اتفاق إطار للملف النووي الإيراني.. والمفاوضات تستأنف الشهر المقبل

المفاوضة الأميركية تتوجه إلى الرياض وأبوظبي.. وطهران تعيد فتح قنصليتها في لندن

العلم الإيراني يرفرف فوق مقر القنصلية الإيرانية في لندن بعد أكثر من عامين من غلقها (أ.ب)
TT

حصلت إيران أمس على دفعتين دبلوماسيتين إلى الأمام، الأولى بإعلان نجاح الجولة الجديدة من المفاوضات مع القوى الست حول برنامجها النووي لتعد الجولة التي اختتمت أمس في فيينا بأنها «بداية جيدة في سبيل التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حول البرنامج النووي الإيراني»، والثانية من خلال إعادة فتح قنصليتها في لندن بعد أكثر من عامين من غلقها. وجاء الإعلان عن اتفاق حول إطار للملف النووي الإيراني في نفس يوم إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن طهران تمتثل لالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق المؤقت مع القوى الست من خلال الحد من أنشطتها النووية والسماح بعمليات تفتيش تنطوي على قدر أكبر من الاقتحام.

وتأمل الحكومات الغربية أن تتوصل بحلول أواخر يوليو (تموز) لاتفاق يقلص البرنامج النووي الإيراني للتأكد من عدم استخدامه لتطوير أسلحة كيماوية، مقابل رفع العقوبات الدولية عن طهران.

وبعد انتهاء جولة المفاوضات بين وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف وممثلين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا برعاية مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، قالت أشتون للصحافيين صباح أمس في فيينا: «حظينا بثلاثة أيام بناءة جدا حددنا فيها كل القضايا التي نحتاج إلى التعامل معها للتوصل إلى اتفاق نهائي شامل».

واستطردت أشتون التي تتحدث بالنيابة عن الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا: «هناك الكثير من العمل. لن يكون الأمر سهلا لكننا بدأنا بداية جيدة».

واتفق دبلوماسيون كبار من القوى الست وظريف وأشتون على الاجتماع مجددا في 17 مارس (آذار) المقبل في العاصمة النمساوية أيضا وعقد سلسلة مباحثات قبل انتهاء مهلة يوليو.

وقال ظريف للصحافيين بعد اجتماع فيينا: «يمكني أن أؤكد أنه لم تتوفر الفرصة ولن تتوفر لأحد لفرض أي شيء على إيران أثناء المحادثات».

وفي إطار العملية ستزور أشتون طهران في التاسع والعاشر من مارس (آذار) المقبل، تمهيدا للمرحلة المقبلة من التفاوض.

والاتفاق على جدول الأعمال خطوة مبكرة إلى الأمام رغم تواضعها في رحلة البحث عن تسوية طال انتظارها للنزاع الذي بدأ قبل نحو عشر سنوات. والتوصل إلى اتفاق يمكن أن يجنب خطر نشوب حرب جديدة في الشرق الأوسط ويعيد تشكيل ميزان القوى في المنطقة ويفتح فرصا كبيرة جديدة للتجارة.

وجاءت محادثات فيينا بعد اتفاق مؤقت توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست في نوفمبر (تشرين الثاني) علقت طهران بموجبه تخصيب اليورانيوم لدرجة عالية حتى أواخر يوليو مقابل تخفيف محدود للعقوبات المفروضة عليها.

وبعد الانتهاء من المفاوضات، توجهت وكيلة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان إلى منطقة الشرق الأوسط، حيث تزور السعودية والإمارات وإسرائيل لإطلاع حلفاء واشنطن على آخر مستجدات المفاوضات مع الإيرانيين. وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن شيرمان «ستتشاور مع حكومات دول مجلس التعاون بعد المفاوضات مع إيران في فيينا، بالإضافة إلى بحث العلاقات الثنائية».

ومن جهة أخرى، شهدت العلاقات بين بريطانيا وإيران تقدما إذ أعلنت بريطانيا «علاقاتنا مع إيران ستكون مباشرة من خلال القائم بالأعمال غير المقيم»، بدلا من الدولة الحامية، التي كانت السويد بالنسبة لمصالح بريطانيا في طهران وعمان بالنسبة لطهران في بريطانيا. وعلى الرغم من أن سفارتي البلدين ما زالتا مغلقتين، فإن الخطوة تمهد لإعادة فتح السفارات. وفتحت طهران باب قنصليتها أمس للمرة الأولى، لتستقبل المواطنين الإيرانيين في بريطانيا الذين يقدر عددهم بـ400 ألف. وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أنه «لم يتخذ قرار بعد حول إعادة فتح السفارتين.. ولكن بريطانيا اتفقت مع إيران أن العلاقات الثنائية ستكون مباشرة من خلال القائمين بالأعمال غير المقيمين.. وهذه المرحلة الجديدة لعملية خطوة تلو خطة لدفع علاقتنا الثنائية مع إيران إلى الأمام».