اشتباكات بين «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«داعش» في ريف دير الزور

محافظ حمص يعلن تسوية أوضاع 38 مدنيا محتجزا.. والائتلاف يحصي 140 صحافيا قتلوا على يد النظام

TT

اندلعت اشتباكات عنيفة بين «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من جهة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) من جهة أخرى في ريف دير الزور أمس، مما أدى إلى مقتل 15 عنصرا من «الدولة»، بالتزامن مع إعلان محافظ حمص طلال البرازي تسوية أوضاع 38 مدنيا سبق أن أوقفوا لدى إجلائهم من مدينة حمص القديمة «لدراسة أوضاعهم»، وخرجوا «بعد موافقة الجهات المختصة» إلى «أماكن يرغبون فيها».

وقال البرازي إن «دراسة الأوضاع تتلخص في التحقق من هوية الموقوفين»، الذين لا يحملون أوراقا ثبوتية من قبل السجلات المدنية، إضافة إلى «التأكد من وضعهم تجاه الخدمة الإلزامية (النظامية)»، لافتا إلى أن «ذلك يتطلب وقتا».

ولا يزال نحو 195 شخصا ينتظرون البت في تسوية أوضاعهم بمراكز التوقيف بعد خروجهم من حمص القديمة بموجب اتفاق إطار للعملية الإنسانية التي تشرف عليها الأمم المتحدة. وأكد المحافظ أن «توقيف الشباب بانتظار دراسة وضعهم»، سواء كانوا من المسلحين أم لا، يصب في صالحهم نظرا لعدم تمكنهم من الاستفادة من مرسوم العفو الرئاسي «بسبب وجودهم في منطقة محاصرة»، لافتا إلى أن «السلطات «تقوم بتسوية أوضاع الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 42 عاما، لعدم استهدافهم بالخدمة الإلزامية».

وأوضح البرازي أن الموقوفين عبروا عن «رغبتهم في تسوية أوضاعهم» قبل الخروج من أماكن توقيفهم، و«بذلك يمكنهم الاستفادة من مرسوم العفو بدل إحالتهم إلى القضاء العسكري»، نظرا لتخلفهم عن أداء الخدمة الإلزامية.

ويمكث قسم من الموقوفين في مدرسة الأندلس الواقعة في حي الدبلان بحمص الذي تسيطر عليه القوات النظامية، ويوجد فيها ممثلون للأمم المتحدة، أما القسم الآخر فاقتيد إلى مركز للمخابرات العسكرية في المنطقة، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ومنذ 7 فبراير (شباط) الحالي تم إجلاء 1417 من أصل ثلاثة آلاف شخص محاصرين في حمص القديمة، بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة. وكان هؤلاء يوجدون في أحياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة وتحاصرها القوات النظامية منذ نحو عشرين شهرا، ويعانون الجوع ونقصا فادحا في الأدوية والحاجات الأساسية.

ميدانيا، قتل 15 عنصرا من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» بعد اشتباكات مع جبهة «النصرة» والجبهة الإسلامية في ريف دير الزور الغربي، وفق وكالة «سمارت» للأنباء المعارضة، والتي أفادت بمقتل 25 آخرين من عناصر «داعش» في اشتباكات مع «حركة أحرار الشام» وجبهة النصرة في منجم الملح بريف دير الزور، موضحة أن «3 من مقاتلي (أحرار الشام) قتلوا أثناء هذه الاشتباكات».

وتفرض «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام» منذ عشرة أيام حصارا محكما على منطقة «منجم الملح» التي يتمركز فيها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

وفي حلب، انسحبت كتائب المعارضة من داخل سجن حلب المركزي بعد فشل محاولة اقتحامه، تزامنا مع اشتباكات عنيفة دارت في معظم جبهات حلب وريفها الشرقي والجنوبي مع قصف عنيف من الطيران الحربي النظامي على المناطق الخاضعة لمسلحي المعارضة في مدينة حلب، بحسب ناشطين. وشمل القصف النظامي دوار جسر الحج ومساكن هنانو وحي الفردوس، مما أدى إلى سقوط قتيلين وعشرات الجرحى. كما سقط برميلان متفجران على منطقة عين التل القريبة من حي الشيخ مقصود وبرميل متفجر آخر على حي «بعيدين» مما أدى إلى تهدم ستة منازل في الحي.

وفي يبرود بريف دمشق، شن الطيران الحربي النظامي عدة غارات جوية استهدفت الغارات منطقتي السوق الرئيسة وعردة وسط المدينة. وأسفر القصف بحسب ناشطين عن «سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين فضلا عن دمار كبير في الأبنية السكنية والمحلات التجارية». كما استهدف الطيران المروحي النظامي قرية السحل ببرميل متفجر تسبب في دمار كبير، علما بأن القوات النظامية استهدفت القرية يوم أول أمس بصاروخ غراد.

من جهة أخرى، أحصى «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» مقتل 140 صحافيا على يد القوات النظامية منذ بدء النزاع في سوريا. وجدد الائتلاف في بيان أمس «مطالبة كل الهيئات المعنية بحقوق الصحافيين، وعلى رأسها منظمة (مراسلون بلا حدود) بالقيام بما تفرضه التزاماتها تجاه الصحافيين السوريين في وجه نظام يتعمد قتلهم في انتهاك مستمر وصارخ للعهود والمواثيق الدولية التي تفرض على جميع الأطراف الحفاظ على سلامة الصحافيين بغض النظر عن أي اعتبارات أو مبررات».