فريق سلام أفغاني يسعى لعقد اجتماع في دبي مع شخصيات من طالبان

تحت إشراف مساعد كرزاي ووزير مالية الملا عمر

TT

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» بأن وفدا من المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان توجه إلى دبي للقاء شخصيات سابقة وحالية في حركة طالبان أملا في وضع الأساس لمحادثات سلام لإنهاء الصراع الطويل في البلد الذي يمزقه الصراع.

وأكد مسؤولون من المجلس الأعلى للسلام والحكومة الأفغانية أن مسؤولين بقيادة محمد معصوم ستانيكزاي وهو مساعد كبير للرئيس حميد كرزاي توجهوا إلى الإمارات العربية المتحدة أول من أمس. وقال المسؤولون الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم بأن الوفد يعتزم الاجتماع مع مجموعة من شخصيات طالبان بقيادة أغا جان معتصم الذي كان وزيرا للمالية في حكومة طالبان بين 1996 و2001. وأضاف المسؤولون أن الزيارة تأتي في أعقاب اجتماع عقده معتصم بدبي في الآونة الأخيرة قال مسؤولون أفغان بأنه ضم 16 من الشخصيات الكبيرة السابقة والحالية في طالبان بينهم ستة وزراء سابقون من طالبان وستة رجال يقال: إنهم قادة حاليون بالحركة. وعقب اللقاء قال معتصم في بيان بأن المشاركين أكدوا جميعا على ضرورة إجراء نقاش بين جميع الأفغان وعلى الحاجة لإيجاد حل سلمي. وكان معتصم في وقت من الأوقات شخصية قوية في اللجنة السياسية لطالبان لكن صلاته بالحركة الآن غير واضحة. وأضاف المسؤولون أنه في حين توجه وفد مجلس السلام إلى دبي لأن شخصيات طالبان أبدت استعدادها للقاء ممثلين عن الحكومة الأفغانية - وهي خطوة غير مألوفة بالنسبة لأي من أعضاء طالبان - فإنه لم يتضح ما إذا كان كل المشاركين سيسيرون على نفس النهج. وإذا عقد وفد مجلس السلام محادثات بالفعل مع شخصيات طالبان فقد يمثل هذا خطوة للأمام في جهود حكومة كرزاي لإجراء حوار مع أعضاء مهمين في حركة تشن هجمات مسلحة منذ أكثر من 12 سنة. وسيكون أيضا إنجازا شخصيا لكرزاي الذي يشعر بالاستياء منذ فترة طويلة من عدم استعداد قيادة طالبان لإجراء محادثات إلا مع المسؤولين الغربيين والعرب بينما يستعد لترك منصبه بعد انتخابات أبريل (نيسان). ويعتقد أن مقر قيادة طالبان موجود في باكستان وعلى رأسها الملا محمد عمر. وعلى مدى سنوات رفضت قيادة طالبان المنعزلة التفاوض مباشرة مع حكومة كرزاي الذي تقول طالبان بأنه زعيم غير شرعي. وعقدت حكومة كرزاي محادثات غير رسمية مع شخصيات من طالبان منذ 2001 لكنها جددت فيما يبدو مسعاها لإقامة حوار حقيقي مع ممثلين رئيسيين من الحركة في الشهور الأخيرة. وقال مسؤولون أفغان بأنهم التقوا في وقت سابق من العام بممثلين لفصيل الملا عمر في طالبان الذين يتخذون من قطر قاعدة لهم. لكن هذه المحادثات لم تفتح فيما يبدو مسارا للتفاوض ونفى متحدث باسم طالبان عقد هذه المحادثات.

هل هذه المحادثات خطوة للأمام.. رحبت حكومة كرزاي باجتماع دبي بقيادة معتصم. وقالت الحكومة في بيان صدر أمس رحب مجلس الأمن الوطني برئاسة حميد كرزاي ببيان معتصم وقال: إنه يدعم جهود إيجاد حل سلمي للأزمة الحالية.

ولم يتضح بعد ما إذا كان الاستعداد الذي يبديه معتصم أو شخصيات طالبان الأخرى في دبي للقاء أعضاء من المجلس الأعلى للسلام الذي شكل لدعم نهاية سياسية مأمولة للحرب يعبر عن انفتاح جديد من جانب قيادة الحركة في باكستان.

ويقيم معتصم في تركيا منذ أصيب بالرصاص في ظروف غامضة في كراتشي بباكستان قبل عدة سنوات أما مسألة ما إذا كان لا يزال عضوا في الحركة فهذا محل شك. وتسعى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما منذ سنوات لإقامة عملية سلام بين الأطراف الأفغانية وعقد مسؤولون أميركيون محادثات أولية مع ممثل للملا عمر لمناقشة تبادل محتمل للسجناء يمكن أن يقود إلى محادثات سياسية في نهاية المطاف لكن هذه المحادثات متوقفة منذ الصيف الماضي.