نوري: المتشددون يضرون بالمصالح الوطنية لإيران

المحافظون يؤكدون أن ضغوطهم جعلت واشنطن تعترف بحق طهران في التخصيب

جانب من الاجراءات الامنية خارج القنصلية الايرانية في مدينة بيشاور بعد التفجير الانتحاري الذي استهدفها أمس (أ. ف. ب)
TT

في حين يواصل المتشددون في إيران ضغوطهم على الفريق النووي الإيراني، بما في ذلك وزير الخارجية محمد جواد ظريف بسبب إبرام اتفاق نووي «غير مقبول» مع الغرب، يقول أحد الإيرانيين المحافظين البارزين بأن البلاد تواجه وضعا سيئا بسبب المتطرفين.

وقال علي أكبر ناطق نوري، الرئيس السابق لمجلس الشورى الإيراني، بأن المتطرفين يتسببون في الإضرار بالمصالح الوطنية للبلاد.

وأضاف ناطق نوري، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، أن التشدد من إحدى المشكلات التي تؤثر على البلاد، مضيفا أن هذا التشدد وعدم اتباع منهج التوسط يعملان على الإضرار بالبلاد والثورة الإسلامية.

وفي تعليقه على تصريح ناطق نوري، قال عزار منصوري، المندوب السياسي لحزب جبهة المشاركة الإسلامي، في حديثه لجريدة «الشرق الأوسط»، بأن ذلك البيان قد جاء بجانب تعليقات أخرى صادرة عنه بعد إجراء الانتخابات الرئاسية (المثيرة للجدل) في عام 2009.

وقال منصوري «أعتقد أن ناطق نوري يحاول إعادة إنعاش تيار (اليمين) في إيران وممارسة ضغوط للقول بأنه لا يُفترض أن يكون هناك دور للمتشددين في سياسة البلاد».

وأضاف منصوري أنه بالاعتماد على البراغماتية السياسية، تعد الوحدة الوطنية أمرا ضروريا في إيران، ولهذا السبب يحاول ناطق نوري منع جميع الاتجاهات السياسية من التحول إلى التشدد.

وفي حديثه في أكتوبر (تشرين الأول) 2013، قال الأمين العام لحزب البناء بأن الجماعات والأحزاب الإصلاحية قد تتوصل إلى اتفاق لتعيين ناطق نوري مرشحا لها في الانتخابات البرلمانية المقبلة في عام 2016.

شغل ناطق نوري، رجل الدين المحافظ، منصب رئيس البرلمان الإيراني في الفترة بين عامي 1992 و2000، كان وزيرا للداخلية خلال رئاسة هاشمي رافسنجاني.

ويقول غلام حصين كارباتشي لوكالة مهر الإخبارية: «ستنتهج الأحزاب الإصلاحية وسائل سياسية أكثر فاعلية في انتخابات المجلس ويدرسون سجل ناطق نوري والميول العامة للإصلاحيين تجاهه، حيث يجمع الكثير من الإصلاحيين عليه كمرشح رئيس لهم».

ويشير كارباتشي إلى أن الشخصيات المعتدلة المتمتعة بالكفاءة وصاحبة الخلفية الثورية ينبغي أن تكون حاضرة في البرلمان لخلق حالة أفضل، وناطق نوري إحدى هذه الشخصيات التي يعترف الجميع بكفاءتها.

وانتقد التيار المتشدد في وسائل الإعلام والبرلمان الإيراني الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران والغرب. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2013. انتقد عضو مجلس الشورى الإيراني مهرداد بزرباش المفاوضين لفشلهم في الحصول على اعتراف غربي بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وعد أحد الأعضاء المحافظين في البرلمان يوم الاثنين أن الانتقادات التي وجهت إلى فريق التفاوض النووي الإيراني جعلت الولايات المتحدة تقبل حق إيران في تخصيب اليورانيوم. وقال قاسم جعفري، الذي كان من بين 99 نائبا طالبوا باستجواب ظريف حول المفاوضات النووية، أن الانتقادات التي وجهت إلى فريق التفاوض هي جعلت المسؤولين الأميركيين يعترفون بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وأضاف: «أخبرت الرئيس روحاني ووزير خارجيته بضرورة قبول انتقاداتنا».

كان فريق التفاوض الإيراني قد أعلن خلال المفاوضات أنه في حالة رفض الغرب الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم فسوف يواجهون ضغوطا لاستكمال المحادثات، وهو ما دفع المسؤولين الأميركيين إلى الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

في السياق ذاته صرح روبرت هانتر المندوب الأميركي الدائم في منظمة حلف شمال الأطلسي أن ويندي شيرمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية أكدت أن المحادثات النووية مع إيران ستمضي في الطريق الصحيح وليس هناك ثمة مفاجأة في الاعتراف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم.

وقد ذكرت شيرمان ليلة السبت أن إيران ستتمكن في ظل اتفاق شامل من الاحتفاظ ببرنامج تخصيب محلي يلبي احتياجاتها العملية.

وشددت شيرمان التي تقود فريق التفاوض النووي الأميركي في المحادثات بين إيران والقوى الست الكبرى، في بيان مقتضب للصحافيين في القدس على أن هذا البرنامج سيكون «محدودا ومحاطا بقيود وخاضع للرقابة».