطينية، قائلا إنهم سيتعاملون مع أي قوات دولية ستأتي إلى المنطقة على أنهم «محتلون»؛ وعبر «البندقية» فقط.

وقال الناطق باسم الحكومة الحمساوية في غزة، منتقدا مواقف عباس، إن «القدس هي عاصمة فلسطين، ولا تقبل القسمة على اثنين أو أي شكل من أشكال التقسيم التي يسعى إليها الاحتلال، سواء كان زمانيا أو مكانيا».

واستنكر الناطق وصف عباس المقاومة بأنها «عنف»، قائلا: «إن الحقوق لا توهب، وإنما تنتزع انتزاعا»، مشددا على أن «حق عودة اللاجئين ثابت لا يقبل النقاش».

كما عدت «الجبهة الشعبية» من جانبها تصريحات عباس بخصوص اللاجئين ويهودية الدولة تتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وبرنامج وقرارات الإجماع الوطني بشأنها. وجاء في بيان للفصيل الثاني بمنظمة التحرير، إن «حديث الرئيس أبو مازن هذا يمثل تنازلا خطيرا، ولا يعدو بالنسبة لنا كونه موقفا شخصيا لا يلزم أحدا». وأضافت الجبهة أن حديث الرئيس عن أنه لا يسعى إلى إغراق إسرائيل بالملايين لتغيير تركيبتها السكانية «يعني أن التنازل بشأن اللاجئين قد وقع في محادثاته مع السيد كيري.. وكذلك فيما يتعلق بيهودية الدولة، الذي أشار إلى دعوة إسرائيل لأخذ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسننصاع له».

ودعت الجبهة «اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وفصائل العمل الوطني وكل قطاعات الشعب الفلسطيني للوقوف بجدية أمام خطورة هذا الموقف، وما يمكن أن يشكله من أساس لإطار أو لخطة كيري المرتقبة، التي هدفها فرض حل على الشعب الفلسطيني يتناقض كليا مع الحقوق الجوهرية له».

كما هاجمت الجبهة ما وصفته بالتطبيع عبر لقاء أبو مازن طلبة إسرائيليين. وكان أبو مازن قال، أمام طلبة إسرائيليين أول من أمس، إنه لا يسعى إلى تقسيم القدس، وإنما للعيش المشترك فيها. كما أنه لا يريد إغراق إسرائيل بملايين اللاجئين كما يشاع، وإنما يبحث عن حل متفق عليه، إضافة إلى موافقته على وجود طرف ثالث من قوات «الناتو» لحماية الحدود مع الأردن.

ورد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، على حركة حماس، قائلا إن مواقفها تتناغم مع مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأضاف عريقات للإذاعة الرسمية أن «ما يصدر عن حركة حماس سيء جدا».

وأوضح عريقات أن «المفاوضات شأن من شؤون منظمة التحرير الفلسطينية، وجرى الاتفاق على أنه في حال التوصل إلى اتفاق سلام، فسيجري عرضه لاستفتاء شعبي». وانتقد عريقات تحديدا تهديدات حماس بالتعامل بالقوة مع احتمال نشر قوات دولية، عند انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، قائلا إنه «موقف لا يخدم إلا نتنياهو». وتابع أن «هذا كلام سيستغل من قبل نتنياهو لرفض وجود طرف ثالث على أرض فلسطين، وهو ما يعني الاستمرار في الاحتلال».

ورحب الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، بتصريحات عباس، مؤكدا أنها تظهر «جدية» الرئيس الفلسطيني في الوصول إلى السلام. ونقل مكتب بيريس قوله في مستهل اجتماعه مع نظيره البيروفي: «كنت سعيدا لسماعه».