قائد الحرس الثوري الإيراني: سنهدد مصالح العدو في عقر داره

جعفري: التحلي بالعلم لا يعني أن نكون تابعين للغربيين

TT

صرح قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد جعفري، أمس، بشأن التصريحات الأميركية حول إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، بأن «الضربة العسكرية التي ينوي الأعداء توجيهها ضد إيران تشمل القيام باستهداف صاروخي وجوي للمناطق الحساسة والمنشآت النووي، ولكنهم يعلمون جيدا بأننا لن نتركهم وشأنهم في حال توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وسنعرض مصالحهم للتهديد في عقر دارهم».

وأضاف جعفري خلال لقاء مع متخرجي كلية الإمام الحسين العسكرية التابعة للحرس الثوري، أن «العدو يخشى القيام بعملية اجتياح بري واسعة وطويلة الأمد في إيران».

وقال السكرتير في السفارة الإيرانية لدى واشنطن في عهد نظام الحكم السابق فريدون مجلسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بالتزامن مع انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين القوى العالمية وإيران وفقا لميثاق الأمم المتحدة والمعايير الحقوقية الدولية، نسمع أخبارا وتصريحات تبثها وسائل الإعلام العالمية تدعو للحرب، وهذه خطوة غير سليمة، وغير مبررة».

وأضاف مجلسي: «على المسؤولين السياسيين أن يعربوا عن بعض التحفظات السياسية، وأن يمتنعوا عن الكشف عن الأسرار العسكرية خلال تصريحاتهم». وزاد قائلا: «إذا كانوا يملكون (الولايات المتحدة) القدرة على توجيه الضربة العسكرية، فلا ينبغي الإعراب عن نيتهم خلال المفاوضات التي تتمتع بالعقلانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نسف المفاوضات بأكملها».

وعدّ مجلسي أن المهمة الرئيسة للعسكريين تتمثل في الحفاظ على السيادة الوطنية، وسلامة تراب البلاد. وأضاف: «ستوفر دعوة رئيس الجمهورية (روحاني) إلى عالم دون عنف الأرضية للتعامل السياسي بين إيران والدول الأخرى، ولكن ذلك لن يتحقق إلا بشرط واحد وهو ألا يعطي المسؤولون العسكريون الإيرانيون الذريعة للمتطرفين في الدول الأخرى للقيام بخطوة ضد إيران».

وتأتي هذه التصريحات ردا على تأكيدات أميركية خلال الأسابيع الأخيرة بإمكانية اللجوء إلى كل الخيارات ضد إيران.

وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري منذ أسابيع، إن «الولايات المتحدة ستلجأ إلى الخيار العسكري فورا في حال عدم التزام إيران باتفاق جنيف النووي».

وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الأربعاء الماضي خلال لقاء مع نظيره الفرنسي في البيت الأبيض عن «التزام الولايات المتحدة بتنفيذ العقوبات الحالية المفروضة على إيران». وقال أوباما: «علينا أن نرسل رسالة إلى إيرانيين بأنهم سيواجهون عقوبات أكثر في حال عدم حلحلة البرنامج النووي». وانطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران والقوى الكبرى والتي تستغرق ثلاثة أيام منذ يوم الثلاثاء في مدينة فيينا بهدف الوصول إلى اتفاق شامل حول الملف النووي.

وتنعقد المفاوضات النووية على مستوى مساعدي وزراء الخارجية بين إيران ومجموعة 5+1 التي تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين، وألمانيا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى، قال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جعفري يوم الاثنين الماضي في كلمة له خلال مهرجان «الإمام علي»: «عندما نقول إن عمل الباحثين يتلخص في تقليد الآخرين، واقتباس تصريحاتهم، يجري توجيه اتهامات لنا بـ(الأمية)».

وتأتي تصريحات جعفري ردا على أقوال أدلى بها الرئيس الإيراني حسن روحاني وصف خلالها منتقدي الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى بـ«الأميين».

وأضاف القيادي العسكري الإيراني: «ما يفعله الباحثون هو تكرار أقوال الآخرين في عبارات طنانة، إذ تستخدم الجامعات الإيرانية هذه العبارات والكلمات كأسس علمية».

وتابع: «إذا كان أسلوب كلامنا يفتقر إلى هذه العبارات الطنانة يجري اتهامنا بعدم التزود بالعلوم. علينا أن نقوم بجهاد علمي عظيم في هذا المجال».

وقال جعفري: «نشهد في الوقت الحاضر أنه يجري توجيه الاتهامات لنا بالأمية، وعدم التزود بالعلم، وبغير المتعلمين إذا أعربنا عن معارضتنا لأمر ما. لهذا ينبغي أن نقوم بجهاد علمي». وعدّ أن «التحلي بالعلم لا يعني أن نكون تابعين للغربيين».