أوباما يوجه دعوة للقاء عباس.. والسلطة تستنجد بروسيا

محاولة لعقد اجتماع للرباعية بعد اللقاء «السيئ» بين الرئيس الفلسطيني وكيري

TT

في الوقت الذي أعلنت فيه السلطة الفلسطينية عن دعوة وجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس، للقائه في واشنطن الشهر المقبل، استنجدت السلطة بروسيا وطلبت من موسكو عقد اجتماع جديد للجنة الرباعية الدولية، في محاولة للضغط على الولايات المتحدة بشأن مفاوضات السلام مع الإسرائيليين.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن عباس تلقى دعوة للقاء الرئيس أوباما في البيت الأبيض، في موعد لم يحدد. وأضاف للإذاعة الرسمية: «اللقاء في البيت الأبيض يأتي في إطار اللقاءات الثنائية، لكن لم يحدد موعد له حتى الآن».

وأوضحت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» أن الدعوة نقلت بشكل مبدئي عن طريق وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي التقى عباس في باريس الأسبوع الماضي، على أن تجرى اتصالات لاحقة لتحديد موعد اللقاء.

ويعتقد أن يلتقي أوباما بعباس بعد لقاء مرتقب يعقده الرئيس الأميركي في 2 مارس (آذار) المقبل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وسيحاول أوباما دفع مقترح اتفاق الإطار الذي يسعى لبلورته وزير خارجيته كيري منذ أشهر.

وكان لقاء عباس وكيري في باريس الأسبوع الماضي من «أسوأ» اللقاءات بين الطرفين؛ إذ تعمقت الهوة بينهما في مواضيع مختلفة، قبل أن يطلب الجانب الفلسطيني من الأميركي تعديل المقترحات بشأن اتفاق الإطار.

وقال عريقات، أمس، إن الجانب الأميركي لم يطرح أي شيء رسمي حتى الآن، مضيفا: «ممارسات إسرائيل على الأرض شيء والمطلوب لعملية السلام شيء آخر تماما». وأضاف: «أبلغ الرئيس عباس الوزير الأميركي أن ما سيطرح مستقبلا يجب أن يستند للقانون الدولي والمبادئ وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، خاصة انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967، والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين». وأكد أن «الهوة واسعة جدا» بين الطرفين.

وفي محيط الرئيس الفلسطيني، يؤكد مسؤولون أن لقاء عباس وكيري ساعد على «تعميق الفجوة» بين الموقفين الفلسطيني والأميركي، وليس العكس.

واتهم مسؤول فلسطيني بارز في حديث مع صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الأميركيين بـ«التراجع». وقال: «إن القيادة الفلسطينية تشعر أن ثمة تراجعا حدث في موقف الولايات المتحدة». وأَضاف: «لا يوجد لدينا أي توقعات؛ إذ يبدو أن الوثيقة التي يبلورها كيري لن تستجيب للمطالب الفلسطينية».

وفي هذا الوقت، توجه عريقات إلى روسيا والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، قبل أن يعلن أن «روسيا والسلطة الفلسطينية تدعوان إلى عقد اجتماع جديد للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط». وأضاف عريقات للصحافيين: «تاريخ اجتماع الرباعية لم يحدد بعد»، موضحا أن الجانب الفلسطيني أحاط الجانب الروسي علما بتفاصيل المحادثات الأخيرة بين الرئيس عباس وكيري في باريس.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفيتش، أفاد سابقا أن مباحثات لافروف وعريقات ستتركز على حالة الحوار الفلسطيني - الإسرائيلي وآفاقه، وكذلك أهم القضايا الإقليمية.

ويعد التحرك الفلسطيني نحو روسيا وطلب عقد لقاء للرباعية الدولية محاولة للضغط على واشنطن التي تفضل عادة التحرك بمفردها في هذا الملف.

وفي المفاوضات السابقة، أحبطت واشنطن جميع محاولات السلطة، جر روسيا إلى مربع المفاوضات بين الطرفين، كما أن إسرائيل لم تتحمس أبدا لأي دور روسي. وتتركز الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول حدود 1967، ويهودية دولة إسرائيل، ومصير القدس والأغوار واللاجئين. ودفعت إسرائيل هذا الشهر بخطط بناء مختلفة في المستوطنات، كما أضافت مستوطنات نائية لقائمة «الأولويات الوطنية».

وفي خطوة إسرائيلية استفزازية أخرى، ناقش الكنيست الإسرائيلي أمس مسألة «السيادة على المسجد الأقصى» في القدس، بعد أن أدرجت رئاسة الكنيست الأمر على جدول أعمال الهيئة العامة، بعد أسبوع من إسقاطه، إثر موجة غضب واسعة، وتهديدات أردنية.

وكان النائب المتطرف موشيه فيغلين، قدم هذا الطلب إلى الهيئة العامة للكنيست أواخر الشهر الماضي، وطلب أن تكون السيادة على المسجد الأقصى، إسرائيلية، وليست أردنية.

وتقع مقدسات المسلمين والمسيحيين تحت الوصاية الأردنية بموجب اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل الموقعة في 1996.

ووزعت جهات يمينية متطرفة في إسرائيل ملصقات وبيانات تحض أعضاء الكنيست على المشاركة في النقاش.

وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» إن مجموعة من حاخامات «ربانيم» اليهودية دعوا إلى الحضور في الكنيست الإسرائيلي بشكل مكثف للمشاركة في الجلسة التي ستعقد لمناقشة نقل السيادة على المسجد الأقصى لإسرائيل بدلا من المملكة الأردنية.

وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تحدى الكنيست الإسرائيلي، وحذر من المس بالوصاية الأردنية على المسجد الأٌقصى، قائلا: «لا عضو في الكنيست ولا ألف عضو إسرائيليين يستطيعون تغيير الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس»، مضيفا: «وصاية الأردن على المقدسات خط أحمر لا يستطيع أحد الاقتراب منه».