ظريف متفائل بالتوصل إلى اتفاق شامل في المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني

عراقجي: تصريحات شيرمان تدل على أن طهران ستواصل عملية تخصيب اليورانيوم

وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مع نظيره البلجيكي ديديير ريندر أثناء مؤتمر صحافي في طهران أمس (أ.ب)
TT

في نبرة تفاؤلية، أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن إيران ومجموعة «5+1» قد تتوصلان إلى اتفاق شامل في المفاوضات التي يجريها الجانبان بشأن الملف النووي الإيراني. وتأتي تصريحات ظريف في وقت تتعرض فيه وزارة الخارجية الإيرانية لضغوط كثيرة بشأن كيفية وإطار المفاوضات النووية مع القوى العالمية.

وأضاف ظريف خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره البلجيكي ديدييه ريندرز أمس في طهران، أن «المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة (5+1) قد تؤدي إلى اتفاق شامل».

وردا على سؤال لأحد الصحافيين البلجيكيين بشأن التصريحات التي أدلى بها المرشد الإيراني علي خامنئي بأنه غير متفائل بنتيجة المفاوضات النووية مع الغرب، قال ظريف: «في حين أعلن المرشد عن موقفه أكد ضرورة مواصلة إيران إجراء المفاوضات النووية». وعقد مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) جلسة غير علنية أمس (الأحد) ناقشت المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية.

وقال الناطق باسم الهيئة الرئاسية في البرلمان الإيراني عبد الرضا مصري، إن النواب قد أعربوا خلال الجلسة البرلمانية عن قلقهم بشأن التصريحات والمواقف التي اتخذها المسؤولون الأميركيون بشأن المفاوضات النووية.

وأضاف مصري، أن «الأميركيين أعربوا خلال تصريحات عن مطالب غير قابلة للتطبيق لا تندرج معظمها ضمن جدول أعمال المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى»، مشيرا إلى أن الهدف من طرح هذه المطالب قد يكون للاستهلاك المحلي.

وانتقد النواب الإيرانيون هذه التصريحات الأميركية. وأشار عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني إبراهيم أغا محمدي إلى عدم مشاركة وزير الخارجية ظريف في الجلسة التي عقدتها هذه اللجنة البرلمانية أمس (الأحد). وزاد قائلا: «إذا لم يحضر ظريف في الجلسة، سيتولى البرلمان طرح الأسئلة على وزير الخارجية».وحضر ظريف جلسات كثيرة في البرلمان الإيراني منذ تولي منصب وزارة الخارجية، وذلك للرد على أسئلة النواب.

ويعد ظريف من أكثر وزراء حكومة روحاني إثارة للجدل والاهتمام الإعلامي بسبب توليه مسؤولية الملف النووي الإيراني خلال المفاوضات بين إيران والقوى العالمية. وحضر ظريف جلسات الأسئلة البرلمانية أكثر من الوزراء الآخرين في الحكومة.

وبالتزامن مع موعد انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» في فيينا يوم الثلاثاء الماضي، أكد البيت الأبيض ضرورة مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني في إطار المفاوضات النووية، الأمر الذي قوبل بالرفض من الجانب الإيراني.

وشدد المسؤولون الأميركيون على أثر الاتفاق النووي السداسي المراحل بين إيران والقوى الكبرى في جنيف على ضرورة التزام إيران بالمفاوضات النووية، في الوقت الذي أعربوا فيه عن معارضتهم لفرض عقوبات جديدة على طهران. بيد أن الولايات المتحدة أكدت أن الخيار العسكري ما زال مطروحا إذا لم تلتزم طهران بالاتفاق النووي.

وأثارت التصريحات الأميركية انتقادات المسؤولين الإيرانيين، وخصوصا نواب البرلمان. ويرى النواب المعارضون لإبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، أن هذا الاتفاق «لا يضمن حق إيران في تخصيب اليورانيوم».

من جهة أخرى، قال كبار المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي ومساعد وزير الخارجية في الشؤون الدولية عباس عراقجي، إن «تصريحات مساعدة وزارة الخارجية الأميركية ويندي شيرمان تدل على أن إيران ستواصل عملية تخصيب اليورانيوم حتى بعد التوصل إلى اتفاق شامل بشأن الملف النووي الإيراني». وأضاف عراقجي: «تشير التصريحات الصادرة من السيدة شيرمان إلى أن إيران ستواصل عملية تخصيب اليورانيوم، حيث سيتضمن الاتفاق النووي الشامل عملية تخضيب اليورانيوم، ويناقش أبعادها».

وقالت شيرمان خلال زيارتها لإسرائيل يوم السبت الماضي، إن «إيران تستطيع مواصلة عملية تخصيب اليورانيوم بشكل محدود وتحت إشراف دولي لتوفير حاجاتها ضمن اتفاق الإطار التي توصلت إليه إيران والقوى الكبرى تمهيدا للوصول إلى الاتفاق الشامل».