الرئيس الفنزويلي يستعد لـ«مؤتمر وطني للسلام» غدا

مادورو يدعو إلى حوار وطني لاحتواء حركة الاحتجاج

متظاهرون يقطعون طريقا رئيسا في العاصمة الفنزويلية وتعلوهم لافتة مكتوب عليها «كلنا فنزويلا» (أ.ب)
TT

دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى حوار وطني في محاولة لاحتواء موجة المظاهرات الاحتجاجية التي يواجهها نظامه منذ أسابيع وتشكل التحدي الأكبر لحكومته. وقتل عشرة أشخاص على الأقل وأصيب عشرات بجروح في أعمال عنف تخللت المظاهرات المناهضة للحكومة التي انطلقت في 4 فبراير (شباط) الحالي. وفي «مؤتمر وطني للسلام» الذي دعا إليه الرئيس الفنزويلي ليوم غد، من المرتقب الحديث عن إصلاحات تخفف من الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد.

ونظمت مظاهرة حاشدة السبت الماضي في كراكاس ضد حكومة مادورو اليسارية بدعوة من زعيم المعارضة إنريكي كابريليس. ونزال مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع للتعبير عن غضبهم بسبب ارتفاع معدل الجريمة في البلاد التي تشهد أيضا تضخما قياسيا تتجاوز نسبته 56 في المائة ونقصا في السلع، وكذلك للمطالبة بإطلاق سراح المتظاهرين الموقوفين أو إدانة الرقابة على وسائل الإعلام. وأصيب نحو 25 شخصا بجروح في وقت متأخر السبت في مواجهات مع قوات الأمن. ومن أمام القصر الرئاسي أطلق مادورو الليلة قبل الماضي دعوة إلى مؤتمر سلام وطني. وقال مادورو أمام حشد من أنصاره في باحة القصر الرئاسي: «سأطلق الأربعاء المقبل مؤتمرا وطنيا للسلام مع جميع التيارات الاجتماعية والسياسية والمؤسسية والدينية». وأوضح أنه دعا حكام الأقاليم، بمن فيهم أولئك المنتمون إلى المعارضة، للاجتماع معه يوم الاثنين للتحضير لهذا المؤتمر. ومن بين هؤلاء الحكام إنريكي كابريليس، زعيم المعارضة ومنافسه السابق في الانتخابات الرئاسية. وقال مادورو أيضا إنه سيطلب من الجمعية الوطنية تشكيل «لجنة الحقيقة» للنظر في المظاهرات التي يعتبرها «محاولة لتبرير تدخل أجنبي في فنزويلا»، كما قال في مقابلة مع محطة تلفزيونية محلية.

ويواجه مادورو الناشط النقابي السابق أسوأ أزمة يشهدها حكمه منذ انتخابه في أبريل (نيسان) 2013. وأصبح قائد «الثورة البوليفارية» في فنزويلا إثر رحيل الزعيم التاريخي اليساري الرئيس هوغو تشافيز. ويمكن للإدارة الفنزويلية أن تعتمد على دعم كبير من الطبقة العاملة في البلاد، حيث نظمت مظاهرات مضادة السبت والأحد في العاصمة. وتظاهر الليلة قبل الماضية المئات من أنصار السلطة، غالبيتهم من كبار السن، في كراكاس في دعما للرئيس الفنزويلي. ورفع المتظاهرون لافتات مؤيدة لمادورو ولفوا أنفسهم بالأعلام الفنزويلية احتجاجا على ما سموه «العنف الفاشي» من قبل المعارضة الطلابية. وقالت كريستينا ماركو، وعمرها 60 عاما، لوكالة الصحافة الفرنسية خلال التجمع الذي توجه إلى قصر ميرافلوريس حيث ألقى كلمة الرئيس: «كفى للعنف الذي ينفذه الشباب، هذا بلد سلام ونريد مستقبلا يعمه السلام». وفي كراكاس حصلت حوادث حيث قام أشخاص يستقلون حافلات صغيرة بترهيب متظاهرين. ويشدد مادورو الذي ينفي أي علاقة له بمجموعات مسلحة موالية للحكومة على أن المظاهرات جزء من انقلاب مدبر من واشنطن والرئيس الكولومبي السابق الفارو أوريبي.

واعتقل عشرات الأشخاص بينهم ليوبولدو لوبيز الزعيم المعارض الذي يطالب برحيل مادورو.

ويقول المحلل السياسي جون ماغدالينو إن المحادثات تشكل محاولة لتحسين صورة الحكومة في محاولتها احتواء المظاهرات. وقال: «الحكومة أدركت الثمن المرتفع في الداخل والخارج لدى الرأي العام لتحركات قوات الأمن»، مضيفا: «مع محادثات الأزمة هذه، يسعى مادورو إلى بعض التهدئة». ومشاركة الزعيم المعارض كابريليس في المحادثات قد تكون مفيدة لأنه «يشكل محاورا وسطيا بعدما طالب ليوبولدو لوبيز برحيل حكومة مادورو».

لكن ماغدالينو شكك في إمكانية نجاح المحادثات أو أن تؤدي المظاهرات إلى استقالة مادورو.