رئيس الحكومة اللبنانية: التوافق على البيان الوزاري ينقلنا إلى وضع أفضل

لجنة الصياغة تتوجه لعقد اجتماعها الأخير غدا.. واستحقاق الرئاسة أولوية

TT

أعرب رئيس الحكومة اللبنانية، تمام سلام، عن أمله أن تنعكس «الروح الائتلافية» التي أنتجت الحكومة الحالية على مسألة البيان الوزاري، الذي يجري العمل على إعداده، تمهيدا لرفعه إلى مجلس النواب والحصول على ثقته، لتتمكن الحكومة من مباشرة مهامها.

وأكد سلام، خلال تصريح من السراي الحكومي لدى استقباله وفدا من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية، أن اللجنة المخولة صياغة البيان الوزاري «حققت تقدما في عملها يؤمل أن ينجز في الأيام القليلة المقبلة»، عادا «تأليف الحكومة نقل الوضع من وضع شديد السوء إلى وضع أقل سوءا». وقال: «إذا نجحنا في التوافق على البيان الوزاري وبعده في نيل الثقة، ستنتقل البلاد بالتأكيد إلى وضع أفضل ومؤهل للتحسن في مجالات كثيرة».

وشدد سلام على أن «الاستحقاق الأكبر أمام الحكومة هو الانتخابات الرئاسية، والنجاح في هذا الاستحقاق سيفتح أمام لبنان فرصا كبرى لاستعادة مكانته وتثبيت نظامه الديمقراطي وممارساته الدستورية على أكمل وجه»، لافتا إلى أن «إقرار هذا الاستحقاق في موعده الدستوري سينعكس إيجابا أيضا على موضوع الانتخابات التشريعية».

وعد سلام أن «أبرز التحديات التي تواجهها حكومته هي الملف الأمني والملفات الاقتصادية والمالية وملف الطاقة وموضوع النازحين السوريين الذي يترك آثارا اقتصادية واجتماعية كبيرة على البلاد».

وعقدت لجنة صياغة البيان الوزاري، التي تضم وزراء ممثلين عن أبرز القوى السياسية في لبنان، ثلاثة اجتماعات في الأسبوع الأول من عمر الحكومة، ومن المتوقع أن تعقد غدا (الاثنين) جلستها الأخيرة، بعد التوافق في اجتماعها الأخير مساء الجمعة، على صيغة مبدئية، تؤكد مرجعية الدولة وحق لبنان في الدفاع عن سيادته، وتبتعد عن القضايا الخلافية.

ورأى وزير الخارجية جبران باسيل، المحسوب على كتلة النائب ميشال عون، أن «الموضوع الحكومي والبيان الوزاري أصبحا من الماضي». وقال، بعد زيارته ووزراء عون رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أمس: «تباحثنا في الاستحقاقات المقبلة، التي أبرز مواضيعها رئاسة الجمهورية والاتفاق المسيحي - المسيحي أولا، والمسيحي - الوطني ثانيا، الذي يتكون من خلال القناعات بأن لبنان لا يجوز أن يحكم بعد الآن إلا برئيس قوي، قوي بانطلاقته وبجمع اللبنانيين حوله ومع بعضهم البعض». وأوضح: «إننا كحلفاء واجب علينا منذ الآن التفكير في الاستحقاق الرئاسي المقبل، ونحن حاليا على أبواب الاستقرار الأمني والتوافق بين اللبنانيين».

وفي سياق متصل، عد رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن «الخامس والعشرين من مايو (أيار) المقبل لا بد أن يكون موعدا حاسما ونهائيا لانتخاب رئيس جديد للبنان»، داعيا «القيادات المسيحية إلى ضرورة الاتفاق لإيصال رئيس قوي نابع من بيئته ويمثل مجتمعه مثله مثل باقي الرؤساء في لبنان كرئيسي المجلس النيابي والحكومة».

وقال الجميل في تصريحات إن «المطلوب من الحكومة الجديدة اليوم ليس تحقيق المعجزات، فهي حكومة عمرها قصير، بل المطلوب منها القيام بواجباتها في الملفات الأساسية والحساسة».

في المقابل، أكدت كتلة «القوات اللبنانية» أن «ما ينبغي عمله للخروج من دوامة العنف يتمثل بانسحاب حزب الله من سوريا، وضبط الحدود اللبنانية».

واقترحت الكتلة بعد اجتماعها الدوري برئاسة سمير جعجع بأن يشكل «إعلان بعبدا»، الصادر عن هيئة الحوار الوطني والقاضي بحياد لبنان عن أزمة سوريا، معطوفا على «أبرز النقاط التي تضمنتها مذكرة بكركي، حصريا، الفقرة السياسية للبيان الوزاري، وإلا تتحول الحكومة الجديدة مجرد نسخة مجملة عن الحكومات التي سبقتها، فيبقى الوضع الراهن على حاله، من دون أمن واستقرار، ومن دون اقتصاد ونمو، ومن دون ظروف معيشية واجتماعية طبيعية».