باكستان: لا محادثات مع طالبان قبل إنهاء العنف

قتلت ضابطا كبيرا مع تعثر مفاوضات السلام

TT

أعلنت باكستان أمس تجميد محادثات السلام مع طالبان بعد أن أعلن المسلحون في المنطقة القبلية شمال غربي البلاد أنهم قتلوا 23 جنديا كانوا قد خطفوا عام 2010. واجتمعت لجنة رسمية معنية بالسلام من أربعة أعضاء في العاصمة إسلام آباد لمناقشة مستقبل عملية السلام التي بدأت منذ أسبوعين تقريبا مع طالبان. وعقب اجتماعهم التقى المفاوضون رئيس الوزراء نواز شريف، وتقرر تأجيل عملية السلام. وأفادت اللجنة في بيان بأن «الوضع تغير تماما بعد حادث مهمند، ولا يمكن للجنة المضي قدما في عملية السلام قبل أن توقف طالبان جميع أعمال العنف وتؤكد التزامها بالسلام».

ولم تستخدم اللجنة كلمة «تعليق» في البيان، ولكنها أشارت مرتين إلى «عدم قدرتها على مواصلة المحادثات» في ظل هجمات المتمردين.

من ناحيتها، قالت طالبان في بيان إن الحركة لا تزال جادة في متابعة المحادثات من أجل السلام. وقال المتحدث باسم طالبان، شهيد الله شهيد: «إننا على اتصال بعدة مجموعات ونحاول إقناعها بإنهاء الهجمات».

وخلال موجة الاضطرابات الأخيرة، قتل جنديان من قوات الحكومة الباكستانية في اثنين من أعمال العنف شمال غربي البلاد.

ولقي جندي حتفه عندما هاجم مسلحون نقطة للجيش في منطقة لادها في وزيرستان الجنوبية، فيما قتل ضابط بالجيش في معركة بالرصاص مع مسلحين في بيشاور، حسبما أفاد مسؤول عسكري طلب عدم ذكر اسمه. وقال المسؤول إن ثلاثة مسلحين قتلوا أيضا على يد قوات الحكومة.

وكان شريف قد شكل لجنة الشهر الماضي لإنهاء العنف في الدولة، ولكن التشكك يخيم على مستقبل محادثات السلام.

من جهة أخرى، قال الجيش إن مقاتلين من طالبان الباكستانية فتحوا النار على سيارة عسكرية فقتلوا ضابطا كبيرا أمس في هجوم من المرجح أن يقضي على أي فرص لمفاوضات سلام جادة بين الحكومة والمتمردين. وانهارت محاولة من ممثلي الجانبين للقاء والحديث بشأن السلام أول من أمس بعدما أعدم مسلحون 23 من قوات الأمن فيما قالوا إنه للثأر من عمليات ينفذها الجيش في المناطق القبلية المضطربة على الحدود الأفغانية.

وقال المتحدث الإعلامي باسم الجيش في بيان: «تبادل إطلاق النار مستمر»، مضيفا أن الهجوم وقع قرب مدينة بيشاور المضطربة على الحدود الأفغانية. وعرف البيان الضابط الكبير بأنه الميجور جهانزيب، وقال إن ثلاثة مقاتلين لقوا حتفهم أيضا. وأكد مسؤول طالبان في بيشاور الهجوم. وقال: «هاجم مسلحون قافلة مسؤول أمني في بيشاور وقتلوا ميجور بالجيش.. الإعلان الرسمي سيصدر بعد قليل».

ويساور متابعو الشأن الباكستاني الشك دائما في أن المفاوضات مع الجماعة المتشددة المحظورة يمكن أن تتمخض عن نتيجة في أي وقت من الأوقات في بلد تقاتل فيه طالبان للإطاحة بالحكومة وإقامة دولة إسلامية. ويبرز العنف المستمر أيضا عدم قدرة القيادة المركزية لطالبان التي وافقت على عقد المحادثات، على السيطرة على المجموعات المتطرفة وفرض وقف مؤقت لإطلاق النار.

وقال ممثلون عن الحكومة التقوا برئيس الوزراء نواز شريف في إسلام آباد أمس إنهم يشعرون أنهم غير قادرين على التفاوض مع طالبان بعد الآن.