الحريري: تشكيل الحكومة يجعل عودتي أقرب.. ولن أغيب عن انتخابات الرئاسة

قال إن الأسد سيقاتل «حتى آخر طلقة».. وتدخل حزب الله بسوريا «جنون»

TT

أكد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، أن حكومة الرئيس تمام سلام «ستستمر ثلاثة أشهر ولديها مسؤولية انتخاب رئيس للجمهورية وعليها أن تبذل كل ما في وسعها في مسألتي الأمن والاقتصاد لإراحة اللبنانيين وطمأنتهم»، مؤكدا أنه «لا يمكن أن يحصل فراغ رئاسي في لبنان، وهذا غير مسموح به».

وقال، في مقابلة تلفزيونية أجراها على هامش زيارته إلى مصر، ضمن برنامج «بهدوء» مع الإعلامي عماد الدين أديب، بثتها قناتا «سي بي سي» المصرية و«المستقبل» اللبنانية مساء أمس، إنه «بات من الواضح أننا لن نسير بمثلث (الجيش والشعب والمقاومة) في البيان الوزاري»، عادا أن «إعلان بعبدا كان ممتازا، لأنه يعمل على تحييد لبنان عن الصراعات من حوله، ويجب أن يكون من ضمن البيان الوزاري الذي يعمل عليه الآن رئيس الحكومة».

وأعلن الحريري أن تشكيل الحكومة الجديدة سيجعل عودته إلى لبنان «أقرب»، واصفا حكومة سلام بأنها «حكومة إجماع». وجزم بحصول انتخابات رئاسية، مشددا على أنه «لا يمكن أن يحصل فراغ رئاسي في لبنان، وهذا غير مسموح به وأنا جدي بهذا الكلام».

وفي موازاة إشارته إلى أن «المخاطر كبيرة جدا، ومن قتل رفيق الحريري يمكن أن يقتل سعد الحريري أيضا»، أوضح الحريري أن عودته إلى لبنان «تعتمد على اللحظة السياسية والأمنية التي أراها مناسبة». وأكد أن «لدينا انتخابات رئاسية في لبنان يجب أن تحصل، وأنا لن أكون غائبا عنها وسأكون موجودا في قلبها»، مضيفا: «لن أحدد يوما معينا لأن هناك خطرا، ولكن ذلك سيكون في وقت قريب جدا».

وأشار الحريري إلى أن «ما نشهده اليوم من احتقان وانقسام حاد بين اللبنانيين، إسلامي -إسلامي، وسني - شيعي، وصل إلى مراحل غير مسبوقة، ويضعنا أمام تحديات كبيرة لمحاولة تجنيب البلد الانفجار». وأعرب عن اعتقاده بأن مسلسل التفجيرات في لبنان «لن يتوقف». وقال: «لدينا خرق في لبنان في موضوع الانتحاريين والأمر لن يكون سهلا، لكن بالتأكيد خروج حزب الله من سوريا سيزيل الذريعة التي يستعملها البعض».

وفي حين قال الحريري إن تياره السياسي «يدعم المعارضة ولكن لا يمدها بالسلاح أو المقاتلين، وليس لديه الإمكانية للقيام بذلك»، لفت إلى أن «حزب الله عندما رأى أن النظام يضعف والشعب السوري بدأ يربح قرر أن يذهب إلى سوريا لإنقاذ النظام ضد الشعب، مما خلق احتقانا وغضبا لدى الشارعين اللبناني والسوري». وأوضح أن «بعض الشباب غير المنظمين في لبنان عندما شاهدوا القتل والمذابح التي تحصل في سوريا، التحقوا إما بـ(القاعدة) أو بـ(داعش) أو بكتائب عدة أخرى في سوريا، وجرى غسل أدمغتهم والآن أصبحوا قنابل موقوتة، أي انتحاريين، وباتوا ينفذون تفجيرات في كل لبنان بسبب تدخل حزب الله، وهذا أمر لا قدرة للبنان على تحمله».

وقال الحريري إنه «حتى لو كان هناك خلاف سياسي حاد، ولو كنت أعلم أن حزب الله أو أعضاء من حزب الله هم المتهمون باغتيال رفيق الحريري، أنا كسعد الحريري ابن رفيق الحريري، يجب أن أرى أين مصلحة البلد التي تأتي قبل مصلحتي الخاصة». وتابع: «في سبيل وطني أنا مستعد أن أشارك في حكومة نجتمع من خلالها على الأمور التي من الممكن أن ننهض بها بالبلد ونهدئ الأمور فيه. أما خلافنا السياسي فسيبقى خلافا سياسيا. فأنا لن أقبل يوما بتدخل حزب الله في سوريا وبمبرراته، بالنسبة لي هذا جنون».

وشدد الحريري على أن حزب الله «حزب لبناني وعليه أن ينظر إلى الداخل اللبناني وإلى مصلحة لبنان أولا، ولكن لا شك لدي أن القرار في ما يتعلق بقيادة حزب الله هو عند إيران، وهذا أمر يفتخرون به ويقولون إنهم فرد من أفراد الولي الفقيه»، مؤكدا أن «خلافنا مع الحزب ليس مذهبيا بل سياسي».

واستعاد الحريري حوارا أجراه مع ديتليف ميليس، وهو من أوائل المحققين الدوليين الذين تولوا قضية اغتيال والده، قال الأخير فيه بعد سؤاله عما إذا كان بإمكانه إثبات مَن اغتال والده: «لا يمكن لأحد اليوم أن يثبت أن (الزعيم النازي أدولف) هتلر هو الذي أمر بقتل أو حرق الملايين في ألمانيا، ولكن كل الناس تعرف أن هتلر هو من قام بذلك».

وعد الحريري أن المعركة في سوريا «طويلة الأمد ونظام (الرئيس السوري) بشار الأسد سيسقط بالتأكيد»، مشيرا إلى أن الأسد «يراهن على الوقت، ويعتقد أنه كلما اشترى وقتا أطال بعمر النظام». وتابع: «لديه تكتيك يتبعه بأن يوحي للغرب أنه يحارب الإرهاب، ولكنه فعليا يقتل الشعب السوري، وهو الذي خلق الإرهاب. فـ(داعش) مثلا هي في البداية من صنع النظام في سوريا، الذي كان يرسل هؤلاء إلى العراق». وتوقع أن تكون «المرحلة المقبلة حاسمة وصعبة، ولا شك لدي أن بشار الأسد يريد أن يقاتل حتى آخر طلقة، وهو لن يتخلى عن الحكم، وأي إنسان يعتقد أن هذا المجرم الذي قتل 200 ألف سوري مستعد أن يتخلى عن الحكم فهو مخطئ».

وشدد الحريري على أن «ما يهم الأميركيين هو (داعش) و(جبهة النصرة) وحزب الله، وسيدعونهم يتحاربون ويقتلون بعضهم بعضا، ويتركون سوريا ساحة». وقال إن «لدى المعارضة هدفا واحدا وهو إسقاط النظام»، متابعا: «قد يقول البعض إن من بين المعارضة متطرفين و(داعش) و(جبهة النصرة)، ولكن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 10 أو 12 ألف عنصر، مقابل الشعب السوري المكون من 24 مليون نسمة».