أنصار الإخوان يستهدفون سيارات شرطية وإعلامية

حبس سبعة من «ألتراس أهلاوي» لاتهامهم بالاعتداء على قوات الأمن

سيارة للشرطة تحترق في محافظة الجيزة أمس (رويترز)
TT

أحرق متظاهرون من أنصار جماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس سيارات تابعة للشرطة، ومؤسسات إعلامية محلية، خلال مواجهات عنيفة مع قوات الأمن في جمعة أطلقوا عليها «الطلاب طليعة الثورة». وقال مراقبون إن الإخوان دفعوا بأنصارهم بقوة إلى الشارع مجددا لإظهار قدرتهم على الحشد، والحد من التأثير السياسي لتصدعات التحالف الإسلامي الذي تقوده.

يأتي ذلك في وقت أمرت فيه النيابة العامة بحبس سبعة من روابط مشجعي فريق النادي الأهلي لكرة القدم، المعروف بعدائه للشرطة، أربعة أيام على ذمة التحقيق في اتهامات بالاعتداء على قوات الأمن عقب فوز فريقهم ببطولة كأس السوبر الأفريقية، في المباراة التي جمعته مع فريق الصفاقسي التونسي مساء أول من أمس على استاد القاهرة الدولي.

وبعد هدوء نسبي خلال الأسابيع القليلة الماضية تراجعت فيها حدة الاشتباكات التي تتخلل مظاهرات أنصار الإخوان، عادت أعمدة الدخان السوداء إلى أفق العاصمة القاهرة وعدة مدن مصرية أخرى. وتجددت الاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الإخوان في مناطق باتت تقليدية في خارطة المواجهات التي تشهدها أيام الجمعة.

وفي تطور لافت، أحرق متظاهرون ينتمون إلى جماعة الإخوان سيارة تابعة لقناة «التحرير» الفضائية الخاصة في شارع الهرم السياحي (غرب القاهرة). وقال شهود عيان إن أنصار الإخوان اعتدوا على سائق السيارة فيما نجح أهالي المنطقة في تحرير مصور القناة وأحد الفنيين.

وقال سيد عبد القادر وهو شاهد عيان إن مجموعة من أنصار الإخوان ألقوا بزجاجة حارقة على السيارة التابعة لقناة «التحرير»، بعد أن أوقفوها وأنزلوا منها سائقها واعتدوا عليه بالضرب.

ويتظاهر أنصار الإخوان بشكل شبه يومي منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة في يوليو (تموز) الماضي، وتتطور تلك المظاهرات عادة إلى مواجهات مع قوات الأمن مما تسبب في مقتل المئات، معظمهم من أنصار الإخوان.

ولم يعد مستغربا أن تستهدف مظاهرات أنصار الإخوان سيارات الشرطة، لكنها المرة الأولى التي يجري فيها استهداف سيارات تابعة لقنوات فضائية. وتتهم جماعة الإخوان الإعلام المصري المحلي بانحيازه ضدها وتحمله جانبا من مسؤولية ما تعده «انقلابا على شرعية مرسي».

وأحرق المحتجون أمس ثلاث سيارات للشرطة على الأقل في محافظتي الجيزة والإسكندرية، كما أحرق مجهولون أربع سيارات خاصة مملوكة لضباط في الجيش في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة)، وسيارتين أخريين بالقرب من منزل إعلامي مناوئ لجماعة الإخوان، ورجح شهود عيان أن يكون الإعلامي أحمد موسى هو المستهدف، لكن لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد من صحة هذه المزاعم.

وتزامنت مظاهرات أمس مع «يوم الطالب» العالمي، واختار لها الإخوان شعار «الطلاب طليعة الثورة». وأجلت السلطات المصرية الدراسة مجددا قبل يومين، قائلة إن التأجيل جاء لأسباب أمنية.

وقال مراقبون إن التصعيد الإخواني في مظاهرات يوم أمس جاء على خلفية حصار الجماعة سياسيا بعد أن بدأت التصدعات داخل تحالف دعم الشرعية الذي تقوده الجماعة تظهر على السطح. ويتشكل تحالف دعم الشرعية من أحزاب إسلامية صغيرة بالإضافة إلى جماعة الإخوان، وتأسس عقب عزل الرئيس السابق مرسي.

ونفى القيادي في التحالف مجدي قرقر وجود خلافات في صفوف التحالف، قائلا لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هناك تباينا في الرؤى واختلافات في وجهات النظر لكن موقف التحالف موحد وأعلن عنه في بيانه الأخير بشأن انفتاحه على مبادرات الحل ضمن الشروط التي يضعها». وجدد قرقر رفض التحالف للممارسات العنيفة خلال التظاهر، مشددا على تمسكه بسلمية التحركات الاحتجاجية.

وفي غضون ذلك، قررت السلطات القضائية في مصر حبس سبعة من روابط مشجعي فريق الأهلي لكرة القدم المعروفة بـ«الألتراس»، أربعة أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهم بالاعتداء على قوات الأمن وتخريب منشآت عامة، عقب انتهاء مباراة لفريقهم في القاهرة أمس.

وبدأت الاشتباكات عقب تتويج الأهلي بكأس السوبر الأفريقي حيث ردد المشجعون المعروفون بعدائهم لقوات الأمن الأغاني المناهضة للشرطة، مما أدى لاندلاع الاشتباكات بين قوات مكافحة الشغب والجماهير المحتفلة.

واستخدم شباب الألتراس زجاجات المياه والألعاب النارية ومقاعد المدرجات لرشق قوات الأمن، التي ردت بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وامتدت الاشتباكات إلى خارج استاد القاهرة في ضاحية مدينة نصر. وقالت مصادر طبية أمس إن 25 من قوات الأمن أصيبوا خلال الاشتباكات التي شهدها استاد القاهرة مساء أول من أمس.

ويتهم شباب الألتراس وزارة الداخلية بالتورط في مقتل 74 مشجعا فيما يعرف إعلاميا بـ«مذبحة استاد بورسعيد» قبل عامين. فيما يقول معارضون لروابط مشجعي الأندية وخاصة ألتراس أهلاوي إن تلك المجموعات مخترقة من جماعة الإخوان المسلمين.