انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل بين حكومة جنوب السودان والمتمردين

مقترحات أميركية عبر وسطاء الإيقاد بتشكيل حكومة انتقالية برئاسة شخصية مستقلة

TT

انهار وقف إطلاق النار بين حكومة جنوب السودان والمتمردين التابعين لنائب الرئيس السابق رياك مشار عقب سيطرة المتمردين صباح أمس على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل، وهي ثاني أكبر مدن البلاد. ودعت جوبا المجتمع الدولي إلى إدانة خرق قوات مشار لوقف إطلاق النار، في وقت كشف فيه مصدر مطلع من مقر المفاوضات عن مقترحات تقدمت بها الولايات المتحدة عبر وسطاء دول الإيقاد (شرق أفريقيا) لطرفي التفاوض بتشكيل حكومية انتقالية تترأسها شخصية مستقلة، وتأجيل الانتخابات إلى حين إجراء المصالحة الوطنية، غير أن متحدثا باسم المتمردين نفى علمه بوجود مقترحات من واشنطن.

وقال الناطق باسم الجيش الشعبي فيليب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن مدينة ملكال تعرضت لهجوم كبير من قبل قوات موالية لمشار صباح أمس من ثلاثة محاور، الشمال والشرق والغرب، مشيرا إلى أن المجموعات الصغيرة من قوات التمرد التي هاجمت المدينة من الشرق استطاعت دخولها.

وأوضح أقوير أن قار هوث قاركوث، القائد العسكري التابع لمشار، أكد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار أنه لن يلتزم به، وأنه يخطط للسيطرة على حقول النفط الواقعة شمال المدينة، مشددا على قدرة القوات الحكومية على طرد المتمردين وتأمين حقول النفط، وقال «سنسترد المدينة خلال الساعات المقبلة».

كما قال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان، أتينغ ويك اتينغ، في تصريحات أمس، إن رئيس الدولة سلفا كير ميارديت طالب وفده في المفاوضات بالاستمرار في المحادثات. وأضاف أن الوفد الحكومي لن ينسحب من المفاوضات التي ترعاها دول الإيقاد، وأن الحكومة تسعى لتحقيق السلام في البلاد، داعيا المجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم الذي قامت به قوات التمرد على ملكال باعتباره خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى توقيعه الشهر الماضي.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسيس فوك، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته سيطرت بشكل كامل على ملكال منذ صباح الأمس، وعد دخول قواته للمدينة بمثابة رد على الهجوم المستمر من القوات الحكومية على مواقع قواته في عدد من المناطق. وقال إن الجيش الحكومي لم يلتزم بعد ساعات من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الشهر الماضي، وقام بالهجوم على بلدة لير في ولاية الوحدة.

وتابع فوك «نحن نرد على هجوم القوات الحكومية، والآن سيطرنا على ملكال ولن نخرج منها إذا طلبت منا الإيقاد ذلك، لأن الحكومة - وبإعلان رسمي منها - دخلت مناطقنا بعد اتفاق وقف إطلاق النار.. وعلى (الإيقاد) أن تنشر مراقبيها للتأكد من الذي يبتدر شن الهجوم على الآخر»، مشيرا إلى أن القوات الأوغندية واصلت الهجوم على ملكال باستخدام سلاح الطيران حتى ساعات نهار الأمس.

من جهة أخرى، اقترح وزير الإعلام مايكل مكواي نقل المفاوضات من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إلى عاصمة بلاده جوبا لمناقشة القضايا المتعلقة بالحكم والمصالحة الوطنية ومراجعة الدستور، وقال إن ذلك سيساعد بقية الأطراف الأخرى من القوى السياسية على أن تشارك في الحوار حول القضايا المتعلقة بالحكم والمصالحة الوطنية والدستور والديمقراطية والقضايا الإنسانية.

غير أن فوك قال إن ذلك المقترح يوضح أن جوبا غير جادة، وأنها تضع شروطا تعجيزية الهدف منها زعزعة المفاوضات. وأضاف «يبدو أن حكومة كير غير مقتنعة بمقر المفاوضات في أديس أبابا.. لكن عليها أن تعلن ذلك بشكل واضح. ووفد جوبا اتهم الوسطاء بالانحياز بالقول إن الخطاب الذي قدمه رئيس فريق الوسطاء سيوم مسيفن يمثل أجندة التفاوض»، مؤكدا استمرارية عملية التفاوض، وأن الطرفين يدرسان مقترحات قدمتها الوساطة، وبعدها سيعلن الوسيط الأجندة للدخول في مفاوضات مباشرة.

في غضون ذلك، كشف مصدر مطلع في أديس أبابا لـ«الشرق الأوسط» عن مقترحات أميركية قدمت عبر وسطاء «الإيقاد» حول قضايا الحكم. وقال إن المقترح يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية تقوم بترتيبات لمعالجة الأوضاع الإنسانية وعقد مؤتمر مصالحة والتحضير للانتخابات العامة، على أن يجري تأجيلها إلى العام المقبل باتفاق كل الأطراف. غير أن المتحدث باسم مجموعة مشار نفى علمه بورقة أميركية، موضحا أن ما يعرفه أن هناك مقترحات من وسطاء «الإيقاد»، لن يتحدث عنها للإعلام.