هجمات بـ16 سيارة مفخخة في العراق خلال 24 ساعة

ضربت بغداد والحلة وأوقعت عشرات القتلى والجرحى

TT

انفجرت 16 سيارة مفخخة في العراق بين مساء أول من أمس وظهر أمس حاصدة أرواح العشرات من المدنيين، وسط صمت حكومي وعجز رسمي عن وقف التدهور الأمني الذي تعيشه البلاد منذ عشرة أشهر.

وبعد ليلة دامية في بغداد قتل فيها 16 شخصا في انفجار أربع سيارات مفخخة، شهد العراق أمس تفجير خمس سيارات مفخخة في العاصمة وسبع إلى الجنوب منها. ولم تتبن أي جهة هذه الهجمات التي عادة ما يبادر في وقت لاحق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» إلى تبنيها، فيما لم يصدر أي رد فعل من الحكومة أو من أي جهة رسمية كما هي في الحال حيال معظم أعمال العنف اليومية.

وفي تفاصيل هذه الهجمات، قال ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 12 بجروح في انفجار سيارتين مفخختين صباح أمس في منطقة البياع في جنوب بغداد.

وانفجرت في وقت متزامن سيارة ثالثة في حي الإعلام القريب من البياع ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة ثمانية بجروح، وفقا للمصدر ذاته، وسيارة رابعة في منطقة الشرطة الرابعة (جنوب) قتل فيها شخصان وأصيب خمسة بجروح. كما انفجرت سيارة مفخخة خامسة في منطقة حي العامل (جنوب) قتل فيها شخص واحد على الأقل وأصيب خمسة بجروح. وأكد مصدر طبي رسمي حصيلة ضحايا هذه الهجمات.

وشهدت بغداد ليلة دامية مساء أول من أمس حيث قتل 16 شخصا وأصيب العشرات بجروح في انفجار أربع سيارات مفخخة في عدة مناطق، بينها حي أور في شمال العاصمة حيث قتل سبعة أشخاص، ومنطقة الكرادة (وسط) حيث قتل سبعة أشخاص أيضا.

من ناحية ثانية، قالت الشرطة ومسعفون إن سبعة تفجيرات وقعت في مدينة الحلة، مركز محافظة بابل، وبلدة المسيب إلى الشمال منها. وقال أحد مسؤولي الصحة: «استقبل مستشفى الحلة 35 جثة حتى الآن»، حسبما أفادت وكالة رويترز.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل جنديان وثلاثة عناصر من الشرطة في هجمات متفرقة في المدينة ومناطق قريبة منها، حسبما أعلنت مصادر أمنية وعسكرية وطبية.

وقتل أكثر من 480 شخصا في أعمال العنف اليومية في البلاد منذ بداية الشهر الحالي، بحسب حصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وطبية، فيما قتل أكثر من 1460 شخصا في هذه الأعمال منذ بداية العام الحالي.

ورغم ذلك، فإن الشارع العراقي لا يبدي ردة فعل استثنائية على التفجيرات التي تشمل السيارات المفخخة، والأحزمة والعبوات الناسفة، والهجمات المسلحة، التي تشكل كابوسا يوميا بات العراقيون مضطرون «للتعايش» معه، في حين يتجه الإعلام الرسمي والخاص غالبا إلى تجاهلها.

وقال مصور صحافي يعمل في بغداد رفض الكشف عن اسمه، تعليقا على الهجمات الأخيرة: «نحن دائما متأهبون للتوجه إلى مواقع التفجيرات. إذا لم تقع تفجيرات يومية، نشعر بأن هناك أمرا غريبا، حتى إننا قد نشعر بالملل». ويضيف: «بات الأمر وكأنه اعتيادي».

وتأتي هذه الهجمات في وقت لا يزال فيه مسلحون مناهضون للحكومة يسيطرون منذ فجر الخميس الماضي على أجزاء من ناحية سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) الاستراتيجية الواقعة على الطريق الذي يربط بغداد بشمال البلاد. وقال مدير الناحية طالب البياتي أمس: «وصلت قوة إضافية من الجيش تشمل الدبابات. ننتظر دخول هذه القوات إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون لنرى النتائج».

أيضا، لا تزال مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) وبعض مناطق الرمادي (100 كلم غرب بغداد) تخضع لسيطرة مسلحين مناهضين للحكومة أيضا وذلك منذ بداية العام. وتسببت سيطرة المسلحين الذين ينتمي معظمهم إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الفلوجة وبعض أجزاء الرمادي في معارك دفعت بمئات الآلاف من سكان محافظة الأنبار إلى النزوح عنها. وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق أمس أن أكثر من ألف طفل في المناطق المحاصرة من قبل القوات الحكومية التي تخضع لسيطرة المسلحين المناهضين لها بحاجة إلى مساعدة فورية.