مقاتلو «داعش» يضغطون على عائلات في الرقة وحلب للزواج ببناتها

لا تتخطى فترة الارتباط عادة مدة الشهرين بسبب تنقلهم بين الجبهات

TT

تتزايد ظاهرة زواج مقاتلين أجانب جاءوا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بفتيات سوريات، خصوصا في مدينتي الرقة وحلب شمال وشرق سوريا، حيث ترضخ بعض العائلات إلى طلب أمراء «داعش» وعناصرها بالزواج من بناتها خوفا من الانتقام والثأر في حال رفضوا ذلك.

ولا تتخطى فترة زواج المهاجرين الجهاديين بالفتيات السوريات مدة الشهرين بسبب تنقلهم من جبهة إلى أخرى، وفق ما يؤكد الناشط في ريف حلب منذر الصلال لـ«الشرق الأوسط»، موضحا أن «هذه الظاهرة تتزايد بشكل كبير في مناطق ريف حلب التي يتواجد فيها عناصر داعش». ويذكر الصلال أن «مقاتلي الجيش الحر ولدى إلقائهم القبض على أحد أمراء تنظيم الدولة الإسلامية في ريف حلب وجدوا في سيارته عددا من عقود الزواج».

وبرغم أن بعض المقاتلين الأجانب الذين يأتون إلى سوريا للقتال في صفوف «داعش» يصطحبون عائلاتهم معهم، لكن الشبان منهم يفضلون الزواج بفتيات سوريات لا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم. وتثير هذه الزيجات حساسية اجتماعية، خصوصا في المناطق العشائرية التي تحرص العائلات فيها على معرفة أصول الأشخاص الذين يودون الارتباط ببناتها.

وقبل أقل من أسبوعين، أقدمت الطالبة الجامعية فاطمة العبد الله العبو (22 عاما) على الانتحار في ريف الرقة بتناولها السم عندما حاول والدها إجبارها على الزواج من «مهاجر تونسي» ينتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وبحسب ناشطين معارضين، فإن «الطالبة فاطمة كانت تدرس في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وتنتمي لعشيرة العجيل وهي من سكان قرية السحلبية»، التي تقع غرب مدينة الرقة.

وأثارت هذه الحادثة موجة غضب كبيرة بين أهالي الرقة الذين يتحدرون بغالبيتهم من أصول عشائرية تراعي الأعراف والتقاليد. وذكر بعض الناشطين في الرقة حادثة أخرى لفتاة تزوجت من أحد قيادات «داعش» ليكون مصيرها المستشفى بعد أن تعرضت لاعتداءات جسدية من قبله. وبعد إحكام الدولة الإسلامية سيطرتها على الرقة وفشل محاولات جبهة «النصرة» و«أحرار الشام» طردهم من المدينة، تتزايد رغبة قادة التنظيم المتشدد في السيطرة والتغلغل أكثر في مجتمع مدينة الرقة ومن ضمن الأساليب المتبعة مصاهرة العشائر والزواج من فتياتها، إما بوسائل تقليدية أو بالضغط.

ويؤكد ناشطون في الرقة أن «بعض عناصر التنظيم أقدموا على الزواج من فتيات في الرقة لا يرغبن بالزواج من أشخاص غرباء مجهولي الهوية لا يمتلكن عنه أي معلومة أو عن أحواله الشخصية». ونقلت مواقع إخبارية تابعة للمعارضة أن تنظيم «الدولة» طرد عددا كبيرا من العائلات النازحة التي كانت تقطن في معسكرات الطلائع لتسكن بدلا منها عناصرها المتزوجين حديثا. ومنذ سيطرته على الرقة، فرض تنظيم «الدولة الإسلامية» قوانين متشددة تقيد الحريات الشخصية الأساسية، حيث فرض زيا محددا للنساء يتضمن ارتداء النقاب والكفوف، ومنع التدخين والنراجيل. وأقدم التنظيم قبل أيام على جلد امرأتين، ما أثار موجة استنكار كبيرة ضد «التنظيم» الذي بات يذكر سكان المناطق المحررة بممارسات ليست ببعيدة عن ممارسات النظام السوري.