ناطق باسم حزب الدستور المصري: اختيار مسيحية يثبت مدنيتنا واعتمادنا معيار الكفاءة

بعد انتخاب هالة شكر الله خلفا للبرادعي في رئاسته

هالة شكر الله
TT

فازت الدكتورة هالة شكر الله برئاسة حزب الدستور بمصر، الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011. وبفوز شكر الله يجتاز الحزب الليبرالي المصري الأكثر جاذبية للشباب سلسلة أزمات ضربت صفوفه خلال العام الماضي. وقال خالد داود المتحدث الرسمي باسم حزب الدستور لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «انتخاب امرأة مسيحية لرئاسة الحزب يثبت أن الدستور حزب مدني حقيقي ينظر للكفاءة فقط». وأعلن حزب الدستور مساء أول من أمس فوز قائمة شكر الله بـ108 أصوات، بينما حصلت قائمة منافستها جميلة إسماعيل على 56 صوتا. وعقد الحزب مؤتمره العام الأول في القاهرة الجمعة الماضي، لانتخاب رئيس للحزب خلفا للدكتور البرادعي النائب السابق للرئيس المصري المؤقت.

وقالت شكر الله (60 عاما)، التي سبق صدور قرارات باعتقالها أيام حكم الراحل أنور السادات، إنها ستعمل مع كل الأطراف داخل الحزب على استكمال بنائه من أجل تحقيق مطالب ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن من بين أهداف برنامجها الحزبي تحقيق المصالحة بين صفوف كوادر الحزب. وتعد شكر الله ثالث امرأة تتولى رئاسة حزب سياسي في مصر، بعد الدكتورة مريم ميلاد رئيسة حزب الحق، وتيسير فهمي رئيسة حزب المساواة والتنمية، لكنها أول سيدة تفوز بالمنصب عبر انتخابات تنافسية.

وحرصت شكر الله التي خاضت منافسة شرسة ضمن قائمة «فكرة توحدنا» ضد منافسيها على تأكيد حاجتها إلى الاستعانة بهم، قائلة: «الأعضاء المنافسون هم زملائي وسيكونون أول من ألجأ إليهم لكي يساعدوني».

وشهد حزب الدستور خلافات داخلية حادة خلال العامين الماضيين، كما تعرض لهزة عنيفة بانسحاب مؤسسه البرادعي الذي يعده أنصاره الأب الروحي لثورة 25 يناير من المشهد السياسي في البلاد عقب فض اعتصامين لمؤيدي الرئيس السابق مرسي، منتصف العام الماضي. وفور إعلان نتائج الانتخابات، قدمت جميلة إسماعيل، التي خاضت المنافسة على رئاسة الحزب على رأس قائمة «البقاء لمن يبني»، التهنئة لـ«شكر الله». وقرر المؤتمر العام الأول للحزب انتخاب البرادعي رئيسا شرفيا له.

وشارك حزب الدستور في صياغة خارطة المستقبل التي توافقت عليها قوى سياسية وقادة الجيش، عقب مظاهرات حاشدة ضد الرئيس السابق مرسي. وتولى ثلاثة من قيادات الحزب مناصب في السلطة الانتقالية الحالية.

ويبلغ عدد أعضاء حزب الدستور نحو 18 ألف عضو، وقال داود وهو عضو الهيئة العليا في الحزب إن عشرة آلاف منهم عضوية نشطة، معظمهم من الشباب. وشارك في انتخابات الحزب 180 مندوبا عن كل مائة عضو، بالإضافة لأعضاء الهيئة العليا. ورحبت الأوساط السياسية في البلاد بانتخاب شكر الله رئيسا لحزب الدستور. وقال مراقبون إن من شأن هذه الخطوة أن تعطي زخما للمشهد السياسي المرتبك، ودفعة جديدة للأحزاب التي تراجع دورها خلال الشهور الماضية في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد.

ويعزز فوز شكر الله من التقدم الذي تحرزه المرأة المصرية على صعيد احتلال مواقع قيادية عبر صناديق الاقتراع، بعد أن فازت الدكتور منى مينا بمنصب الأمين العام لنقابة الأطباء في البلاد.

وأضاف داود وهو عضو الهيئة العليا للحزب أن شكر الله تملك من الخبرات السياسية والتنظيمية والعمل في المجال التنموي ما يجعلها قادرة على قيادة الحزب واستكمال بنائه خلال المرحلة المقبلة. وانخرطت شكر الله في العمل السياسي منذ سبعينات القرن الماضي، وكانت واحدة من القيادات الطلابية للتنظيمات اليسارية في الجامعة، واعتُقلت مرتين خلال عهد السادات، وصدر أمر باعتقالها مجددا في عام 1975 لكنها تمكنت من الفرار إلى لبنان قبل الانتقال إلى إنجلترا للدراسة.

وتشغل شكر الله حاليا منصب المدير العام والاستشاري الرئيس لمركز دعم التنمية للتدريب والاستشارات، وكانت ضمن المائة المؤسسين لحزب الدستور، وتولت أمانة تثقيف به من مايو (أيار) 2012 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2013، وأسست خلال تلك الفترة أكاديمية الدستور للتدريب. وشكر الله واحدة من أبرز نشطاء حقوق الإنسان في مصر، وأسست مع آخرين عددا من منظمات المجتمع المدني خلال الثمانينات، وعملت مع كثير من المنظمات الدولية، من بينها الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والـ«يونيسيف».

لت الماجستير معهد الدراسات التنموية في جامعة ساسكس البريطانية. وقدمت أطروحة رسالة الدكتوراه تأثير تحرير الاقتصاد من النساء في مصر.