قيادة جديدة لـ«الأحرار» لخوض الانتخابات البرلمانية بتزكية من الصدر

الأعرجي: استقلت من رئاسة الكتلة الصدرية ولم يجر إقصائي

TT

تستعد كتلة الأحرار التي كانت تابعة رسميا للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في الثلاثين من شهر أبريل (نيسان) بعد أقل من أسبوع من القرار المفاجئ الذي اتخذه الصدر. وعلى الرغم من أن الكتلة وعلى لسان أمينها العام ضياء الأسدي أعلنت أن القرار الذي اتخذه الصدر باعتزال العمل السياسي هدفه ترك الساحة لرئيس الوزراء نوري المالكي فإن واحدا من أبرز مرشحي الكتلة الصدرية في بغداد وهو النائب المستقل في الدورة الحالية حسن العلوي اعتبر أن الصدر لم يعلن انسحابه من العمل السياسي وإنما دخل في مرحلة من العمل الوطني على حد قوله.

وفي هذا السياق فقد شكلت بعد يومين من اعتزال الصدر وعقب لقاء طويل معه بمدينة النجف قيادة جديدة لكتلة الأحرار تضم نائبا غير مرشح للانتخابات المقبلة، مشرق ناجي، بدلا من بهاء الأعرجي كما تضم وزيرين من تيار الصدر في الحكومة الحالية، عادل مهودر وزير البلديات ومحمد الدراجي وزير الإعمار، كما تضم محافظي ميسان، علي دواي، وبغداد، علي التميمي، والقيادي في الهيئة السياسية للتيار الصدري التي لم يعرف مصيرها حتى الآن، عقيل عبد حسين. وقال الأسدي في تصريح مكتوب إن «اعتزال زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، للحياة السياسية لا يهدف إلى ترك الساحة السياسية في العراق للمالكي».

وأضاف الأسدي أن «كتلة الأحرار ما زالت قائمة وتمثل جهة سياسية، وتعمل على الدخول إلى الانتخابات المقبلة، وتطمح لقيادة البلد ورئاسة الوزراء في المرحلة المقبلة».

النائب المستقل حسن العلوي وفي بيان مطول له أمس تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه استبعد أن يكون الصدر قد تخلى عن دوره قائلا طبقا للبيان إن «الفقيه لا يستقيل وليس في كتاب الفقه مفردة استقالة أو انسحاب، ولم ترد لا هذه ولا تلك في خطاب الصدر»، مضيفا أن «الفقيه سياسي بطبعه لكنه لا يحترف السياسة، ولأن واجبه الشرعي رعاية مصالح الأمة باعتباره مكلفا فالوجوب قائم في استمرار التكليف وليس في انقطاعه، ولهذا لا يستقيل المرجع الإسلامي مثلما يستقيل مراجع في أديان وعقائد أخرى». وأوضح أنه «فيما يتعلق بزعيم التيار الصدري فهو لا يمثل شخصه بقدر ما يمثل مؤسسته الفقهية والثقافية والسياسية التي تعنى بأصغر أمور البسطاء من الناس مثلما تعنى بأمور السياسات العليا ومراقبة وتحديد مساراتها، وهو بهذا المفهوم حامل أمانة ليس له أن يتخلى عنها في قواعد ومعايير المألوف الفقهي».

واعتبر العلوي أن «الصدر إنما أعلن براءة ذمته من ارتكابات الطبقة السياسية وعدم مسؤوليته الشرعية عما آلت إليه هذه الطبقة من حب للمال وانحراف عن خط الوطنية الإسلامية الذي ينتمي إليه الصدر، ولأن الرجل صادق مع الله ومع نفسه ومع الناس، فلم يستثن ممثليه في الطبقة السياسية ومندوبيه في السلطتين التنفيذية والتشريعية من إطار من يتبرأ من أعمالهم». وأكد العلوي أن «خطاب الصدر في اليوم التالي كان انتقالا من جغرافيا التمذهب إلى الزعامة الوطنية».

من جهته فقد نفى رئيس كتلة الأحرار السابق والنائب عن التيار الصدري بهاء الأعرجي ما تداولته وسائل الإعلام بشأن إقصائه من رئاسة الكتلة. وقال الأعرجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل هو أنني قدمت استقالتي من رئاسة الكتلة لسببين الأول هو انشغالي في الانتخابات المقبلة وترؤسي لكتلة الشراكة الوطنية للتيار الصدري والثاني أننا اخترنا شخصا غير مرشح للانتخابات المقبلة لرئاستها»، معتبرا أن «هناك لغطا مقصودا في بعض وسائل الإعلام بهذا الاتجاه». وأضاف الأعرجي أن «الخط الصدري باق وأن هناك الكثيرين لم يفهموا قرار السيد مقتدى الصدر بترك العمل السياسي؛ حيث إنه لا يمثل حالة سياسية معينة وإنما يمثل مرجعية كبيرة ولها دور كبير في العمل الوطني وبالتالي فإنه انفتح على كل العراقيين وبمختلف توجهاتهم». وأوضح الأعرجي أن «الخصوم السياسيين استغلوا هذا الأمر بسبب الفشل الذي عانوه»، مبينا أن «ارتباطنا بالصدر ليس ارتباطا سياسيا بقدر ما هو ارتباط عقائدي وروحي وبالتالي فإننا سوف نخوض الانتخابات المقبلة في إطار هذه الثوابت الوطنية والعقائدية».