الصدر يستهل «عزلته» السياسية بهجوم عنيف على المالكي

عدل قراره بالاعتزال بما يتيح لأتباعه المشاركة الفاعلة في الانتخابات

TT

بعد يوم حبس فيه ملايين المواطنين العراقيين المؤيدين للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر أنفاسهم على إثر القرار المفاجئ الذي اتخذه الأخير أول من أمس باعتزال العمل السياسي والبراءة من وزرائه في الحكومة ونوابه في البرلمان، عاد الصدر أمس ليعدل من قراره بما يتيح لأتباعه المشاركة الفاعلة في الانتخابات.

الصدر الذي أعلن في خطاب متلفز أمس عدم تراجعه عن قرار الاعتزال، طالب في الوقت نفسه أعضاء كتلة الأحرار البرلمانية التابعة له بسحب استقالاتهم، بينما خص اثنين فقط من قيادات التيار الصدري بالشكر، طالبا منهما الاستمرار في العمل، وهما محافظ بغداد علي التميمي ومحافظ ميسان علي دواي. وبينما أقر الصدر بوجود جهات استغلت اسم «آل الصدر لجمع الأموال وسفك الدماء واستباحة الأعراض»، فإنه هاجم بعنف رئيس الوزراء نوري المالكي واصفا إياه بـ«الطاغوت»، بعد أن كان يكتفي في المرات السابقة بوصفه بـ«الديكتاتور». وقال الصدر في كلمته إن «السياسة أصبحت بابا للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك ليتربع ديكتاتور وطاغوت فيتسلط على الأموال فينهبها وعلى الرقاب فيقصفها وعلى المدن فيحاربها وعلى الطوائف فيفرقها وعلى الضمائر فيشتريها وعلى القلوب فيكسرها، ليكون الجميع مصوتا على بقائه». وأضاف الصدر أن «العراق بلا حياة ولا زراعة ولا صناعة ولا خدمات ولا أمن ولا أمان ولا سلام، وانتخابات يذهب ضحيتها آلاف لتتسلط علينا حكومة لا ترعى لا ذمة، وبرلمان بكراسيه البالية لا يستطيع دفع الضر عن نفسه، فما باله بدفع الضر عن الآخرين»، مضيفا أن «العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من ديكتاتورية لتتمسك هي الأخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع».

وفي معرض هجومه على البرلمان، قال الصدر إن «مجلس النواب يستطيع أن يجمع بالتصويت داخل قبة البرلمان حالة واحدة فقط، إذا كانت فيها امتيازات له أو نفع شخصي، وإذا وصل الموضوع إلى نفع شعبي عام تخاذل الجميع، أو يصل الأمر إلى مجلس الوزراء ينقضه».

وأكد الصدر تمسكه بقرار اعتزاله العمل السياسي، وشدد على أنه سيشارك في الانتخابات البرلمانية المقبلة وسيصوت للشرفاء من السياسيين. وقال إن «ما صدر من قرارات مني أو أوامر لم تتحملوها فغفر الله لي ولكم، ولكني فخور بها إلى يوم الدين لأني حاولت في جميعها أن تكون مستوحاة أو مستنبطة من نهج الشهيدين وفكرهما وأخلاقهما ولن أحيد عن ذلك، فهم سادتي وقادتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرأ».

في غضون ذلك، أعلنت كتلة الأحرار البرلمانية التابعة للتيار الصدري عن مزاولة عملها وسحب استقالات نوابها. وقال النائب عن الكتلة حاكم الزاملي في تصريح إنه «بعد خطاب الصدر الذي دعا فيه إلى المشاركة بالانتخابات استأنفنا عملنا ونشاطنا وسحبنا طلبات استقالاتنا». وأضاف أن «الصدر دعا إلى المشاركة بالانتخابات وانتخاب الأكفأ والأصلح»، مؤكدا: «إننا ما زلنا تحت ائتلاف الأحرار والأمانة العامة لكتلة الأحرار، وبدأنا بتنظيم عملنا».

من جهته قال محافظ بغداد، علي التميمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «إشادة السيد مقتدى الصدر بي وبالسيد محافظ ميسان، علي دواي، إنما هي شهادة ومسؤولية كبيرة ألقيت على عاتقينا في هذه المرحلة المهمة من تاريخ بلدنا». وقال التميمي إن «البيان الذي وجهه السيد الصدر إلى الشعب العراقي لقي ارتياحا شعبيا واسعا سواء من قبل المؤمنين بالخط الصدري أو من قبل جميع العراقيين، سنة وشيعة، لأن الصدر هو امتداد لمدرسة والده وعمه لكل العراقيين بكل طوائفهم وأديانهم». وأوضح التميمي أن «هناك ملاحظات على بعض القيادات والمفاصل في التيار الصدري، وقد شخصها السيد الصدر ولكنه أكد بوضوح أنه لن ينسحب من التيار وبالتالي فإنه كرس نفسه الآن زعيما عراقيا، وهو ما يدعونا للعمل بهمة عالية من أجل أن نخدم أهلنا في محافظة بغداد التي تحتاج مني إلى الكثير»، منوها بأن «السيد الصدر على اطلاع تفصيلي، إن لم يكن يوميا فأسبوعيا، بشأن ما نعمله في بغداد وما تحتاج إليه هذه المحافظة من جهود».