أكثر من أربع ساعات من المباحثات بين أبو مازن وكيري.. ولا إعلان عن حصول تقدم

الرئيس هولاند يستقبل الرئيس الفلسطيني في قصر الإليزيه اليوم

أبو مازن خلال مباحثاته مع جون كيري في باريس أمس (أ.ب)
TT

يستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الإليزيه اليوم في لقاء لم يكن مقررا سابقا، ولم يوضع إلا مساء أمس على الأجندة الرسمية لهولاند.

ويأتي هذا الاجتماع بعد يومين طويلين من المحادثات بين أبو مازن ووزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي جاء خصيصا إلى باريس للاجتماع بالرئيس الفلسطيني وبوزير خارجية الأردن ناصر جودة. وخلال هذين اليومين (أول من أمس وأمس) بقي محمود عباس وكيري وجها لوجه نحو ما يزيد على أربع ساعات، ما يؤشر لصعوبة الموقف ولمسعى الوزير الأميركي لإنقاذ المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي يرعاها منذ 29 يوليو (تموز) الماضي، والتي من المفترض أن تنتهي في 29 أبريل (نيسان) المقبل.

وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات تركزت على بنود «الاتفاق الإطار» الذي يسعى كيري لبلورته وتسويقه لدى الطرفين قبل أن يعرضه بشكل رسمي «في الأيام أو الأسابيع المقبلة»، والذي لا يحظى حتى الآن ولأسباب متناقضة لا بموافقة الطرف الفلسطيني ولا بموافقة الطرف الإسرائيلي.

وتكتمت الأطراف الثلاثة على مضمون المباحثات بشكل غير عادي، ما يؤشر إلى «صعوبة» الموقف بسبب اقتراب موعد الحسم.

وبحسب المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس، فإن كيري يسعى لإقناع الطرف الفلسطيني بتمديد مدة التفاوض لما بعد نهاية أبريل (نيسان) المقبل، الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون حتى الآن.

ونفت المصادر الفلسطينية أن يكون كيري قد توصل إلى تصور «نهائي» لـ«الاتفاق الإطار» الذي لا يريح الفلسطينيين بتاتا والذي يعده البعض وسيلة لعدم الإعلان عن فشل المفاوضات. ويأخذ الفلسطينيون عليه أنه يفسح المجال للطرفين لإبداء التحفظات التي يريدانها، ما يعني أنه لا يتمتع بطابع «إلزامي»، وأن التحفظات المسجلة عليه ستتطلب مجددا مفاوضات أخرى. ولذا فإن مصدرا فلسطينيا قال لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب هو أن يأتي الاتفاق الإطار بآليات للتنفيذ»، ما سيدل على جديته.

وكان وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط» في باريس قال إن الاتفاق الإطار هو «اتفاق هيكلي يحدد ما سيكون عليه الاتفاق النهائي بحيث لا يتبقى سوى التفاهم على التفاصيل». وأضاف المالكي أن التفاصيل «يمكن أن تفجر التفاوض في أية لحظة»، مشيرا إلى أن المتفاوضين «لم يتخطوا بعد خط اللاعودة». وبحسب المالكي فإن كيري لم يتوصل بعد إلى صياغة نهائية لخطته. وقالت المصادر الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن كيري «ما زال يلقي بالأفكار يمينا ويسارا وينتظر ردود الفعل عليها من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليعود لتعديلها وللبحث عن نقطة توازن ترضي بشكل أو بآخر الطرفين».

ويتعرض الوزير الأميركي لحملة إسرائيلية شرسة يشنها عليه صقور اليمين في الحكومة الذين «لا يهضمون إصراره على التوصل إلى نتيجة»، إلى حد أن أحدهم وصفه بـ«المهووس». وقام كيري حتى الآن بـ11 زيارة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية ونجح بعد انقطاع دام ثلاث سنوات في وضع الطرفين وجها لوجه. وبحسب أحد المرافقين له فإنه يسعى مرة أخرى في باريس إلى «تقليص الهوة» الواسعة بين الطرفين «خطوة بخطوة».

وما زالت كل مواضيع الحل النهائي محل تجاذب بين الطرفين، سواء كان ذلك بخصوص القدس التي ترفض إسرائيل أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية أو اللاجئين الذين لا تريد السماع لهم أصلا. كذلك فإن إسرائيل تتمسك بالحلول الأمنية كما تراها، ومنها الوجود الدائم في غور الأردن ورفض الاقتراح الذي يقبله الفلسطينيون والقاضي بإحلال قوات أميركية أو أطلسية محل القوات الإسرائيلية. فضلا عن ذلك، تريد اعترافا رسميا فلسطينيا بيهودية الدولة، الأمر الذي يعني التخلي عن حقوق اللاجئين وتهديد وجود الفلسطينيين داخل الخط الأخضر و«مسح» التاريخ الفلسطيني.

وقالت جان بساكي، الناطقة باسم كيري، في تصريح مقتضب، بعد ثلاث ساعات من المباحثات ليل الأربعاء / الخميس، إن كيري وأبو مازن أجريا «لقاء معمقا حول المواضيع الأساسية»، بينما قال سفير فلسطين لدى فرنسا هايل الفاهوم إن المباحثات «ما زالت عند حدود المقترحات ومناقشة الأفكار المطروحة، وكيري لم يقدم تصوره للاتفاق الإطار».

وينتظر اليوم أن يجدد الرئيس الفرنسي دعمه للجهود الأميركية، وأن يكرر استعداد فرنسا للدعوة إلى مؤتمر ثانٍ للدول والمؤسسات المانحة عندما يحقق المتفاوضون تقدما كافيا.