شائعات في الخرطوم وجوبا عن زيارة زعيم المتمردين الجنوبيين العاصمة السودانية

زوجة مشار ستصل إلى أديس أبابا للانضمام إلى وفد التفاوض

TT

تضاربت الأنباء حول صحة نبأ زيارة الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إلى جوبا، وإجراء مباحثات مع نظيره سلفا كير ميارديت، بينما ترددت شائعة قوية عن زيارة سرية قام بها زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار إلى الخرطوم، وإجراء لقاءات مع مسؤولين في وزارة الدفاع السودانية، وتحفظت حكومة الجنوب من الرد حول تلك الزيارة، لكنها قالت إن السودان موقع اتفاق تعاون معها يمنع دعم الدولتين من دعم متمردي البلد ضد الآخر، مؤكدا أن أنجلينا تينج زوجة مشار ستنضم إلى وفده للمفاوضات الجارية في أديس أبابا، التي ما زالت تراوح مكانها الذي يفترض أن تنتهي الأسبوع المقبل حسب المواعيد التي حددتها الوساطة، في وقت نفى فيه مسؤول جنوبي شائعة مرض الرئيس سلفا كير، وعدّها من الأمنيات السيئة.

وقالت مصادر مطلعة من جوبا لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني زار جنوب السودان «بسرية تامة ليومين؛ إذ التقى جنودا يعسكرون في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي النفطية، ومنها عاد إلى جوبا حيث أجرى محادثات مطولة مع نظيره سلفا كير ميارديت، وغادر بعدها إلى كمبالا».

من جانبه، رفض المتحدث الرسمي للرئاسة بجنوب السودان أتينج ويك أتينج لـ«الشرق الأوسط» تأكيد زيارة الرئيس الأوغندي موسيفيني إلى جوبا، غير أن إذاعة «مرايا إف إم» التابعة للأمم المتحدة، نقلت عن المتحدث الرئاسي أتينج ويك أتينج، في موقعها على شبكة الإنترنت، قوله إن موسيفيني التقى الرئيس سلفا كير في زيارته الخاطفة إلى جوبا، لكنه لم يفصح تفاصيل اللقاء بين الرئيسين.

ويتهم المتمردون بقيادة نائب الرئيس السابق رياك مشار القوات الأوغندية بالمشاركة في الحرب، وأن القوات الجوية الأوغندية نفذت عمليات قصف واسعة في عدد من مواقع التمرد، وتطالب مجموعة مشار في المفاوضات بسحب القوات الأجنبية من أراضي دولة جنوب السودان.

في غضون ذلك، نفى السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان أتينج ويك أتينج الأنباء التي تتداولها الأوساط في جوبا عن صحة الرئيس سلفا كير، التي تقول إنه وقع مغشيا عليه بسبب مرض عضال، وقال إنها «شائعات مغرضة وأمنيات سيئة للرئيس سلفا كير. هو بصحة جيدة»، وأضاف أن كير يمارس مهامه بشكل معتاد، ويقود الدولة في هذه الظروف بالغة الدقة بسبب التمرد، الذي يقوده مشار قرابة الثلاثة أشهر، متهما المتمردين التابعين لمشار بارتكاب انتهاكات واسعة ضد حقوق الإنسان، وخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي وقعته جوبا مع مجموعة مشار في أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، وقال السكرتير الصحافي: «هناك قتل ممنهج تنفذه قوات مشار، وانتهاكات خطيرة حدثت وبشهادة الأمم المتحدة في ملكال التي هاجمها المتمردون الأسبوع الماضي»، داعيا المجتمع الدولي إلى إصدار أشد عبارات الإدانة ضد مشار وقواته، وعدّ أن وفد مشار في المفاوضات يضع شروطا جديدة بين فترة وأخرى، وهو ما أدى إلى تأخر هذه الجولة.

وفي سياق ذي صلة، سرت شائعة قوية في الخرطوم وجوبا عن زيارة سرية لزعيم المتمردين في جنوب السودان الدكتور رياك مشار إلى العاصمة السودانية الخميس الماضي، تضمنت اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الدفاع.

بيد أن العضو في وفد المتمردين الدكتور ضيو مطوك نفى لـ«الشرق الأوسط» تلك الأنباء ووصفها بالكاذبة، وقال إن السودان لديه مندوب وهو محمد أحمد مصطفى الدابي يعمل ضمن الوساطة التي تقودها دول «الإيقاد»، وأضاف: «لا أعتقد أن الخرطوم التي تشارك في الوساطة مع دولتي إثيوبيا وكينيا، أن تقوم بدور آخر ضد التفويض الممنوح لها»، وقال إن أديس أبابا ونيروبي إذا قدمتا دعوة إلى مشار للزيارة بغرض مشاورات حول عملية التفاوض، فلن تجري الزيارة بسرية، وإنما سيعلن عنها.

وقال أتينج إن الخرطوم لديها التزامات مع بلاده وفق اتفاقية التعاون المشترك الموقعة قبل عامين بعدم إيواء أو دعم أي من متمردي البلدين ضد الآخر، وأضاف: «من جانبنا، فإننا ما زلنا نلتزم بتلك الاتفاقية، وحتى الرئيس السوداني عمر البشير، عندما زار جوبا عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة عبر عن أسفه لدعمه السابق للمتمردين ضد بلادنا»، وزاد: «لن نرد في الوقت الراهن حول زيارة مزعومة لمشار إلى الخرطوم، ولكن إذا تمت بالفعل، فإننا سننظر في نتائجها».

إلى ذلك، أكد نائب رئيس جنوب السودان جيمس أن حكومته عازمة على الوصول إلى اتفاق سلام متفاوض عليه مع المتمردين، بقيادة ريك مشار من عبر الوساطة التي تقودها منظمة «الإيقاد»، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لكنه عاد وقال إن حكومته على يقظة تامة لأي مخططات تقوم بها حركة التمرد باستهداف المدنيين، وأضاف: «نحن ملتزمون بالسلام، لكن الدكتور مشار قام بشن هجوم على ملكال مما يعني أنه غير جاد في السلام، ويسعى إلى تنصيب نفسه عن طريق القوة، من دون انتخاب من الشعب»، مشددا على ضرورة إتاحة الفرصة أمام الرئيس الحالي سلفا كير المنتخب من قبل شعب جنوب السودان إلى حين انتهاء فترة رئاسته، وقال: «الانتخابات سيتم إجراؤها في العام المقبل، والباب مفتوح لكل من يرغب في ترشيح نفسه للرئاسة».

من جهته، قال عضو وفد التفاوض عن مجموعة مشار الدكتور ضيو مطوك إن وساطة «الإيقاد» قدمت مقترحات تتعلق بالمفاهيم العامة وآليات التفاوض والهياكل حول الحوار السياسي، وأضاف أن الوفدين يفترض أن يقدما ردودهما إلى الوساطة بحلول يوم غد (الاثنين)، وتابع: «هذه الجولة وبحسب وساطة (الإيقاد) ستنتهي يوم الـ28 من الشهر الحالي، ولم يصل إلينا إن كان سيتم تمديدها أم لا»، مشيرا إلى أن مجموعة السبعة من قيادات حزب الحركة الشعبية الحاكم، الذين أفرجت عنهم حكومة سلفا كير في يناير (كانون الثاني) الماضي ستدخل التفاوض كطرف ثالث.

من جهته، قال يوهانس موسيس فوك لـ«الشرق الأوسط» إن زوجة زعيم التمرد أنجلينا تينج ستتوجه من مقر قيادة التمرد في إحدى مناطق جنوب السودان، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة ضمن وفد المتمردين.