رئيس وزراء الجزائر يعلن ترشح بوتفليقة لولاية رابعة

سلال: «رجال الرئيس» سيخوضون الحملة بدلا عنه

عبد العزيز بوتفليقة
TT

سحب موالون للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أمس، من وزارة الداخلية استمارات جمع توقيعات الترشح لانتخابات الرئاسة المرتقبة في 17 أبريل (نيسان) المقبل، وهو شرط يفرضه القانون على كل راغب في دخول المعترك الانتخابي. ويعد ذلك إيذانا رسميا برغبة بوتفليقة في تمديد حكمه.

وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، نقلا عن «مصالح رئاسة الجمهورية»، أنه «جرى إيداع رسالة النية للسيد رئيس الجمهورية لدى وزارة الداخلية، وسحب استمارات جمع التوقيعات الفردية للمترشحين لانتخابات الرئاسة». وتعد «رسالة النية» شرطا ضروريا يؤكد فيه من يطلب منصب رئيس الجمهورية إرادته في خوض غمار المنافسة.

وصرح الوزير الأول (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال صباح أمس في وهران (450 كم غرب العاصمة)، لصحافيين بأن بوتفليقة «سيترشح لانتخابات الرئاسة». وسئل عن حالة الرئيس الصحية ومدى قدرته على تنظيم تجمعات شعبية بنفسه خلال الحملة الانتخابية التي ستدوم 21 يوما، فقال «للرئيس رجاله الذين سينشطون خلال الحملة لشرح برنامجه». وفهم من كلام سلال أن بوتفليقة لن يخوض الحملة بنفسه، وإنما عن طريق ما تسميه الصحافة «أحزاب الموالاة»، وتضم حزب الغالبية «جبهة التحرير الوطني» الذي يرأسه بوتفليقة نفسه، و«التجمع الوطني الديمقراطي» بقيادة عبد القادر بن صالح رئيس الغرفة البرلمانية الثانية (مجلس الأمة)، و«تجمع أمل الجزائر» برئاسة وزير النقل عمر غول، و«الحركة الشعبية الجزائرية» بقيادة وزير التنمية الصناعية عمارة بن يونس، إضافة إلى المئات من المنظمات والجمعيات التي تدور في فلك النظام، والتي ناشدته الترشح لولاية رابعة منذ عام تقريبا.

ويمنع قانون الانتخابات رئيس الوزراء من دعم أي مترشح. ولما كان سلال من أشد الموالين لبوتفليقة وكان مديرا لحملته الانتخابية في استحقاقي 2004 و2009، فهو مجبر على الاستقالة ومعه الوزراء الذين ناشدوه الترشح لولاية رابعة.

وتعرض بوتفليقة للإصابة بجلطة في الدماغ في 27 أبريل (نيسان) 2013، نقل على أثرها إلى فرنسا للعلاج حيث قضى أكثر من 80 يوما في المستشفى العسكري الباريسي الشهير «فال دوغراس». ويخضع الرئيس الجزائري منذ يوليو (تموز) الماضي، لبرنامج مكثف لتأهيل وظائفه الحسية المتأثرة من الجلطة. وظهر في عدة مناسبات متعبا، وبدت نظراته تائهة عندما استقبل وفودا أجنبية، ولم يتفوه بأي كلمة حتى عندما بدا في التلفزيون العمومي يسير اجتماعا لمجلس الوزراء.

يشار إلى أن الرئيس لم يتحدث للجزائريين منذ مايو (أيار) 2012. ففي خطاب طويل بشرق البلاد قال إن «جيلنا طاب جنانو»، وهي جملة باللغة العامية الجزائرية تعني أن الجيل الذي ينتمي إليه بوتفليقة انتهى. وفهم مراقبون ذلك بأن بوتفليقة سيكتفي بثلاث ولايات.

ويعتقد على نطاق واسع أن بوتفليقة سيكتسح الاستحقاق إذا ترشح لأنه يحكم سيطرته على كل مؤسسات الدولة وأهم الأحزاب والتنظيمات. وأشيع في وقت سابق بأنه سيختار لا محالة من سيخلفه إذا لم يستطع الترشح بسبب المرض، بمعنى أنه سيكون عرّاب الرئيس المقبل. ويرجح أن ترشح الرئيس سيدفع بعض المترشحين إلى الانسحاب، وأهمهم جيلالي سفيان رئيس الحزب المعارض «جيل جديد»، الذي قال قبل شهرين إنه لن يشارك في الانتخاب إذا ترشح بوتفليقة، بحجة أن «اللعبة ستكون مغلقة»، على حد قوله. وينتظر أن ينسحب أيضا رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور الذي يعد من أشد المعارضين للرئيس. أما رئيس الحكومة السابق علي بن فليس الذي نافس بوتفليقة في انتخابات 2004، فقال إنه سيخوض المنافسة ولا يهمه من يترشح فيها.