ميركل تصل إسرائيل لدعم جهود كيري ورأب الصدع بشأن المستوطنات

بيريس سيمنح المستشارة الألمانية اليوم أرفع وسام مدني

TT

وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إسرائيل، أمس، برفقة 16 وزيرا في زيارة تستغرق يومين وتسعى إلى دعم جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري في التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولتعزيز العلاقات مع الدولة العبرية.

ووصلت ميركل في وقت متأخر، أمس، بعد فترة من البرود والخلافات بين تل أبيب وبرلين حول ملف السلام والمستوطنات، وفي ظل القلق الإسرائيلي المتزايد من توسع المقاطعة الأوروبية في حال فشلت المفاوضات مع الفلسطينيين.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إن «ميركل صديقة حقيقية لدولة إسرائيل وتعبر مرارا عن مواقف تختلف عما تقوله دول أوروبية أخرى ويجب إبداء التقدير لها بسبب ذلك». وأضاف: أنها «تأتي كصديقة لإسرائيل مع حاشية كبيرة. سنتحدث معها بهدف توثيق التعاون بيننا، وفي موضوع المفاوضات مع الفلسطينيين، سأوضح بأن البنية التحتية للسلام بيننا وبين الفلسطينيين ستجري على أساس اعتراف متبادل بدولتين لشعبين، إذ إن المطلوب أن يكون هناك اعتراف فلسطيني بالدولة اليهودية. وإضافة إلى ذلك، سأناقش معها المحادثات النووية المتعلقة بإيران».

واستبق نتنياهو وصول ميركل، ووصف الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي في المنطقة بأنها تشكل الفرصة الوحيدة لتحقيق السلام. مجددا القول إن «العقبة الرئيسة التي تعترض المفاوضات مع الفلسطينيين تتمثل بإصرار الجانب الفلسطيني على عدم الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل».

وقالت مصادر إسرائيلية إن «ميركل تريد تهدئة التوتر مع إسرائيل التي ترى في ألمانيا إحدى الدول التي تقود في الاتحاد الأوروبي توجها نقديا ضد البناء الاستيطاني».

وارتفع التوتر بين إسرائيل وألمانيا في الشهور القليلة الماضية، بعد عدة محادثات هاتفية بين نتنياهو وميركل حول الموضوع الفلسطيني، وبسبب خلاف حاد حول معاهدة التعاون العلمي، وردود الفعل الإسرائيلية على الخطاب الأخير لرئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس (ألماني الجنسية) أمام الكنيست والذي قوبل بمقاطعة وغضب وسخرية إسرائيلية.

وكتب المعلق السياسي لصحيفة «يديعوت أحرنوت»، شيمعون شيفر: «بناء على حوارات متعددة أجريتها مؤخرا في ألمانيا، يتضح أن ميركل على استعداد للوقوف إلى جانب إسرائيل بشكل قاطع في كل القضايا باستثناء قضية واحدة: الفلسطينيين».

واستغلت ميركل الزيارة لتعلن عن دعمها الثابت لجهود كيري، قائلة، «نحن بحاجة، في أقرب وقت ممكن، للوصول إلى حل ثابت للدولتين، تكون بموجبه دولة إسرائيل يهودية ودولة للفلسطينيين. سأستغل الزيارة من أجل طرح القضية أمام رئيس الحكومة الإسرائيلي».

وقالت مصادر إسرائيلية وألمانية إن «ميركل ستنقل لإسرائيل استعداد الاتحاد الأوروبي لتقديم امتيازات غير مسبوقة لتل أبيب في حال اتخاذها مواقف أكثر مرونة بخصوص اتفاق الإطار، وستحذر من أن عدم تقديم هذه المرونة، سيؤدي إلى ارتفاع حدة حملات المقاطعة».

ومن المفترض أن تصل ميركل مع نتنياهو إلى اتفاق يتعلق بتعويض عمال «الغيتوهات» اليهود الناجين إبان الحقبة النازية، وتوقيع اتفاقات علوم مشتركة، ومعاملات أمنية، إضافة إلى تسهيلات كبيرة في الحصول على تأشيرات العمل والسياحة في البلدين وخصوصا ألمانيا.

وسوف تشهد زيارة المستشارة الألمانية توقيع عدد من الاتفاقات من بينها اتفاق يتعلق بتوفير الخدمات القنصلية الألمانية للمسافرين الإسرائيليين في بلدان ليس بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية.

ومن المقرر أن يمنح الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس ميركل اليوم (الثلاثاء) أرفع وسام مدني إسرائيلي «لالتزامها الثابت بأمن إسرائيل وكفاحها ضد معاداة السامية والعنصرية».

يذكر أن وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابريل، الذي يشغل أيضا منصب نائب ميركل ألغى رحلته مع المستشارة الألمانية حيث قال متحدث باسم وزارة الاقتصاد اليوم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن «غابريل مريض حاليا».