جمعة يعلن قريبا عن تعيين محافظين جدد لتحييد الإدارة قبل الانتخابات

العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة العسكرية الليبية التي تحطمت في تونس.. وآخر رسالة للطيار «المحرك يحترق»

TT

أفاد مصدر من رئاسة الحكومة التونسية، أمس، أنه سيجري الإعلان قريبا عن تعيين ولاة (محافظين) جدد في عدة محافظات تنفيذا لبند تحييد الإدارة بخارطة الطريق للحوار الوطني قبل الانتخابات المقبلة.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية أمس عن مصدر برئاسة الحكومة لم تسمه أنه سيتم قريبا الإعلان رسميا عن تعيينات جديدة في سلك الولاة في إطار إيفاء رئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة بما تعهد في برنامج عمل حكومته، الذي تقدم به إلى المجلس الوطني التأسيسي ومنح على أساسه الثقة يوم 29 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وجرى التوافق بين الأحزاب السياسية خلال جلسات الحوار الوطني حول خارطة طريق تقدمت بها اللجنة الرباعية للحوار وتحدد مسار عمل الحكومة المستقلة برئاسة المهدي جمعة خلال ما تبقى من المرحلة الانتقالية، من بينها مراجعة التعيينات الحزبية بالإدارة التونسية تمهيدا لإجراء انتخابات نزيهة.

وتتهم أحزاب يسارية معارضة عدة ولاة بالولاء الحزبي لحركة النهضة الإسلامية التي قادت التحالف الحكومي قبل استقالته. وقال المصدر الحكومي للوكالة إن «مسألة تحييد الإدارة تعد من أهم الأسباب التي سيضمن التونسيون من خلالها نجاح المواعيد الانتخابية القادمة».

وفي سياق منفصل، أعلنت السلطات التونسية أمس أنها عثرت على الصندوقين الأسودين للطائرة العسكرية الليبية التي تحطمت أول من أمس (الجمعة) جنوب العاصمة التونسية ما أدى إلى مقتل 11 شخصا كانوا على متنها بينهم مسؤول إسلامي ليبي متطرف سابق.

وجاء في بيان أن «وزارة النقل تعلن أنه تم العثور على الصندوقين الأسودين للطائرة العسكرية الليبية التي سقطت أمس في منطقة قرمبالية»، دون مزيد من التفاصيل. وأضافت الوزارة في بيان ثان أن السلطات التونسية سلمت الصندوقين الأسودين للجانب الليبي الذي سيتولى التحليل الفني للرحلة. وسيتيح فحص الصندوقين معرفة المزيد بشأن ملابسات الحادث. وقالت الوزارة أيضا إنه سيتم تسليم جثث الضحايا للسلطات الليبية بعد الانتهاء من التحليل الجيني المقرر اليوم (الأحد). حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان سفيان البجاوي المسؤول عن المراقبين الجويين في مطار تونس (قرطاج الدولي) الذي كانت الطائرة متجهة إليه قال الجمعة إنه «بحسب آخر مراقب جوي تحدث معه، فإن آخر رسالة للطيار كانت (المحرك يحترق)».

وتحطمت الطائرة وهي من نوع «أنطونوف - 26» في حقل بمنطقة قرمبالية على بعد 40 كلم جنوب العاصمة التونسية، حين كانت تؤمن رحلة بين مطار معيتيقة العسكري قرب طرابلس وتونس.

وقضى في الحادث 11 شخصا كانوا على متن الطائرة هم ثلاثة أطباء ومريضان أحدهما مسؤول إسلامي ليبي متطرف سابق، وستة من أفراد الطاقم.

وبحسب الحكومة الليبية فإنه من بين هؤلاء كان مفتاح المبروك عيسى الذوادي الأمير السابق للجماعة الإسلامية المقاتلة، وقد كان «مريضا» وتقرر نقله إلى تونس للعلاج.

وهذا المقاتل الإسلامي السابق كان عضوا في الحكومة الانتقالية الليبية الأولى برئاسة عبد الرحيم الكيب (2011 - 2012) إثر سقوط نظام معمر القذافي وشغل منصب نائب وزير رعاية شؤون أسر الشهداء والمفقودين وجرحى الثورة.

وكان الذوادي واسمه الحركي أبو عبد الغفار من مؤسسي الجماعة الإسلامية المقاتلة التي عملت على الإطاحة بنظام القذافي لاستبداله بدولة إسلامية.

وبعد ملاحقته من جانب السلطات الليبية، لجأ الشيخ الذوادي وأعضاء آخرون في مجموعته إلى أفغانستان حيث شاركوا في المعارك ضد القوات السوفياتية إلى جانب مقاتلين عرب آخرين خلال الثمانينات.

وفي 1992، سلمته السلطات المصرية لنظام القذافي. وبعد أكثر من 18 عاما في السجن، تم إطلاق سراحه عشية اندلاع الثورة ضد النظام. وشارك بشكل فاعل في الثورة قبل تعيينه رئيسا للمجلس العسكري في مدينة صبراتة مسقط رأسه الواقعة على بعد 70 كلم غرب طرابلس.