لقاء بين أوباما والدالاي لاما يعمق الخلافات الأميركية ـ الصينية

بكين دعت إلى إلغاء الاجتماع وحذرت من «عواقبه السلبية الخطيرة»

الدالاي لاما لدى مغادرته البيت الأبيض بعد اجتماع مع أوباما في 18 فبراير 2010 (أ.ب)
TT

احتجت الصين بشدة على لقاء كان مفترضا عقده بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والزعيم الروحي التبتي الدالاي لاما الليلة الماضية في البيت الأبيض، وطالبت مسبقا بإلغائه.

ودعت وزارة الخارجية الصينية إلى إلغاء اللقاء محذرة من «العواقب السلبية الخطيرة» لاجتماع من هذا النوع. وقالت الخارجية الصينية بأن «الصين تعارض بشدة» استقبال الدالاي لاما في البيت الأبيض. وأضافت: «ندعو الولايات المتحدة إلى أن تأخذ في الاعتبار جديا قلق الصين وتلغي اللقاء المقرر فورا». وتابعت أن هذا الاجتماع سيشكل «تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للصين»، موضحة أنها نقلت إلى السلطات الأميركية «الاحتجاجات الرسمية للصين».

وخلال لقاء دوري مع الصحافيين، وصفت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ الدالاي لاما بأنه «منفي سياسي يقوم منذ فترة طويلة بنشاطات انفصالية معادية للصين تحت غطاء الدين» و«إننا ندعو الولايات المتحدة إلى عدم منحه قاعدة لنشاطاته الانفصالية»، عادة أن هذا اللقاء «ينتهك بشكل خطير القواعد التي تحكم العلاقات الدولية». وكان البيت الأبيض أعلن أول من أمس عن أوباما سيلتقي الدالاي لاما «بصفته زعيما روحيا وثقافيا يحظى بالاحترام دوليا». وفي مؤشر إلى أن اللقاء يبقى موضوعا حساسا، أعلن أنه سيكون مغلقا على الصحافة. وكان مقررا أن يعقد اللقاء في «قاعة الخرائط» الواقعة في الطابق الأرضي من البيت الأبيض وليس في المكتب البيضاوي الذي يخصص لاستقبال القادة الأجانب.

وجاء رد فعل الصين التي تبدي استياءها بشكل منهجي كلما استقبل زعيم أجنبي الدالاي لاما، في سياق تزايد الملفات الخلافية مؤخرا بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم. وطلب وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي من الصين إبداء مزيد من «الشفافية» بعد التوتر الذي نتج عن إعلان بكين «منطقة مراقبة جوية» في بحر الصين الشرقي. كما أثار كيري استياء الصين بتأكيده مجددا استعداد الولايات المتحدة للدفاع عن حليفها الياباني في حال نشوب نزاع مع الصين، في وقت يقوم خلاف حدودي بين بكين وطوكيو في بحر الصين الشرقي. وفي الآونة الأخيرة، برز توتر بين بكين وواشنطن حول حرية الصحافة، إذ اتهم النظام الشيوعي باتخاذ تدابير انتقامية بحق وسائل إعلام غربية نشرت تحقيقات حول ثروات أقرباء عدد من القادة الصينيين.

وحذرت الخارجية الصينية بأن اللقاء بين أوباما والدالاي لاما «ستكون له عواقب سلبية خطيرة على العلاقات الصينية الأميركية». ويعود آخر لقاء بين الزعيم الروحي التيبتي المنفي وأوباما في البيت الأبيض إلى عام 2011 ما أثار آنذاك أيضا غضب بكين. وكان الرئيس الأميركي الحائز مثل الدالاي لاما على جائزة نوبل للسلام أعلن في تلك المناسبة «دعمه القوي لحماية الثقافة والديانة والتقاليد التبتية في التبت وفي باقي العالم».

ولفتت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض كايتلين هايدن إلى أنه إن كانت الولايات المتحدة تدعم «بحزم حقوق الإنسان والحرية الدينية في الصين» إلا أنها تعد التبت «جزءا من جمهورية الصين الشعبية». وقالت: «إننا قلقون من التوترات وتدهور وضع حقوق الإنسان في منطقة التبت».

ولا يعارض الدالاي لاما بقاء التبت في الصين خلافا لتأكيدات بكين التي تتهمه بأنه «انفصالي» خطير، غير أنه يدعو إلى المزيد من الحكم الذاتي للمنطقة. ويندد الكثير من التبتيين بتزايد هيمنة عرقية الهان التي تشكل الغالبية العظمى في الصين وبقمع ثقافتهم، عادين أنها المستفيد الأول من التنمية الاقتصادية في منطقتهم.